أعلنَ عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" د.محمد اشتية، اليوم الاثنين 18-9-2017، أنَّ رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس سيُطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقائهما المقرَّر بعد غد الأربعاء 20-9-2017، بإعلان التزامه بحل الدولتَين لتحقيق السلام.

  وذكر د.اشتية في مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، أنَّ الطلب المذكور يُعدُّ "حجر الزاوية" في الملف الفلسطيني خلال لقاء الرئيسين عبّاس وترامب في نيويورك، لإنجاح الحديث الجاري عن استئناف جدي لعملية السلام.

وقال د.اشتية، وهو عضو سابق في الوفد الفلسطيني المفاوض مع "إسرائيل"، "نريدُ من إدارة ترامب الإعلان بصراحة أنَّها مع حل الدولتين على حدود العام 1967 وإلا فإنَّنا لا نرى قيمةً للمسار السياسي الذي يجري الحديث عنه".

وأضاف: "حتى اللحظة لم نسمع أيَّ مسؤول أمريكي يتحدَّث عن قيام دولة فلسطينية، في حين أنَّ المسار السياسي هدفه الرئيس هو إنجاز إقامة دولة فلسطين، وإلّا فلا قيمة له".

وأشار د.اشتية، إلى أنَّ "جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة التزمت بحل الدولتين، وبالتالي نريد من الإدارة الحالية أن تعمل جاهدة على إنهاء الاحتلال، وتحقيق حل الدولتين على حدود العام 1967".

ومن المقرَّر أن يجتمع الرئيسان عبّاس وترامب في نيويورك بعد غد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية والسبعين (72).

وسيكون هذا ثالث لقاءٍ يجمع الرئيسين عبّاس وترامب بعد أن كانا قد التقيا في واشنطن لأول مرة مطلع أيار الماضي، ثُمَّ في بيت لحم في الضفة الغربية في الشهر نفسه عندما زار الرئيس الأمريكي المنطقة لأول مرة.

وقال د.اشتية، إنَّ الرئيس عبّاس سيؤكِّد لترامب الموقف الفلسطيني الثابت بالاهتمام والتعاطي إيجابيًّا مع مسار سياسي جدي وحقيقي مع "إسرائيل" لكن وفق حل الدولتين، لافتًا إلى أنَّه سيؤكِّد أيضًا ضرورة أن تكون جميع المسارات بشأن استئناف عملية السلام متلازمة "ما يعني أنه لا حديث عن مسار مستقل عن الآخر".

وتابع قائلاً: "غير مقبول فلسطينيًّا الحديث عن مسار اقتصادي بمعزل عن المسار السياسي، كما أنَّه من غير المقبول الحديث عن مسار أمني بمعزل عن المسارات الأخرى".

وذكَرَ أنَّ الرئيس محمود عبّاس سيؤكِّد مجدَّدًا للرئيس الأمريكي أنَّ الحل مع "إسرائيل" يكمُن بشكل أساسي بمبادرة السلام العربية التي أُطلِقَت في العام 2002، وتتضمَّن عرض التطبيع العربي مع "إسرائيل" شرط أن تقوم الأخيرة بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلّة منذ العام 1967.

وكانت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال قد توقّفت نهاية آذار عام 2014، بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق تقدُّمٍ لحلِّ الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.

إلى ذلك أعلن د.اشتية أنَّ الرئيس عبّاس سيُثير في لقائه مع ترامب ما تتم مناقشته من مشاريع قرارات ضد السلطة الفلسطينية في الكونجرس الأمريكي، مضيفًا: "هناك 16 قرارًا تتم مناقشتها هذه الأيام في الكونجرس الأمريكي ضد السلطة الفلسطينية تتضمن قطع التمويل عنها، وفرض عقوبات عليها، وبالتالي لا يُعقَل أن نكون شركاء في عملية السلام مع الإدارة الأمريكية، وفي الوقت نفسه تتم مناقشة مثل هذه القرارات ضد السلطة الفلسطينية".

وحول خطاب السيّد الرئيس محمود عبّاس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرَّر بعد ساعات من لقائه ترامب أوضح د.اشتية، أنَّه سيكون "خطابًا شاملاً يتضمَّن العديد من القضايا، وسيعالج الهمَّ الفلسطيني والرؤى المستقبلية للخروج من المأزق الراهن".

في سياق آخر، نفى د.اشتية الاتفاق على عقدِ لقاءِ بين الرئيسين الفلسطيني محمود عبّاس والمصري عبدالفتاح السيسي في نيويورك، على أثر ما شهدته القاهرة من رعاية تطورات في ملف المصالحة الفلسطينية، وقال تعليقًا على ذلك: "حتى الآن لا يوجد على جدول أعمال الرئيس عبّاس لقاءٌ مع الرئيس السيسي، لكن دائمًا اللقاءات مع الرئيس المصري إضافة نوعية، ونأمل أن يسمح جدول أعمال الرئيسين بعقد لقاء بينهما".

واعتبر أنَّ ما جرى في القاهرة من إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الأحد 17-9-2017، حلَّ لجنتها الإدارية في قطاع غزة، ودعوتها حكومة الوفاق الوطني لاستلام مهامها "أمر مهم جدًا"، مؤكِّدًا أنَّ "فتح" ملتزمة بالمصالحة.

وطالب د.اشتية حكومة الوفاق "بالتوجُّه إلى قطاع غزة ليس غدًا، وإنَّما اليوم، لأنَّ علينا أن نُسابق الزمن لوجود العديد من الجهات التي ستعمل لتشويش المصالحة".

وأضاف: "يجب أن تنجح المصالحة، ونذهب لانتخابات عامة حُرّة ونزيهة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس، ثُمَّ انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لتجديد الدم في المؤسسة الفلسطينية بكل مرافقها".

ورأى أنَّ "الفرصة مواتية وبقوة لنجاح المصالحة هذه المرة، ومصر -مشكورة على جهدها- وضعت ثقلاً كبيرًا، كما أنَّ قيادة "حماس" جادة، لكن المهم ترجمة ما يجرى على أرض الواقع".

وشدَّد د.اشتية، على أنَّه من المهم الآن توجُّه حكومة الوفاق إلى قطاع غزة فورًا، واستلام صلاحياتها، وفي حال اصطدمت بأي عقبة "يكون وقتها لكلِّ حادثة حديث".

وكانت "حماس" قد أعلنت يوم أمس عن حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة، ودعت حكومة الوفاق إلى "القدوم إلى قطاع غزة لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورًا"، مؤكِّدةً موافقتها على إجراء الانتخابات العامة.

وجاء بيان "حماس" في ظل وجود وفدٍ من قيادتها برئاسة رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية وآخر من حركة "فتح" برئاسة عضو لجنتها المركزية عزّام الأحمد في العاصمة المصرية القاهرة، حيث اجتمعا مع المسؤولين المصريين لبحث جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام المستمر منذ منتصف العام 2007.