قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله "إننا ندرك تماما أهمية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، باعتباره قطاعا انتاجيّا حيويا قادرا على دفع عجلة التشغيل والنمو، بل وفضاء رحبا وواعدا لتعزيز الاستثمار والريادية والابتكار".
وأضاف: "ولهذا فقد وضعت الحكومة، تطوير هذا القطاع، في صلب تدخلاتها، فهو بوابة هامة لتطوير جودة ونوعية خدماتها ومرافقها، ودعم الاقتصاد المبنيّ على المعرفة والتعليم المتطور المعتمد على التقنية والمعلومات، كما أن الكثير من القطاعات والمؤسسات بل ومنظومة العمل الحكومي برمتها تعتمد على تقنياته ومشاريعه".
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات أسبوع فلسطين التكنولوجي الثالث عشر اكسبوتك 2016، اليوم الأحد في مدينة رام الله، بحضور رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات (بيتا) يحيى السلقان، والرئيس التنفيذيّ لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علّام موسى، وممثلي الشركات والمشاريع الوطنية والرواد والمبتكرون، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وتابع رئيس الوزراء: "لقد عمدت الحكومة خلال الأعوام الماضية، إلى تخصيص وتحرير قطاع الاتصالات واتجهت نحو سياسة فتح السوق في خدمات النطاق العريض، ومنحت رخصتها لعدة شركات للمساهمة في فتح السوق وتحسين جودة الخدمات المقدمة وتخفيض الأسعار، وهو النهج الذي لا تعتمده إلاّ القليل من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وأردف: "إنه لمن دواعي فخري وسروري أن أتواجد اليوم بين هذه النخبة المميزة من رواد وخبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من فلسطين وخارجها، لنطلق فعاليات أسبوع فلسطين التكنولوجيّ (اكسبوتك 2016)، الذي بات يشكل تقليدا وطنيا هاما ومنصة حيوية تلتقي في إطارها جهود رفد وتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".
وقال الحمد الله: "أنقل لكم تثمين فخامة الأخ الرئيس محمود عباس واعتزازه، بحرصكم الدائم على أن تكون فلسطين حاضرة ومميزة في هذا الحقل الهام الذي باتت به تقاس جدية الدول في اللحاق بركب التطور والحداثة والتنمية".
وأضاف: "نجتمع اليوم والاحتلال الإسرائيليّ لا يزال جاثما على أرضنا، يتوسع في استيطانه الاستعماري ويصادر الموارد، ويفرض سياسة العقوبات الجماعية على شعبنا، إذ يواصل حصاره الخانق على قطاع غزة، ويشدد من نظام السيطرة والتحكم التعسفيّ الذي من خلاله يسيطر على المنافذ والمعابر، ويعرقل حركة البضائع والأشخاص والتجارة، ويمنع التنمية والاستثمار والوصول إلى الموارد في حوالي 64% من مساحة الضفة الغربية، هي المناطق المسماة (ج) يحاول اقتلاع وتهجير السكان منها ويهدم البيوت والمنشآت فيها".
وأوضح رئيس الوزراء أنه "في ظل هذه الظروف، حاصرت إسرائيل ولا تزال، قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما جميع القطاعات، بالقيود والتضييقات، إذ تكبل سوق وتقنيات وخدمات هذا القطاع، وتحرم المشغلين الفلسطينيين من استخدام الطيف التردديّ الفلسطينيّ بحرية كاملة وتمنعهم من اقتناء التقنيات وتوفير الخدمات الحديثة، سيما خدمات الجيلين الثالث والرابع والخدمات التقنية التي تشملهما، هذا بالإضافة إلى نفاذ شركات الاتصالات الإسرائيلية بشكل غير قانونيّ وغير مرخص، لسوق الاتصالات والمعلومات الفلسطينيّ".
وتابع: "يأتي أسبوع اكسبوتك، ليتحدى هذه المعيقات والحصار، ويحفز شركاتنا الفلسطينية على تطويع الفضاء الالكترونيّ واستخدامه لفتح آفاق أوسع للعمل والابتكار وزيادة الدخل وتبادل الخبرات والمعارف، ويكرس نفسه كأكبر وأهم حدث تكنولوجيّ فلسطينيّ، فاكسبوتيك بخبراته ومعارفه الجديدة التي يضيفها كل عام، وبالشركات والمنتجات والخدمات والمشاريع المشاركة فيه، إنما يشكل رسالة تحد وإصرار على أن تواكب بلادنا آخر التطورات، وأن تساهم بفعالية في صنع وإنتاج المعرفة لنكون قادرين على النهوض بمؤسساتنا وتحسين ظروف معيشة أبناء شعبنا وتقديم الأفضل لهم".
وقال: "ولأننا نعي أهمية توظيف التكنولوجيا في إدارة شؤون دولتنا ورعاية مصالح المواطنين، وندرك أنها البنية التحتية اللازمة لجهود التطوير، بدأنا بمشروع الحكومة الإلكترونية المتكاملة، وعملنا على بناء البوابة الالكترونية الحكومية لتقديم الخدمات للمواطن وقطاع الأعمال، وإطلاق ناقل البيانات الحكوميّ لتسهيل تبادل وتدفق البيانات بين المؤسسات، كما وبلورنا، مع شركائنا في مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدنيّ والمؤسسات التعليمية، الخطة الاستراتيجية القطاعية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبريد للأعوام 2017- 2022، هذا بالإضافة إلى تحديث البيئة القانونية والتنظيمية لحماية المستهلك والشركات الوطنية من المنافسة غير العادلة".
وأردف رئيس الوزراء: "وإذ نفخر بالإنجازات والنجاحات التي حققتها شركاتنا الوطنية والعقول الرائدة في بلادنا، في تطوير الخدمات والتقنيات الذكية، لرفد خدمات القطاع الماليّ والمصرفيّ والبريد والحكومة الإلكترونية والتعليم وغيرها، فإننا اليوم نسعى إلى المزيد من التعاون البنّاء بين القطاعين الخاص والعام وكافة المؤسسات والقطاعات، حتى نتمكن من البناء على هذه الإنجازات وتمكينها واقتناء وابتكار التقنيات المتطورة لضمان التحول نحو مجتمع واقتصاد المعرفة، ليدعم النمو والتنمية ويرقى بدولتنا وبمستوى معيشة أفرادها، ويمكننا من إيصال صوتنا وقضيتنا إلى كل أصقاع العالم".
وحيا الحمد الله، في ختام كلمته، اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية والحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات "على إصرارهم على تنظيم هذه الفعالية التكنولوجية للسنة الثالثة عشرة على التوالي"، كما شكر "شركة الاتصالات الفلسطينية، وبنك فلسطين، وروابي، وجميع المؤسسات الداعمة"، متمنيا "لفعاليات اكسبوتك كل النجاح والتوفيق، وأن تتكلل أعماله بالمزيد من تبني المبادرات والابتكارات الريادية، وبدعم أصحاب المشاريع الناشئة، بما يعود بالنفع على اقتصادنا ودولتنا".
وفي كلمته، ثمّن السلقان جهود ودعم كافة الشركاء والقائمين على تنظيم أسبوع إكسبوتك 2016، خاصة سيادة الرئيس محمود عباس، و رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وكذلك مجموعة الاتصالات الفلسطينية الراعي الرئيسي لأسبوع إكسبوتك 2016، وبنك فلسطين الراعي الفضي، ومدينة روابي راعي حفل العشاء، وشركة كهرباء محافظة القدس، والوكالة الأمريكية للتنمية (USAID)، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، وكافة الشركاء والشركات المشاركة والعارضة في إكسبوتك 2016، والخبراء الفلسطينيين والدوليين.
وأكد السلقان "أن فعاليات أسبوع فلسطين التكنولوجي إكسبوتك 2016 الذي يُعدّ فرصة هامّة للروّاد من الباحثين والمهتمّين بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، خاصة الجيل الشاب من الخريجين والرياديين، ليتمكنّوا من التعرّف على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من تطبيقات الموبايل والخدمات الذكية، وكيفية توظيفها في تطوير مجالات مختلفة في حياة شعوب المنطقة والعالم، ما يمكنهم من تطوير مشاريعهم، بالإضافة إلى التعرّف على آخر الإبداعات التكنولوجية الفلسطينية التي تواكب التطورات التكنولوجية العالمية في هذا القطاع".
من جانبه، توجه العكر بالشكر إلى اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا" والحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (بيكتي) لجهودهما في تنظيم هذا المعرض وفعالياته المختلفة في شقيّ الوطن.
وقال العكر إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين ساهم في العشرين سنة الأخيرة بالنهوض بالاقتصاد الفلسطيني، وتشغيل عشرات الآلاف من أبناء فلسطين.
وأضاف: "نأمل أن نقوم بتشغيل خدمات الجيل الثالث خلال العام المقبل، وألا يتم تأجيله أو وضع عراقيل جديدة"، منوهاً إلى أن المعدات الخاصة بالجيل الثالث ستصبح بلا فائدة تقنية أو علمية مع حلول عام 2022، و"مع ذلك فإننا كشركات فلسطينية جاهزون للاستثمار كي يتمكن المجتمع الفلسطيني من الاستفادة من تطبيقات الهواتف الذكية بجودة أفضل وسرعة أكبر".
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة مسار العالمية، الرئيس التنفيذي لشركة بيتي المطورة لمدينة روابي وراعي حفل الافتتاح، بشار المصري، إن قطاع تكنولوجيا المعلومات من أهم القطاعات الواعدة لخلق فرص عمل للخريجين الجدد من الجامعات، بالإضافة إلى كونه يشكل أرضية مهمة للفرص الاستثمارية في فلسطين، وأنه بالإمكان تحويل هذا الوطن إلى مركز جذب هام للشركات العالمية كما تسعى مدينة روابي لذلك، من خلال تأمين بنية تحتية حاضنة لمشاريع تكنولوجيا المعلومات.
وأكد المصري أن روابي على وشك أن تنتهي من التحضيرات لأول وأحدث منطقة حضرية في فلسطين على أمل أن تصبح أول مركز تكنولوجي (ICT HUB) في فلسطين، كما سيتم الانتهاء من بناء المكاتب التجارية فيها بمساحة تزيد عن 150 ألف متر مربع في مرحلتها الأولى، وهي منطقة مجهزة ببنية تحتية متطورة ومرافق متكاملة ستكون جاهزة لاستقبال أكبر الشركات العالمية، ما سيتيح المجال لخلق المزيد من فرص العمل، ونقل الخبرات للأجيال القادمة من المطورين والشباب الفلسطيني في مختلف المجالات وعلى رأسها تكنولوجيا المعلومات.
كما جرى تكريم الداعمين الرئيسيين لأسبوع إكسبوتك 2016 بحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وهم: مجموعة الاتصالات الفلسطينية الراعي الرئيسي، وبنك فلسطين الراعي الفضي، ومدينة روابي، وشركة كهرباء محافظة القدس، والوكالة الأمريكية للتنمية (USAID)، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ.
ومن المقرّر أن ينطلق يوم غد الاثنين المؤتمر التكنولوجي الدولي ضمن فعاليات أسبوع إكسبوتك 2016، في تمام الساعة التاسعة صباحاً في فندق موفنبيك في رام الله، وفي فندق روتس في غزة. وسيناقش المؤتمر عدة مواضيع هامة تغطي مجالات التكنولوجيا المتقدمة والخدمات الذكية، بمشاركة عدد من الوزراء والشركاء والخبراء الفلسطينيين في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، إضافة إلى خبراء من دول المنطقة والعالم، وممثلي شركات عالمية مثل جوجل وأريكسون وبريتش تيليكوم وغيرها من الشركات العالمية.
ويتناول المؤتمر عدة قضايا منها تطبيقات أجهزة الخلوي الحديثة والخدمات الذكية وخدمات الجيلين الثالث والرابع والمشاريع الريادية، والتعاون ما بين مؤسسات التعليم والتدريب المهني والتقني وشركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما سينطلق معرض إكسبوتك 2016 يوم الثلاثاء 29 تشرين ثاني ويستمر على مدى ثلاثة أيام مختتماً فعاليات أسبوع إكسبوتك 2016 يوم الخميس المقبل.
وسيشارك في المعرض أكثر من 60 شركة عارضة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى مشاركة شركات إقليمية ودولية.
وسينظم المعرض في قاعات جلوريا في حديقة الاستقلال برام الله، وفي مركز رشاد الشوا الثقافي في غزة. وستقدم الشركات العارضة أحدث المنتجات والتطبيقات والأجهزة التكنولوجية، ما يتيح الفرصة أمام الآلاف من زوّار المعرض من مهتمين ومن الجمهور الفلسطيني للتعرف على منتجات وخدمات شركات التكنولوجيا في فلسطين والاستفادة من العروض الخاصة خلال أيام المعرض، وكذلك التعرّف على التكنولوجيا الذكية واستخداماتها، وعلى المبادرات التكنولوجية الريادية في فلسطين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها