يتبارى المرشحان للانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة الاميركية فيما بينهما على مغازلة اسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية؛ في محاولة لإرضاء اللوبي الصهيوني، والجماعات المتطرفة الموالية لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة، وكسب أصواتهم للوصول إلى سدة حكم البيت الأبيض .
ورغم التراشق المحتدم الذي أظهرته المناظرة الأولى بين المرشَحيْن لانتخابات الرئاسة الأميركية الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، بشأن الاقتصاد، والسياسة الخارجية لكل من الحزبَين(الديمقراطي والجمهوري) ، إلّا أنهما اتفقا على رعاية مصالح إسرائيل على حساب حقوق وثوابت
مراقبون وسياسيون فلسطينيون رأوا أن دعم المُرشَحَين الأمريكيَيَن للرئاسة الأمريكية الواضح لإسرائيل في سياق حملاتهما الانتخابية ناتج عن إدراكهما أن دعم الاحتلال وكسب أصوات اللوبي الصهيوني والموالين له في الولايات المتحدة سيمكنهما من الصعود إلى سدة الرئاسة.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، رأى أن السياسة الأمريكية الموالية للاحتلال، والتصريحات التي أطلقها المرشحان ترامب وكلينتون، ليست بالجديدة في بازار الرئاسة الأمريكية، واصفاً تلك التصريحات بالاستفزازية وبـمثابة اعتداء على القانون الدولي، والشرعية الدولية وتسويق لشريعة الغاب في العلاقات الدولية
وفي حديث له مع صحيفة الاستقلال الفلسطينية وصف خالد تصريحات ترامب حول نقل السفارة الاميركية في اسرائيل من تل أبيب الى القدس بالاستفزازية وأضاف بأن ترامب يعرف جيدا أنه يكذب وبنيامين نتنياهو نفسه يعرف أن ترامب أيضا يكذب لأن خطوة من هذا النوع سوف تجلب ردود فعل واسعة فلسطينية وعربية واسلامية ودولية، وتمس بشكل مباشر مصالح الولايات المتحدة الاميركية ، داعيا الى التوقف عن إطلاق مثل هذه التصريحات الاستفزازية والسخيفة فوراً؛ لأن القضية الفلسطينية ليست سلعة في بازار الانتخابات الأمريكية.
وبشأن تصريحات هيلاري كلينتون وتعهدها بعدم دعم اية توجهات ضد السياسة الاسرائيلية في الامم المتحدة والمحافل الدولية أوضح خالد أن السيدة كلينتون تؤكد المعلوم في السياسة الاميركية ، التي تعهدت اسرائيل على امتداد العقود بتوفير شبكة أمان لسياستها العدوانية والاستيطانية التوسعية في المحافل الدولية وأكد ان المقارنة بين تصريحات ومواقف كل من ترامب وكلينتون على هذا الصعيد هي مقارنة بين الأسوأ والسيء وأن الغرض من تصريحات المُرشَحين كسب ود اللوبي الصهيوني ومخاطبة الرأي العام في أمريكا وإسرائيل للوصول لسدة الحكم.
ولفت خالد إلى أن القيادة الفلسطينية لم تعد تعوّل على سياسة الإدارة الأمريكية ، مشدداً على أن الرعاية الاميركية الحصرية لمفاوضات التسوية السياسية منذ التوقيع على اتفاقات اوسلو قبل كثر من عقدن دمّرت فرص التقدم نحو التسوية السياسية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي بسبب انحيازها الفاضح لسياسة الاحتلال العدوانية والتوسعية، وحرصها على تغطية جرائم إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان حزيران 1967.وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية عملت دائما على توفير كل أشكال الدعم لكيان الاحتلال، وعلى توفير الحصانة لدولة اسرائيل في وجه المساءلة في مجلس الأمن وهيئات حقوق الإنسان.
وطالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بـضرورة نقل الملف الفلسطيني الى مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والتوقف فوراً عن الرهان على مفاوضات التسوية برعاية أمريكية، مؤكداً أن الرهان على دور الإدارة الأمريكية بات عقيماً.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها