قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "إننا نثمن عاليا الدور التاريخي الهام الذي لعبته اليابان وشعبها الصديق على كافة المستويات لدعم نضالات شعبنا من أجل الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال ووضع أسس الدولة وتطوير بناها، ونتمنى أن يتوج كل هذا بالاعتراف الكامل بدولة فلسطين، انتصارا لمعاناة شعبها وإعمالا لحقوقهم غير القابلة للتصرف".

وأضاف رئيس الوزراء: "وإذ نحتفل بالعيد الوطني لليابان، الذي يمثل رمزا للوحدة والدولة والاستقرار، فإننا ندعو دول العالم لإنهاء معاناة شعبنا المستمرة منذ عقود طويلة وتمكينه من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وغزة والأغوار في قلبها، والقدس الشرقية عاصمتها".

جاء ذلك خلال كلمته في الاحتفال بالعيد الوطني لليابان، اليوم الاثنين برام الله، بحضور ممثل اليابان لدى فلسطين تاكيشي اوكوبو، وعدد من الوزراء والسفراء والقناصل وممثلي الدول، والشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وأضاف: "بكثير من  السرور والاعتزاز، يشرفني أن أشارككم احتفالاتكم بالعيد الوطني الياباني، وأن أنقل لكم تمنيات الرئيس محمود عباس وشعب فلسطين، لإمبراطور اليابان ولأسرته الجليلة، بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد، وأن نتمنى لليابان الصديقة والعريقة، المزيد من الازدهار والرخاء والتقدم".

وتابع: "نستذكر معكم اليوم، العلاقات الوطيدة والمتينة التي ربطت بلدينا وشعبينا والتي وصلنا بها إلى كافة القطاعات والأصعدة، وإلى درجة عالية من التضامن والتعاون والشراكة. فاليابان كانت ولا تزال شريكا أساسيا في بناء الدولة وتطوير مؤسساتها ووضع ركائزها، وكما هي معنا في جهود التنمية، فهي أيضا داعمٌ لجهود السلام ولحل الدولتين ولحق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته، وقد ضخت الأموال والمشاريع من خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، ودعمت الخزينة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأونروا، وقدمت المساعدات الإنسانية والطارئة. حيث يقدر حجم المساعدات الرسمية اليابانية منذ نشوء السلطة الوطنية الفلسطينية بحوالي 1.77 مليار دولار".

 

واستدرك الحمد الله: "نلتقي في ظل واقع صعب ومرير، إذ تمعن إسرائيل في استيطانها العسكري التوسعي، وتنهب الأرض والموارد وتهدم البيوت، وتحاصر شعبنا في القدس والخليل والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، بمخططات الاقتلاع والترحيل القسري، فمنذ بداية هذا العام، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو مئة وثمانين عملية هدم طالت حوالي أربعمائة منشأة، منها أكثر من مئة منشأة ممولة دوليا، ما أدى إلى تهجير المئات من بيوتهم، وهي اليوم تتهدد جبل البابا وتجمع أبو النوار وعرب الجهالين وغيرها من التجمعات البدوية كي تتوسع في استيطانها وتفصل القدس عن الضفة الغربية، وتكرس احتلالها العسكري، في تحد سافر لقرارات الشرعية الدولية، وخاصة قرار مجلس الأمن الدولي 2334، وتستمر في فرض حصارها الظالم على قطاع غزة منذ أحد عشر عاما".

وتابع: "لقد كان بفضل ثبات شعبنا ودعم أصدقائنا وشركائنا، أن تمكنا من تجاوز هذه الصعاب، حيث ساهمت اليابان في تعزيز الصمود في غزة وفي الأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، ونفذت المشاريع لتنهض بالقطاعات وتطور الخدمات المقدمة لأبناء شعبنا. ولنا أن نفخر بمدينة أريحا الصناعية الزراعية، كبرى المشاريع اليابانية في فلسطين، والتي تعد محركا للتشغيل ولتنمية الصناعات والتجارة والاستثمارات، وخطوة لتكريس سيادتنا وحماية الأرض في الأغوار من الاستيطان والمصادرة والتهميش، ونتطلع اليوم إلى العمل مع اليابان، ومع الدول الصديقة والشقيقة، للنهوض بغزة ونجدة شعبنا فيها وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم".

وأوضح الحمد الله: "بتوجيهات ومتابعة من الرئيس محمود عباس، بدأت حكومة الوفاق عملها في قطاع غزة، وإن تكريس الوحدة والمصالحة هو خيار استراتيجي لا رجعة عنه، وسنعمل على إحداث تغيير ملموس في حياة أبناء شعبنا في كافة المناحي، لكننا نعود ونؤكد أن تمكين الحكومة وتسلمها للمهام كافة، هو معيار الجدية في تطبيق اتفاق القاهرة، وكلما أسرعنا في إنجاز وحل ملفات المصالحة، تمكنا أكثر من الوفاء بالتزاماتنا في النهوض بغزة، ووضع المجتمع الدولي عند مسؤولياته في رفع الحصار الظالم عن غزة وإنقاذها من الكارثة الإنسانية التي تحدق بها".