جويد التميمي

عج خان شاهين المحاذي لمسجدي السنية والقزازين بالبلدة القديمة وسط مدينة الخليل، بالمتسوقين والزوار، على مدار ثلاثة أيام، والتي شهدت معرض ومهرجان التسوق "أهلا رمضان"، الذي نظمته نقابة تجار المواد الغذائية بمشاركة عشرات الشركات الفلسطينية التي قدمت خصومات على منتجاتها تراوحت بين 10 إلى 30%، بهدف إعادة تنشيط الحياة الاقتصادية في المدينة العتيقة.

وفي الخان المذكور، الواقع بمحاذاة شارع الشهداء وسوق الخضار المركزي القديم، المغلقين أمام المواطنين الفلسطينيين والزوار منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994م، تجولت الشابة رغد طاهر الهيموني برفقة عائلتها وصديقاتها بفرح عارم، وأثناء تسوقها قالت لــ"وفا"، "المعرض جميل وحظي باهتمام المواطنين خاصة اننا على أبواب الشهر الفضيل، رمضان المبارك، هذا المكان لم أزره من قبل، حقا الجو رائع وممتع هنا، لكن ما ينغص علينا اغلاق أزقة وطرق في محيط المعرض وعلى مداخل البلدة القديمة من قبل الاحتلال، في وقت يتمتع فيه المستوطنون المدججون بالسلاح بحرية الحركة في الشوارعِ والاسواق المغلقة ويحظون بحماية قوات الاحتلال في كل الأوقات".

من جانبه، أعرب التاجر المشارك في المعرض رائد زاهدة (43 عاما) لــ"وفا"، عن أمله في أن "يستمر توافد المواطنين على أسواق وأزقة البلدة القديمة وعلى مساجدها والحرم الابراهيمي بعد انتهاء المعرض، وان تحذوا كافة مؤسساتنا الوطنية حذو نقابة تجار المواد الغذائية لتنظيم مزيد من المعارض تشجع المواطنين على التسوق من البلدة وزيارتها".

وتابع زاهدة، "رغم برودة الطقس، كان الحضور من قبل المواطنين مميزاً، فهذا المعرض الأول الذي ينظم في هذا المكان، وزاره الآلاف من المواطنين والمتسوقين، المعرض مثّل فرصة حقيقية لبيع منتجاتنا من مواد غذائية، وعصائر، ولاقت فكرته ترحيبا كبيرا من التجار والمواطنين".

كما تركزت مطالب عدد من أصحاب المحلات التجارية الواقعة في البلدة القديمة على أهمية توفير الأمن والحماية للممتلكات العامة والخاصة، وتقديم الدعم المالي لهم، مؤكدين في الوقت ذاته أن الأسعار في البلدة القديمة منخفضة ومنافسة، مقارنة مع الأسعار في الأسواق الواقعة خارج البلدة".

وخلال تفقده المعرض، قال رئيس نقابة تجار المواد الغذائية وسام الكرد لــ"وفا"، "هذا فرح كبير ضم العشرات من شركاتنا ومصانعنا الفلسطينية، الجميع همه ليس البيع والشراء، بل هو نابع وطني لإعادة الحياة لأسواق البلدة القديمة والحرم الابراهيمي الشريف، لتعود كما كانت في سابق عهدها معمورة بالمواطنين طوال العام وليس في رمضان فقط".

وحث الكرد، المواطنين على زيارة الحرم الإبراهيمي والتواجد في البلدة القديمة بعد انتهاء الأيام الثلاثة لمعرض "أهلا رمضان". وشدد على أن حضور المواطنين من كافة انحاء فلسطين واحياء البلدة القديمة بالزوار هو أفضل طريق لمواجهة إجراءات واعتداءات الاحتلال المتواصلة على البلدة ومحاولات تهويدها المستمرة بقوة السلاح.

وأشار عضو إقليم "فتح" وسط الخليل، منسق ملف البلدة القديمة والمناطق المغلقة مهند الجعبري لــ"وفا"، لأهمية تعزيز صمود أهالي المدينة العتيقة التي أصبحت تشهد استقرارا أمنيا بجهد الأجهزة الامنية الفلسطينية واللجنة التنظيمية، رغم ممارسات واعتداءات الاحتلال.

وثمن جهود نقابة تجار المواد الغذائية، وهذه المبادرة من قبل التجار والمصانع والشركات. ودعا أهالي محافظة الخليل وكافة ارجاء فلسطين ان يستمروا بالتوافد على البلدة القديمة لإحيائها، وحمايتها من الاحتلال ومستوطنيه.

وشدد الجعبري على أهمية فتح كافة التجار محلاتهم الواقعة في سوق وأزقة البلدة القديمة، وقال "قررنا أن البلدة تشهد حالة أمنية جيدة بفضل اللجنة التنظيمية والأجهزة الأمنية، وبالتالي دعوة كافة التجار المغلقة محلاتهم في البلدة على فتحها في رمضان وبعد شهر رمضان، هذا واجبنا الوطني الذي نسعى من خلاله لإعادة الحركة لأسواق الخليل العتيقة، ومن لا يريد فتح محله سنعمل بشتى الطرق لإجباره على فتحه، ولن يكون هناك تهاون في ذلك، وسنضرب بيد من حديد كل الخارجين عن القانون اذا حاولوا المس بأي تاجر او محل من محلات البلدة".

وتابع، "لنعيد قلب ودرة تاج الخليل الى سابق عهدها، لينعم مواطنونا وزوارنا بالتسوق في ازقتها والصلاة في الحرم براحة وطمأنينة تامة".

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت شارع الشهداء وسوق الخضار المركزي القديم ومحطة الباصات المركزية، في الخليل عام 1994م، ومنعت حركة المركبات والحافلات الفلسطينية في الاماكن المذكورة في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، ومنعت المواطنين الفلسطينيين من التجول في الشارع والسوق المذكورين، نهاية عام 2000 بدعوى توفير "الأمن" لعشرات المستوطنين الإسرائيليين، الذين يحتلون قلب مدينة الخليل، التي يزيد عدد سكانها عن 250 ألف نسمة، ويقسمونها بفعل اغتصابهم لممتلكات واراضي المواطنين الى قسمين.

كما يغلق الاحتلال بأوامر عسكرية أكثر من 500 محل تجاري وسط المدينة، إضافة إلى أن ممارسات الاحتلال ومستوطنيه، وعرقلة وصول المواطنين عبر الحواجز العسكرية المنتشرة على مداخل البلدة القديمة، أجبرت أصحاب أكثر من 1000 محل تجاري آخر على إغلاق محلاتهم بسبب ضعف الحركة التجارية. كما تقيم قوات الاحتلال نحو 100 حاجز عسكري وبوابة حديدية والكترونية في البلدة القديمة.