واشنطن، القدس "الأيام" ، وكالات: قال المندوب الأميركي في محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية لزعماء أميركيين يهود: ان إدارة الرئيس باراك اوباما تأمل في استكمال "اتفاق إطار" بين إسرائيل والفلسطينيين خلال أسابيع، وانها ستسعى بعد ذلك للتفاوض للتوصل الى اتفاق سلام نهائي بحلول نهاية عام 2014.

وقال مصدر شارك في مؤتمر تم عبر الهاتف أول من أمس، ان مارتين انديك قال: إن اتفاق الإطار سيتطرق إلى القضايا الرئيسية في الصراع بما في ذلك الحدود والمستوطنات الإسرائيلية واللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.

وذكر المصدر أن اتفاق الإطار سيدعو إلى إقامة منطقة أمنية إسرائيلية في الضفة الغربية على طول نهر الأردن وهو مطلب إسرائيلي يرفضه الفلسطينيون بإصرار لكن الاتفاق لم يحدد الى متى سيظل الوجود الإسرائيلي.

وأضاف المصدر: انه سيسمح للجانبين بوضع تحفظاتهما على أجزاء من اتفاق الاطار مع مضي الجانبين قدماً للتوصل الى اتفاق نهائي.
وفيما ينتظر أن يعرض كيري هذه الوثيقة بصيغتها النهائية على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في غضون الأسبوعين القادمين، فإن الوزير الأميركي يريد من هذه الصيغة أن تشكل أساسا لتمديد المفاوضات حتى نهاية العام الجاري على أمل التوصل إلى معاهدة سلام فلسطينية-إسرائيلية حتى ذلك الحين.

وكشف انديك بعض التفاصيل المتعلقة باتفاقية الإطار التي يسعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري لطرحها، والتي ستكون أساسا لاستمرار المفاوضات حتى نهاية عام 2014، في حال قبولها من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

وقد تطرق انديك إلى أبرز النقاط الواردة في هذه الاتفاقية في اجتماعه مع قيادات في المنظمات اليهودية الأميركية السياسية والمجتمعية وفقا لما نشره امس موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، مؤكداً بأن موافقة الرئيس الفلسطيني ورئيس وزراء إسرائيل على هذه الاتفاقية كأساس للمفاوضات وليس كموافقة نهائية.
وتحدثت الصحيفة عن ابرز النقاط الواردة في الاتفاق، منها انه لم يأتِ على ذكر مدينة القدس في اتفاقية الإطار بتفاصيل، مكتفياً بالقول إن موضوع

القدس بقي عائماً وشبه مغيب، دون التطرق لما سيرد في هذه الاتفاقية بشكل واضح بخصوص القدس.

كما ورد في الاتفاقية أن حل قضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس التعويض، وبنفس الوقت تم طرح تعويض اليهود الذين غادروا منازلهم في الدول العربية بعد قيام إسرائيل.

وتضمنت الاتفاقية انسحاب إسرائيل من أراضي الضفة الغربية على أساس حدود العام 1967 مع تبادل للأراضي دون تحديد نسبة هذا التبادل، وقضية المستوطنات المرتبطة بهذا الموضوع .

وأضاف إنديك إنه سيتم السماح لما يتراوح بين 75% -85% من المستوطنين بالبقاء في مستوطناتهم بالضفة الغربية كجزء من تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين والذي سيتم على أساس الخط الأخضر، حدود الرابع من حزيران العام 1967.

وقال: إن الإطار الذي سيقدمه كيري للطرفين في غضون الأسابيع القليلة المقبلة لن يتضمن أي مفاجآت للقادة الفلسطينيين والإسرائيليين، سيما وان وزير الخارجية الأميركي جون كيري تشاور مع القادة بشأنه في الوقت الذي كان طاقم السلام الأميركي يقوم بصياغته.

ونقل عن إنديك قوله: يتوقع قبول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس عباس الإطار، مع تحفظات، ليكون أساسا لاستمرار المفاوضات.

ولفت إلى أن "تقديم الوثيقة كاقتراح أميركي سيمكن القادة من النأي بأنفسهم عن القضايا الحساسة" وأضاف "قد تكون هناك أمور يجب أن نقولها لأنه لا يمكنهم قولها" مشيرا إلى أن الإطار "سيتناول: الاعتراف المتبادل، الأمن، تبادل الأراضي والحدود، القدس، اللاجئين، وإنهاء الصراع والمطالبات".

وفيما أشار انديك إلى أن النص الخاص بموضوع القدس سيكون ضبابيا فانه أشار إلى انه فيما يتعلق بالحدود بين الضفة الغربية والأردن فانه سيتم إقامة منطقة أمنية جديدة تشمل أسيجة وأجهزة استشعار وطائرات بدون طيار.

ونقلت الصحيفة عن مشاركين في المؤتمر قولهم إن إنديك أضاف انه سيتم تأجيل مسألة ما إذا كان سيتم السماح للمستوطنين بالبقاء تحت السيادة الفلسطينية حتى اتفاق الوضع النهائي، على النقيض من الاتفاق الإطاري.

ونفى انديك ما تناقلته وسائل الإعلام عن تصريحاته بخصوص بقاء 80% من المستوطنين تحت السيطرة الإسرائيلية، مشيراً إلى نه لم يتم طرح هذه النسب في المفاوضات، مع تأكيده بأن يمكن بقاء عدد من اليهود تحت السيادة الفلسطينية حال رفض بعض المستوطنين إخلاء المستوطنات، وقال إن الرئيس الفلسطيني لا يوجد لديه توجه بأن تكون الدولة الفلسطينية مقتصرة فقط على الفلسطينيين.

واحتوت الاتفاقية موضوع الاعتراف بدولة إسرائيل بأنها الوطن القومي للشعب اليهودي وبنفس الوقت الاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها الوطن القومي للشعب الفلسطيني.

وسيتضمن الاتفاق ترتيبات أمنية تشمل إقامة منطقة عازلة بين الأردن والدولة الفلسطينية من خلال إقامة أسوار جديدة وأجهزة استشعار وتسيير سيارات يتم التحكم فيها عن بعد وستتحمل الولايات المتحدة هذه التكاليف كجزء من تبرعاتها لتنفيذ اتفاق السلام.

وقال إنديك: إن الاتفاق يشمل اعترافا متبادلا وترتيبات أمنية، وسيادة إسرائيل على نحو 75% من المستوطنات، وتعويضات لكل من اللاجئين الفلسطينيين واليهود الذين ارغموا على مغادرة الدول العربية مع إقامة دولة إسرائيل العام 1948.

وأعرب عدد من المشاركين في الاجتماع مع إنديك عن تفاؤلهم وقالوا إن إنديك قال: "إننا على بعد أسابيع وليس شهورا من اتفاق إطاري تم الاتفاق عليه، ولكن "بدون أن يتعين على الطرفين التوقيع عليه".

وأشار إنديك إلى إحراز تقدم في محادثات السلام وان كيري على اتصال مستمر وأحياناً على نحو يومي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.