أقام فوج الإنقاذ الشعبي والهلال الأخضر اللبناني ولجنة مسيرة العودة إلى فلسطين، معرض صور في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا تحت عنوان: "معرض المقاومة والانتصار"، تضمن صوراً فوتوغرافية حية عن المجازر الصهيونية المرتكبة بحق الشعب العربي الفلسطيني، وصوراً أخرى عن خسائر العدو الصهيوني في الحرب على غزة.

وفي المناسبة أقيم احتفال حضره أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، والنائب حسن حب الله، وعلي فيصل ممثلاً فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلو أحزاب وطنية لبنانية، وفصائل "م.ت.ف" تقدمهم أمين سر حركة "فتح" العميد ماهر شبايطة، وقائد قوات الأمن الوطني اللواء صبحي أبو عرب، وممثلو جمعيات المجتمع المدني، والجمعيات الطبية، وحشد من المهتمين والشباب. وتخلل الحفل كلمات أثنت على دور المقاومة في لبنان وفلسطين في التصدي للهجمات الصهيونية ولتهويد القدس.

بدأ الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم ألقى النائب حسن حب الله كلمة أكد فيها على دور المقاومة والإنجاز الذي حققته للأمة، وقال: "معرض المقاومة والانتصار يظهر لنا الانتصار الذي أنجزته هذه المقاومة لهذه الأمة في معركتها التاريخية. نستحضر اليوم المقاومة والانتصار، نستحضر ذلك الزمن الجميل حيث كانت الأمة تعي تماماً قضيتها الأساس، وحيث كانت الأمة تعي تماماً الوسيلة نحو تحقيق أهدافها".

أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد رحب بالحاضرين وقال: "في هنا اليوم نؤكد مجدداً أن طريق المقاومة هي طريق النصر، وهي إرادة الشعب، المقاومة هي تعبير عن إرادة الشعب في مواجهة محتل غاصب، والانتصار في مواجهة هذا العدو، وتحرير الأرض وتحرير الإرادة من هذا العدو الغاصب. لقد تمكن شعبنا اللبناني والفلسطيني عبر نضاله الطويل والمديد من تحقيق إنجازات كبرى على صعيد مواجهة العدو، ومواجهة الاستعمار، ومواجهة الصهيونية. وعلى هذا الطريق دفع شعبنا العربي أثماناً باهظة في مواجهة هذا العدو. وسوف يستمر شعبنا العربي اللبناني والفلسطيني وكل شعوب هذه الأمة في التصدي للعدوان الصهيوني على شعب فلسطين، وعلى أرض فلسطين، وعلى أمتنا العربية. وما ارتكب من مجازر خلال هذا الصراع المديد لن تكون نتيجته إلا صرخة تطلقها الشعوب من أجل هزيمة هذا المشروع والقضاء عليه".

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل ألقى كلمة، جاء فيها: "نجحت لجنة مسيرة العودة حينما ربطت بين المقاومة والانتصار، لأن لا انتصار بدون مقاومة، وهذا ما أثبتته مقاومة شعب لبنان وشعب فلسطين وكل مقاومة في هذا العالم على المستبد والمحتل الأميركي والإسرائيلي. هذا العدوان يختزل كرامة وسيادة وتقرير المصير لشعوبنا المضطهدة هنا وفي أي مكان في العالم. إن المقاومة الفلسطينية أوجدت من جديد فلسطين في الجغرافيا والتاريخ رغم محاولة "كيري" و"نتنياهو" إخراجنا من التاريخ والجغرافيا حينما أرادوا فرض يهودية دولة إسرائيل، ولكن هذا لن يتحقق لأن في الشعب الفلسطيني مقاومة وانتفاضة، وشعب ولاجئون لن يقبلوا بهذه الافتراضات الوهمية لدى أميركا وإسرائيل. والشعب الفلسطيني لن يقبل أن يتحول إلى جالية قيد الإقامة الجبرية في حكم ذاتي على السكان، وليس على الأرض. كما أنه لن يقبل بمحرقة إسرائيلية صهيونية جديدة تطال حقوقنا الوطنية وحقنا في دولة فلسطينية عاصمتها القدس. كما لن يقبل الشعب الفلسطيني وخاصة اللاجئون منهم أن يكونوا في تيه النسيان وخارج إطار العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 48. هم متمسكون بهذا الحق، كما أنهم متمسكون بالمقاومة. ونحن على مقربة من بيئة العودة في مخيم عين الحلوة، هذه البيئة المقاومة غير الإرهابية، بل هي جزر من البؤس والحرمان. لذلك ندعوكم إلى دعم نضالهم من أجل استعادة حقوقهم الوطنية. لهذا فإننا نقول أن مشروع "كيري" و"نتنياهو" لن يمر.. ولنعد إلى رحاب الوحدة الوطنية بالاتجاهين. وكما حررنا قطاع غزة، نستطيع تحرير القدس، وبناء دولتنا المستقلة على قاعدة الوحدة الوطنية. كما علينا ألا ننسى شهداءنا القادة والكوادر، وعلينا واجب استعادة الوحدة الوطنية حفاظاً عليهم وعلى تضحياتهم، كما علينا استعادة حقوقنا الوطنية، وضمان الكرامة الوطنية لشعبنا أينما كان، بخاصة بعدما وصل الحال بشبابنا الفلسطيني إلى السعي للهجرة بسبب حرمانهم من حقوقهم الإنسانية وحق العمل والتملك. وندعوهم إلى تصحيح حركتهم والنضال من أجل الحصول على حقوقهم".

خالد زيدان ألقى كلمة الجمعيات المنظمة شكر خلالها المشاركين في افتتاح المعرض، موجهاً لهم تحية فلسطينية مقاومة، وقال: "يولد الفلسطيني مقاوماً بالفطرة والجينات، فإن استيأس من المقاومة يوماً سقطت عنه فلسطينيته بحكم التخاذل. ولأن المقاومة وفلسطين توأمان سياميان يصعب فصلهما، ولأن بوصلتنا التي نجهد في عدم انحرافها عن مسارها الطبيعي هي فلسطين القضية، وضرورة إبقاء جذوة المقاومة مستعرة في وجه المحتل الغاصب، ولأن دورنا الطبيعي هو تشكيل الوعي المقاوم بين صفوف الجماهير كانت الصورة. إن هذا المعرض الذي نفتتحه برعايتكم الكريمة يظهر مدى وحشية الاحتلال الصهيوني وغطرسته وجرائمه البشعة، ولكن بخلاف باقي المعارض فقد أفردنا جزءًا كبيراً منه لصور العدو الصهيوني وهو يبكي، ويدفن قتلاه، ويعد خسائره بفعل المقاومة التي واجهته في قطاع غزة. كما واجهته وانتصرت على همجيته في تموز 2006 في لبنان المقاوم. لقد دعوناكم اليوم لافتتاح هذا المعرض لنقاوم بالكلمة كما بالصورة، فلسطين هي قضيتنا وبوصلتنا، المقاومة عزنا ومجدنا، التهجير والتوطين لغم يزرعه خونة الشعب، بالمقاومة نحقق عودتنا المنشودة، وكرامتنا هناك على ربوع الوطن لا في المنافي ولا في الشتات البعيد".

ثم افتتحت الشخصيات السياسية المعرض وجالوا فيه، وشاهدوا صوراً تدل على صمود المقاتلين في التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني، كما توقفوا عند بعض الصور التي تظهر العدو الصهيوني المذلول بفعل إرادة شعبنا الحر الأبي.