للسنة الثانية على التوالي وضمن برنامجها "شهود النكبة.. ذاكرة الأرض واللجوء" أقامت مؤسسة «هوية» المشروع الوطني للحفاظ جذور العائلة الفلسطينية يوم الأحد 16 حزيران/ يونيو، نشاطاً جماعياً لكبار السن ممن ولدوا في فلسطين وعايشوا نكبتها عام 1948. حيث وجهت «هوية» دعوات لمجموعة من شهود النكبة في مخيم عين الحلوة– صيدا في جنوب لبنان، للمشاركة في رحلة إلى منتزهات نهر القاسمية (صور) للتسجيل معهم حول ما تختزنه ذاكرتهم من معلومات عن قراهم التي هُجّروا منها ولتكريمهم في الوقت ذاته.

وتنوع الشهود من حيث انتمائهم للقرى الفلسطينية، فكان غالبيتهم من قضاء صفد شمال فلسطين المحتلة وتحديداً من قرى طيطبا، عمقا، علما، الصفصاف، رأس الاحمر.

وباشر فريق عمل «هوية» التوثيق بالصوت والصورة بمساعدة مجموعة من الشباب المتطوعين وقاموا بتسجيل شهادات الجدود مراعين مكانتهم العمرية والصحية. وبعد الانتهاء من التصوير جُمعت منهم شجرات العائلة، كل شيخ على حدا.

وأظهر الكبار تمسكاً كبيراً بالأرض وإصراراً على العودة بأي وسيلة ممكنة، حيث أجمعوا على استعدادهم للرجوع والعيش في العراء أو تحت خيمة أو في مغارة فضلاً على العيش في أي قصر بلبنان. وعبر العديد منهم عن سعادته لما توليه المؤسسة من اهتمام بهم باعتبارهم رعيل الهجرة الأول.

وتعتمد «هوية» على كبار السن كمصدر أساسي لجمع المعلومات المتعلقة بتاريخ القرى والعائلات، إذ قلما تجد كتباً أو أبحاثاً وثّقت بشكل تفصيلي لتلك الحقبة المنصرمة التي تعتبر منعطفاً أساسياً في مسار القضية الفلسطينية، وخاصة موضوع العائلة للوصول الى جذورها وجمع فروعها في شجرة واحدة.