عندما تقومُ إسرائيلُ باستدعاءِ أحدِ المرتدّينَ العربِ ليُجاهرَ بحبّهِ لها فهذا جزءٌ من حملةِ نتانياهو الانتخابيةِ، يريدُ منْ خلالِه أن يقولَ لجُمهورِه: لقد حقّقتْ إسرائيلُ حلمَها بأنْ تفرّقَ بينَ الفلسطينيينَ والعرب!
وعندما نتعاملُ نحنُ معَ هذهِ الحادثةِ وكأنّها الطامّةُ الكبرى ونسارعُ إلى شنِّ حملةٍ تتجاوزُ هذا المرتدّ وتصلُ إلى شعبٍ عربيّ بأكملهِ فإنَّنا نساعدُ نتانياهو طوعًا في تحقيقِ هدفهِ.
رغمَ أهميّة هذهِ الحادثةِ وضرورةِ التصدّي لها وكشفِ الخطرِ الذي تمثّلهُ فإنّنا يجبُ أن لا نسمحَ لأنفسنا بأن نجعلَها تَحجبُ الرؤيةَ عن الجريمةِ التي تُرتَكَبُ بحقِّ شعبِنا وأهلِنا في صور باهر المقدسية والتي يريدُ نتانياهو أن يجعلَها خُبزَنا اليوميّ الذي نتعاملُ معهُ كأنّهُ قدرُنا المحتوم.
ظاهرةُ السقوطِ الأخلاقي في صفوفِ الأمةِ ظاهرةٌ خطيرةٌ تستوجِبُ الرفضَ والإدانةَ، وفي مقدّمةِ الساقطينَ هنالك "المرتدّون" الذين ارتضوا العيشَ بينَ المستوطنينَ وتحتَ حمايتِهم، وإذا لم نسارِعْ إلى التصدي لهذهِ الظاهرةِ فستبقى مبرِّرًا لكلّ الخارجينَ عن الصفّ الوطنيّ والقوميّ منْ عُشّاقِ التطبيعِ معَ إسرائيل.

*مقاومةُ التطبيعِ مع إسرائيلَ تبدأُ منْ وأدِ ظاهرةِ المطبِّعينَ مع المستوطنين