بحث مدير عام الدائرة السياسية لمنظّمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبدالهادي، اليوم الخميس 22-11-2018، آخر مستجدّات القضية الفلسطينية مع مستشار ونائب رئيس بعثة جمهورية الصين الشعبية ماشيوى ليانغ.

وفي بداية اللقاء الذي عُقِدَ في مقرِّ الدائرة السياسية بدمشق، قدَّم السفير عبدالهادي التهاني للسيد ماشيوى ليانغ لمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين فلسطين والصين، ونوَّه إلى أنَّ العلاقات الفلسطينية ممتدة مع الصين الشعبية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والصين.

وجرت خلال اللقاء مناقشة آخر التطورات السياسية والإقليمية وقدَّم عبدالهادي، في هذا السياق، عرضًا مفصّلاً شمل ممارسات دولة الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاتها المتواصلة وخصوصًا في القدس المحتلة، والتصعيد العسكري على قطاع غزّة ومواصلة حصاره، وعمليات القتل المتعمّد والإعدامات الميدانية للمتظاهرين، وتدمير حل الدولتين وفرص السلام.

كما تطرَّق عبدالهادي للسياسة الأميركية الكارثية تجاه القضية الفلسطينية، وما يُسمَّى بـ(صفقة القرن) الأميركية التي تمس القضايا الجوهرية في عمق القضية الفلسطينية، والتي تناولت القدس وإعلانها عاصمة لـ(إسرائيل)، ووقف تمويل "الأونروا"، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن، وقطع المساعدات عن المستشفيات والمؤسسات الطبية، والدعم الأميركي لدولة الاحتلال الذي سمح لها مواصلة جرائمها وانتهاكاتها.

وشدَّد على أهمية وجود تحرك دولي متعدد الأطراف جاد وفاعل، خاصة من قبل جمهورية الصين الشعبية لما لها من ثقل دولي، للجم انتهاكات دولة الاحتلال وإخضاعها للمساءلة والمحاسبة وإنهاء الاحتلال العسكري وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشاد بموقف الرئيس محمود عبّاس الصلب برفض (صفقة القرن) والحفاظ على الثوابت الوطنية لأن من دون حل القضية الفلسطينية لن يكون استقرارًا بالمنطقة فقط بل بالعالم.

كما قدَّم عبدالهادي نسخةً ورقيّةً للسيد ليانغ تتضمن خطة الرئيس محمود عبّاس رئيس دولة فلسطين للسلام التي تستند لقرارات الشرعية الدولية، وبمشاركة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، كذلك قدَّم تقريرًا عن قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الذي ستتخذ قرارته آلية مواجهة السياسية الامريكية المنحازة لـ(إسرائيل) والاحتلال الإسرائيلي .

كما نوَّه عبدالهادي بالجهود المبذولة من قِبَل القيادة الفلسطينية لإنهاء حالة الانقسام .

ووضع السفير عبدالهادي ضيفه الصيني في صورة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بسوريا، خاصة في مخيم اليرموك بعد خروج الإرهابين منه، وقرار الدولة السورية بعودة اللاجئين إليه وتكليف محافظة دمشق بإعادة البنية التحتية.

بدوره أكّد ماشيوى ليانغ رفض بلاده لأي حلول لا تضمن العدالة والإنصاف للشعب الفلسطيني، كما أعرب عن قلق بلاده جرّاء تدهور الأوضاع الأمنية مؤخرا في قطاع غزة، وضرورة العمل على وضع حد لدوامة العنف، وأهمية حماية حل الدولتين، وضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال إنَّ لدى بلاده رغبة للعمل مع المجتمع الدولي وجاهزية لبذل جهد إضافي لضمان إعادة إطلاق علمية سلام متوازنة وبمشاركة الصين الشعبية بجانب قوى دولية وإقليمية أخرى وفق خطة الرئيس محمود عبّاس للسلام.

وأضاف: "إنّ جمهورية الصين الشعبية تدعم السياسية الحكيمة التي يتَّبعها الرئيس محمود عبّاس رئيس دولة فلسطين لإحلال السلام بالمنطقة" .

وفي نهاية اللقاء قدَّم السفير عبدالهادي للسيد ماشيوى ليانغ الساعة الفلسطينية كهدية رمزية.