شدّدت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اليوم الاثنين، اجراءاتها العسكرية وتدابيرها القمعية في مدينتي القدس والخليل مع بدء الأعياد اليهودية وحلول عيد رأس السنة العبرية، بالتزامن مع فرض اغلاق عسكري شامل على الضفة الغربية.

وجددت عصابات المستوطنين الاسرائيليين اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك في القدس وللحرم الابراهيمي الشريف وحي "تل الرميدة" في الخليل، وأدت طقوسا تلمودية، وسط عمليات عنف وعربدة استهدفت المواطنين وممتلكاتهم.

وتولت شرطة الاحتلال الخاصة حماية وحراسة المجموعات الاستيطانية الصغيرة خلال اقتحامها وجولاتها الاستفزازية في رحاب المسجد الأقصى، فيما انتشر عشرات المصلين في باحات ومرافق المسجد وصدحت حناجر بعضهم بهتافات التكبير ضد اقتحامات المستوطنين

ونقلاً عن أحد حراس المسجد قوله إن شرطة الاحتلال منعت إدخال صندوق المعدات الخاصة بالعمل إلى داخل مسجد قبة الصخرة، فضلا عن منعها أعمال ترميم في العديد من مرافق المسجد المبارك. 

وفي السياق، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المزيد من قرارات الابعاد لمواطنين مقدسيين عن المسجد الاقصى المبارك لفترات متفاوتة تزامنا مع الأعياد اليهودية.

فقد أبعدت، مساء أمس، الشاب أمين ذياب عن الأقصى خمسة أشهر، في حين أفرجت في ساعة متأخرة من ليلة أمس عن المقدسي مصباح أبو صبيح، الذي اعتقلته ليلة أول أمس وسلمته قرارا بالإبعاد عن البلدة القديمة بما فيها المسجد الأقصى لمدة شهر.

وكانت سلطات الاحتلال قد أبعدت يوم أمس المواطن يوسف مخيمر عن الاقصى لمدة 3 شهور، في حين سلمت الممرضة في عيادة المسجد الأقصى زهرة قوس أمر إبعاد عن المسجد لمدة شهرين، بعد أن اعتقلتها فجر أول أمس من منزلها الكائن في حي الجالية الافريقية الملاصق للمسجد الاقصى من جهة باب الناظر.

وأخلت شرطة الاحتلال سراح المقدسي أبو صلاح الشّرفا وسلمته قرارا بالإبعاد عن المسجد الاقصى لمدة أسبوعين، علماً أنه اعتقل الليلة قبل الماضية من منزله في القدس المحتلة

يذكر أن الاحتلال أبعد نحو 14 مواطنا بينهم سيدة يوم أول أمس عشية بدء الأعياد اليهودية التي بدأت مساء أمس وتستمر طيلة الشهر الحالي.

ودعا نشطاء وقيادات في اراضي عام 48 لـ'النفير' للقدس المحتلة لحماية المسجد الأقصى، وتكثيف شد الرحال إليه، في ظل المخاطر المتزايدة التي تتهدده، ومنها دعوات في أذرع الاحتلال لاستباحة المسجد خلال موسم الأعياد اليهودية، ابتداء من صباح اليوم الاثنين، وحتى نهاية الشهر الجاري،

وفي الخليل، فرضت قوت الاحتلال اليوم الاثنين، طوقا عسكريا على مدنية الخليل وأغلقت الحرم الإبراهيمي في وجه المصلين المسلمين ومنعتهم من دخوله والصلاة فيه ليومين، فيما فتحته بالكامل أمام المستوطنين واليهود للاحتفال بما يسمى 'رأس السنة العبرية'.

وأكد مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة، أن سلطات الاحتلال أبلغته بإغلاق المسجد الإبراهيمي ليومين متتاليين بمناسبة العيد العبري، في الوقت الذي تنوي إغلاقه لست مرات خلال الشهر الجاري بذريعة حلول عدد من الأعياد اليهودية

وتحولت الخليل منذ ساعات الصباح الباكر إلى ثكنة عسكرية، حيث تم حشد ونشر مئات من قوات الأمن وجنود الاحتلال الذين وفروا الحماية للمستوطنين الذين اقتحموا المسجد الإبراهيمي وأقاموا الطقوس التلمودية والتوراتية، فيما نصب الاحتلال عشرات الحواجز بالبلدة القديمة وتخوم المسجد حالت دون دخول الفلسطينيين إليه، فيما تم تضييق الخناق على الفلسطينيين القاطنين بالمنطقة ومنعهم من التنقل.

الى ذلك، أفاد مواطنون يقطنون في حي تل الرميدة وسط الخليل، بأن قوات الاحتلال منعت عدد من المواطنين مغادرة منازلهم قرب ما تسمى مستوطنة "رمات شاي" المقامة على أراضي وممتلكات المواطنين في المنطقة بحجة تأمين احتفالات مستوطنيهم بما يسمى عيد رأس السنة العبرية، وعقب تدخل مؤسسات دوليه سمحت لهم ولتلاميذ المدارس الخروج من منازلهموطالت الإجراءات العسكرية مختلف محافظة الخليل، حيث نشر جيش الاحتلال الحواجز العسكرية على كافة مداخل المحافظة المطلة على الشوارع الالتفافية، والقريبة من المستوطنات، كما كثف جنود الاحتلال من الإجراءات المشددة في كامل المناطق، وسط إعاقات على حرية حركة المواطنين الفلسطينيين، لتسهيل حرية حركة المستوطنين المحتفلين بالعيد اليهودي.