أكد قادة الدول العربية والإفريقية المشاركون في مؤتمر "القمة العربية الإفريقية الرابعة" تقديم الدعم الكامل للقضية الفلسطينية، والمعبر عنه في الإعلان حول فلسطين الصادر عن القمة، في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وذلك تماشيا مع قرارات ومقررات الأمم المتحدة، وإجراء مشاورات منتظمة على كافة المستويات، لرصد الوضع في فلسطين عن كثب.
وأكد القادة في "اعلان مالابو" الصادر في اختتام أعمال المؤتمر، اليوم الخميس، الذي عقد في عاصمة غينيا الاستوائية "مالابو"، تحت شعار،" معا من أجل التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي"، التصميم على تنسيق الجهود الإفريقية والعربية على المستويات كافة، فيما يتعلق بأعمال مجلس الأمن للأمم المتحدة، وخاصة بين الأعضاء غير الدائمين، الذين تتداخل عضويتهم في المجلس، وذلك لتعزيز مصداقية مجلس الأمن للأمم المتحدة، والتأكد من معالجة المسائل المدرجة على جدول أعمال المجلس بطريقة متوازنة، خاصة تلك المتصلة بإفريقيا، والشرق الأوسط، ولا سيما القضية الفلسطينية.
كما أكد الإعلان ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات بين المبادرات، والهياكل الإفريقية العربية ذات الصِّلة، والتي تهدف إلى مكافحة الاٍرهاب، والتطرف العنيف، والقضاء على أسبابها الجذرية .
ورحب كذلك باعتماد أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي، وخارطة الطريق الخاصة بها "إفريقيا التي نريدها"، والخطة العشرية الأولى لتنفيذها، وكذلك البرامج الرئيسيّة الأخرى، ورحب أيضا بالخطط الاستراتيجية الصادرة عّم مؤتمرات القمة العربية، بما في ذلك الإعلان العربي، حول تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، الصادر عن قمة الجامعة العربية، التي عقدت في "نواكشوط" 2016، والالتزام بالتنفيذ الكامل لهذه المبادرات، والبرامج الإفريقية، والعربية.
وأكد القادة العرب والأفارقة في اعلان "مالابو"، أهمية دعم التعاون الإفريقي العربي، في مجال الهجرة، خاصة في ضوء الزيادة التي لم يسبق لها مثيل من تدفقات الهجرة المختلطة من الدول الافريقية لأسباب متعددة، مشيدين بالدور الحاسم الذي يلعبه المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا، والبنك الافريقي في تعزيز الشراكة الافريقية العربية، من خلال تمويل الأنشطة المشتركة .
وطالب الإعلان بإجراء مشاورات منتظمة بين المكاتب التمثيلية للاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية في عواصم مختارة، ودعم ترشيح دولها الأعضاء في المنظمات الدولية، خاصة في الأمم المتحدة، كما طالب بالتعاون مع الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، بغية موائمة المسائل المتعلقة بالبلدان المثقلة بالديون، ورفع العقوبات الأحادية المفروضة على البلدان الإفريقية، والعربية، وأي مسائل أخرى .
كما أدان القادة كافة أشكال التمييز، والاحتلال العنصري، والأشكال الأخرى لانتهاك حقوق الانسان والشعوب، وانتشار الأسلحة النووية، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، والاتفاق على تعزيز التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والمساهمة في تحقيق نزع الأسلحة النووية.
وطالبت قمة "مالابو" بتعزيز مشاركة البلدان الإفريقية والعربية المساهمة بقوات في صياغة قرارات الأمم المتحدة في مجال حفظ السلام، وتعزيز التعاون المشترك في مجال التدريب على حفظ السلام بين المراكز العربية، والإفريقية، ودعوة المراكز العربية والإفريقية إلى المشاركة النشطة في المؤتمر السنوي للرابطة الدولية لمراكز التدريب على حفظ السلام، والذي يعتزم مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية المنازعات، وحفظ السلام في افريقيا المزمع عقده في أيلول 2017، في العالم العربي، والقارة الإفريقية للمرة الأولى .
وأدان القادة العرب والأفارقة الاٍرهاب بكافة أشكاله، ومظاهره، وتمويله، بما في ذلك دفع الفدية الى جانب الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، والاعراب عن التضامن الكامل مع البلدان الإفريقية، والعربية المستهدفة من المنظمات الإرهابية، إلى جانب استهداف المواطنين، والأمن، والاستقرار وكذلك ادانة ربط الاٍرهاب بأي دين، أو طائفة، أو عرق، أو حضارة، والجريمة المنظمة العابرة للحدود بأشد اللهجة، والدعوة الى وضع استراتيجية أفريقية عربية مشتركة لمكافحة الاٍرهاب، تمشيا مع الصكوك القانونية ذات الصِّلة للمنظمتين.
وأكد اعلان "مالابو" الالتزام بتعزيز الشراكة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مع أبعادها الثلاثة: الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، بطريقة متوازنة، ومتكاملة، والقضاء على الفقر بجميع أشكاله، وأبعاده من خلال خطة التنمية المستدامة لعام 2030 .
وشدّد القادة على تعزيز وتسهيل وتشجيع التجارة والاستثمار في البلدان الإفريقية، والعربية، من بين أمور أخرى، وإقامة شراكة مستدامة بين المنطقتين، ودعوة القطاع الخاص الإفريقي والعربي الى زيادة الاستثمارات في المنطقتين، وتنفيذ خطة العمل المشتركة المقترحة للتعجيل بالتنمية الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي، في إطار البرنامج الإفريقي الشامل للتنمية الزراعية، والاستراتيجية العربية للتنمية الزراعية المستدامة، ووكالة التخطيط، وبرنامج الطوارئ للأمن الغذائي العربي، وتنفيذ مشاريع حيوية ذات جدوى خلال الفترات القصيرة، والمتوسطة، والطويلة .
كما طالبوا بضرورة تسهيل التجارة، ونقل التكنولوجيا في مجال الزراعة بين المنطقتين الإفريقية، والعربية، وازالة كافة الحواجز التي تعيق زيادة الانتاج الزراعي، من أجل تحقيق الأمن الغذائي في المنطقتين .
وأكد اعلان "مالابو" ضرورة تفعيل آلية التنسيق الجديدة، لتنفيذ خطة العمل المشتركة حول التنمية الزراعية، والأمن الغذائي، التي ستحل محل وحدة التسهيل الحالية، وضمان تنفيذ اعلان الخرطوم، والقرارات التي اعتمدها المؤتمر الوزاري الإفريقي العربي الثالث، حول "الزراعة والامن الغذائي في تشرين الثاني للعام الجاري.
وطالب القادة العرب والأفارقة بتعزيز التعاون في حماية الأطفال، والقضاء على جميع أشكال العنف ضدهم، وقضايا تجنيدهم واستغلالهم في النزاعات المسلحة، ومواصلة الجهود المضنية لتحقيق رفاهيتهم، وتطبيق حقوقهم، تمشيا مع مبادئ وأهداف القيم الواردة في اتفاقية "حقوق الطفل"، وبرتوكولاتها الإضافية، وتقديم خدمات الدعم والرعاية للأطفال، خاصة ضحايا العنف، والمتضررين من النزاعات المسلحة، والنزوح القسري .
ويرأس وفد دولة فلسطين في القمة ممثل الرئيس وزير الخارجية رياض المالكي، ومساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية والأفريقية وأستراليا مازن شامية، ومدير عام الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي عماد الزهيري، والمستشار اول مهند العكلوك من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية، ومدير مكتب الوزير المستشار اول محمد أبو جامع.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها