وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس 2025/04/24، من عمليات الاقتحام في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، في إطار حملة عسكرية متواصلة شملت اعتقالات واسعة لعشرات الفلسطينيين، واقتحام عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها، فضلاً عن تحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية.

بالتوازي، صعدت عصابات المستوطنين من هجماتها المسلحة والاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم، في ظل استمرار العمليات العسكرية المكثفة، لا سيما في محافظتي جنين وطولكرم ومخيمات اللاجئين شمال الضفة.

وفي مدينة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء، فيما شهدت قرية بردلا في الأغوار الشمالية اعتداءات عنيفة من قبل المستوطنين، أدت إلى إصابة خمسة فلسطينيين بالرصاص، كما أقدم المستوطنون على إحراق خيمة وحظيرة أغنام في القرية، ومنعوا مركبات الإطفاء من الوصول لإخماد النيران.

وفي خطوة تصعيدية، احتجزت سيارة إسعاف كانت تنقل المصابين عند حاجز الحمرا، وعرقلت وصولهم إلى المستشفى، كما تجمّع المستوطنون عند مفارق الطرق المحاذية لقرية بردلا واعتدوا على مركبات الفلسطينيين، تحت حماية من شرطة الاحتلال والقوات العسكرية التي عززت وجودها في المنطقة.

وفي محافظة طوباس، اصيب فلسطينيين اثنين برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام بلدة عين البيضا فجر الخميس.

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية مخيم الدهيشة- جنوب بيت لحم، واعتقلت أحد الفلسطينيين، ما استدعى تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المخيم، واستخدمت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ونصبت حواجز تفتيش وعرقلت حركة الفلسطينيين من خلال تفتيش المركبات والتدقيق في الهويات.

وتواصل قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ88 على التوالي، ولليوم الـ75 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ميداني مستمر، من الاقتحامات ومداهمات المنازل.

حيث شنت الليلة الماضية وفجر اليوم، حملة مداهمات واقتحامات واسعة للمنازل في مناطق متفرقة في المدينة وضواحيها، تخللها إطلاق كثيف للرصاص الحي والقنابل الصوتية.

وداهمت أحياء الشرقي قرب مفترق أبو صفية، والشمالي قرب دوار اليونس، وإسكان الموظفين في ضاحية اكتابا، ومدخل ضاحية ذنابة، وحارة الربايعة على أطراف مخيم طولكرم، وسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال في محيط المنازل والمباني المستهدفة.

وتواصل حصارها على مخيم نور شمس، وتنشر فرق المشاة في محيطه وداخل حاراته، وسط إطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية، في الوقت الذي يشهد حالة نزوح قسري لسكان جبلي النصر والصالحين بعد أن أجبرهم جنود الاحتلال على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح.

كما يشهد مخيم طولكرم انتشارًا مكثفًا لجنود الاحتلال الذين عاثوا تخريبًا وتدمير ا في ممتلكات سكانه، بعد طردهم منها وجعل المخيم فارغًا من مظاهر الحياة، مع إغلاق مداخله بالسواتر الترابية وبعض مقاطع حاراته بالأسلاك الشائكة.

وفي موازاة ذلك، تشهد مدينة طولكرم يوميًا تصعيدًا ميدانيًا في الاقتحامات والمداهمات لأحيائها وأسواقها، الذي يشمل انتشار الآليات الراجلة والمحمولة، وسط إجراءات استفزازية وتعسفية بحق المواطنين خاصة الشبان، من احتجاز وتنكيل والاستيلاء على هوياتهم الشخصية وهواتفهم النقالة، وفي كثير من الأحيان يتعرضون للاعتقال.

كما تواصل الاستيلاء على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها قسرًا، مع تمركز آلياته وجرافاته في محيطها.

وفي تطور آخر شمال رام الله، اعتدت قوات الاحتلال ومجموعات من المستوطنين على أهالي بلدة سنجل، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين، وتصدى الأهالي لهجوم المستوطنين الذين أقدموا على حرق خمسة منازل وعدد من المركبات والأراضي الزراعية، وقد دفعت هذه الاعتداءات عددًا من العائلات إلى الفرار من منازلها، وسط أجواء من الخوف والذعر.

تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد إسرائيلي متواصل ضد المدنيين في الضفة الغربية، بالتوازي مع الاعتداءات المتكررة التي ينفذها المستوطنون تحت حماية الجيش، في مشهد يعكس تصعيدًا خطيرًا للوضع الأمني والإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.