دعت وزارة الخارجية اليوم الاثنين إلى ضرورة صياغة استراتيجية تفاعلية تواجه ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من مخاطر.
وقالت في بيان صحفي، إن الحكومة الإسرائيلية وأذرعها وأجهزتها المختلفة تواصل تصعيد إجراءاتها العدوانية ضد المسجد الأقصى المبارك، وتتبع سياسة التدرج في تنفيذ مخططاتها الهادفة إلى تقسيمه زمانيا ومكانيا، فقد قامت بتحويل مفهوم زيارة غير المسلمين للمسجد الأقصى إلى اقتحامات يومية لليهود والمستوطنين المتطرفين، وتعمل على تكريسها وكأنها أمر طبيعي ومألوف، وعملت على زيادة أعداد المقتحمين ومجموعاتهم، وزودتهم بمرشدين من اليهود المتطرفين، وسمحت لهم القيام بطقوس تلمودية، وعقد مراسم زواج، وتدريب على تقديم القرابين. هذه الإجراءات المتصاعدة بالتدريج لم تتوقف ومتواصلة على مرآى ومسمع من الجميع".
وأضافت أن سياسة التدرج الإسرائيلية "تحقق مبتغاها من خلال خلق وقائع جديدة تبني عليها، وأن هذه الوقائع يتم استيعابها في ظل أن الأحداث اليومية المتكررة لم تعد تستقطب اهتمام الإعلام الدولي. لقد أصبحنا نخشى أن نستيقظ في لحظة متأخرة، لنجد تواجدا استيطانيا دائما في الحرم القدسي الشريف، وقد تم تخصيص أماكن لليهود في باحاته، وقد قسم زمانيا ومكانيا بإجراءات تهويدية كاملة، وتكرار مأساوي لتجربة الحرم الإبراهيمي الشريف".
واستغربت الوزارة من صمت المجتمع الدولي وغالبية الدول على تلك الانتهاكات الجسيمة، والتي تمثل مساسا بالأماكن الدينية والمقدسات، وتهدد بشكل مباشر بالحرب الدينية، وتشكل خرقا فاضحا لمقولة الوضع القائم في الأقصى.
وكان الرئيس محمود عباس أكد يوم أمس أن المسجد الأقصى "خط أحمر لن نسمح بالمساس به"، ورأت الوزارة أن "الجميع مطالب بتلقف هذا الإعلان الهام من قبل السيد الرئيس والتنسيق فيما بينهم، والتعامل معه بمنتهى الجدية اللازمة قبل فوات الأوان، كما تجدر الإشارة إلى أهمية التصريحات التي صدرت عن الأوقاف الإسلامية، والتي أكدت أن إسرائيل تعمل على تجريدنا من حقوقنا الطبيعية والتاريخية المتواصلة بإدارة الأقصى".
وأكدت الوزارة أنها ستواصل عملها "كما دأبت عليه مع الجهات كافة، سواء السياسية أو الدينية أو الفعاليات المختلفة لصياغة مثل تلك الإستراتيجية بأسرع وقت ممكن، كما ستواصل بذل جهودها بفاعلية أكبر لتعميق التنسيق وتفعيل دور البعد العربي والإسلامي حيال هذا الخطر المحدق بالمسجد الأقصى، والسعي للاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة في الإطارين الإقليمي والدولي".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها