يتناغم الطفل محمد وصديقته "الزلاجة" او ما اشتهرت في اللغة الفرنسية بـ"البوتناج" في السير بها في شوارع مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة، فهي رفيقته وملهمته في الحياة، ترافقه الى كل مكان يُسمح بالسير فيه أو لا يسمح، فبراعة محمد وصديقته صاحبة الحركة السريعة والقوام الحركي الملفت جذب من يراه، وكأنه يستمع سيمفونية موسيقية راقية.
يخرج محمدعوكل (13عاما) وسط زحام السيارات وبين الحان أبواقها فيسير بتناسق الخطى في مشهدا رياضي بديع داخل أزقة المخيم وحواريه، مستخدما كلتا قدميه بالسير تارة، وتارة أخرى قدما واحدة، يجتذب بزلاجته وحركاته البهلوانية الكثير من المارين من أهالي المخيم. ويتفنن محمد وحيدا في ممارسة رياضته المفضلة "التزلج بالعجلات" في شوارع مخيم جباليا، الذي لا يتسع لكثرة سكانه، فتراه وكأنه يسير في طريق نحو حلما في مخيلته متجاوزا واقع المخيم المرير الذي يفتقد لكثير من الخدمات الصحية. ويقول محمد ذو البشرة الحنطية، "انا بتمنى اشارك في مسابقة اقليمية او دولية في رياضة "الزلاجات" والتي هي حلمي الجميل الذي اتمنى ان احققه في المستقبل في يوما ما.
لا يبخل محمد بتعليم أصدقائه من اطفال المخيم مهارات التزلج، فهو يعتبرها الوجه الجميل في حياته ويحرص على اكتساب اطفال المخيم مهارة التزلج ويخصص جزءا من وقته لهذا الغرض، على خُطى تكوين فريق يشارك معه في مسابقات تزلج لحصد ألقاب ذهبية. وبقليل خارج المخيم تقع منطقة "الشيخ زايد" حديثة البناء، والتي تعتبر منطقة صالحة للتزلج بعجلات "البوتناج"، ويقول محمد كنت اتمنى ان تكون كل مناطقنا مثل هذه التي تساعدنا على تعليم بعض الاطفال هذه اللعبة وان كانت خطرة في حال سقطنا، فهذه الرياضة تحتاج الحذر.
ويضيف محمد بكل ثقة وأمل يوما ما سوف اصبح ما أريد ولكني سوف اصبر لذلك اليوم فالحياة تحتاج إلي المثابرة والجد والاجتهاد.ويشرح في حديثه عن رياضة "البوتناج" أو التزلج قائلاً هذه الرياضة تمتاز بالنشاط ويجب التفاعل معها لتعلمها وتحمل الصدمات والسقوط وتحتاج لشوارع واسعة، للأسف شوارع المخيم ما بتساعد، لهيك اوقات بروح لصالات النوادي رغم منع التزلج فيها حرصا عليها من صحابها ".
محمد يستطيع عمل حركات ملفته في رياضة "البوتناج" في زقاق مخيم جباليا حيث لا يتجاوز عرض الشارع مترا واحدا أو مترين، ويوضح جملة من المعوقات التي تواجهها هذه الرياضة قائلا" التزلج ما إلها جمهور في غزة زي الكورة، يمكن احنا الي بنلعبها في الشمال 10 فتية بس، وكمان الزلاجة مش متواجدة ومتوافرة في كل المحالات غير انو سعرها غالي ".
ويطالب محمد وزارة الرياضة ألفلسطينية بالاهتمام في الرياضة بشكل عام وبكل أنواعها ويقول" رياضة كرة القدم فقط هي التي يوجد بها اهتمام يجب ان يهتموا في كل انواع ألرياضة كان زمان شاركنا في الاولمبياد والدورات الأسيوية وتبقي امال وأحلام محمد ترتطم بواقع مرير وصعب داخل قطاع غزة لعدم توفر الإمكانيات للارتقاء بالرياضة، فالمعيقات شبح يجب ان تراود كل مسؤول وان يعمل على حلها وتوفير ما يلزم للنهوض بواقع رياضي افضل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها