اعتبر الدكتور الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى، بأن الوجود المسيحي يعود إلى نشأة المسيحية في فلسطين وامتدادها وانتشارها إلى معظم البلدان العربية المجاورة، ويشهد التاريخ على وجود جماعات مسيحية غربية من مختلف بقاع الشرق, وبمجيء الإسلام في بداية القرن السابع الميلادي بدأ تاريخ مشترك يجمع بين المسيحيين والمسلمين في الشرق العربي, وحضارة مشتركة ورثت جميع الحضارات السابقة في هذه البلاد.
وأضاف الدكتور عيسى قائلاً: " ان خبرة الماضي بين المسيحيين والمسلمين أدت إلى الانصهار في بوتقة واحدة هي الحضارة العربية مع احتفاظ كل منهم بأصالته الدينية وخصوصيات تقاليده. ويشكل هذا التراث الحضاري المشترك ضماناً لاستمرارية التفاعل الذي يواجه مستجدات لابد من استعابها, وامكانات لا بد من بلورتها وتحديات لا بد من مواجهتها وهذا كله يفتح الأبواب واسعة أمام مستقبل هذه الخبرة بكل حيويتها واصالتها" .
ويقول الدكتور عيسى بان التلاقي المسيحي الإسلامي ظهر في الماضي على المستويين الثقافي والشعبي, فعلى المستوى الثقافي تعاون رجال العلم المسيحيون والمسلمون وعملوا جنباً إلى جنب لإرساء أركان حضارة مشتركة تحولت في ما بعد إلى منارة للإنسانية طيلة عصور كثيرة متعاقبة، واستمر هذا التعاون على مدى الأجيال, وظهر بنوع خاص في العصور الحديثة , وهذا ارث نفتخر ونعتز به لأنه مرجع من مراجع تأصلنا واصالتنا وغنى عيشنا المشترك . أما على المستوى الشعبي فقد اندمج المسيحيون والمسلمون في مجتمع واحد يتقاسمون فيه العيش والملح ويقف الواحد منهم إلى جانب الأخر في السراء والضراء في ظل قيم مشتركة وأنماط جيدة خاصة تجمعهم وتوحدهم.
واختتم الدكتور حنا عيسى قائلا أن الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط تدعونا إلى الأيمان بان اللقاء والتفاعل المسيحي الإسلامي هو واجب علينا لخدمة الإنسان في منطقتنا وخصوصا في العمل معا لغرس مفاهيم مشتركة لدى الشباب كالمحبة والرحمة والأيمان القويم في مواجهة الآفات التي تتعرض لها مجتمعاتنا مع العولمة وتداعياتها .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها