قال الرئيس محمود عباس، اليوم الأحد، إن تونس ستبقى خالدة إلى الأبد، في عقول وتاريخ وذاكرة الشعب الفلسطيني، وأضاف: "من يستطيع أن يشفى من حب تونس، لا أحد هذا الحب في شرايينا في عقولنا في تاريخنا في ذاكرتنا إلى الأبد، تونس ستبقى في قلوبنا لما فعلته وما تفعله لفلسطين، تونس ونحن اليوم نبارك لها ونحتفل معها بعيد استقلالها الستين، نقول لتونس بورقيبة الزعيم الخالد القيمة والقامة العربية الدولية، نقول لتونس التي أنجبت هذا الزعيم، ستبقى خالدة إلى الأبد، هذا الرجل الذي عرفناه مناضلا من أجل تونس، من أجل قضايا العرب، حتى حقق الاستقلال في عام 1956، وأصبح اسم تونس مرتبطا ارتباطا وثيقا بهذا الزعيم الخالد، الذي لا ينساه الشعب التونسي ونحن أيضا لن ننساه".

وأضاف الرئيس في كلمة ألقاها برام الله خلال مشاركته في إحياء الذكرى الستين لاستقلال الجمهورية التونسية، التي تصادف اليوم، إن الزعيم الخالد القيمة والقامة الحبيب بورقيبة عرفناه مناضلا من أجل قضايا العرب، حتى أصبح اسم تونس مرتبط بهذا الزعيم الذي لا ينساه شعبنا أيضا.

وتابع الرئيس، ما قاله بورقيبة في العام 1965، نعمل من أجله لنصل إلى دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشريف، اذ قال بورقيبة كلامه في ذلك الوقت وهو يستشرف المستقبل، بخبرة رجل محنك ذكي يعرف بالضبط ماذا ينوي، ولذلك استطاع أن يحقق استقلال بلاده وأن يبقى فيها حاكما عقودا طويلة إلى أن اختاره الله.

وقال الرئيس، إن بورقيبة رحب بقيادة شعبنا عام 1982 عندما ضاقت بنا السبل وحوصرنا من كل جانب، ونحن لا نعرف إلى أين نذهب والجيش الإسرائيلي يدفعنا إلى البحر ولا نعرف إلى أين نذهب، فكان المنقذ، هو الحبيب بورقيبة شخصيا، حيث قال: تونس ترحب بكم جميعا دون استثناء.

وتابع الرئيس: وليست صدفة أن من أقرب المقربين إليه منذ أن كان يسعى إلى الاستقلال، شخصية فلسطينية فريدة، هي محمد علي الطاهر، هذا الرجل كان كالظل يمشي مع بورقيبة، يقدم له كل ما يستطيع باسمه واسم فلسطين، وفلسطين رازحه تحت الاحتلال، تحت الانتداب، ومع ذلك كان يخصص وقته مع الحبيب بورقيبة، من أجل استقلال تونس، وهذه ليست صدفة، كثيرا ما كنت أسمعها من فم الزعيم بورقيبة، وهو يتذكرها بافتخار ويقول، إن هذا الرجل ساهم معنا في استقلال تونس".

وأضاف "الزعيم بورقيبة له مآثر كثيرة، له أفكار بعيدة قلما يفهمها الآخرون، عندما جاء إلى فلسطين جاء إلى أريحا، هو قدم مشروعا الآن كلنا نحبه من أجل الوصول إليه، وفي ذلك الوقت ظُلم بورقيبة، وظن الناس أنه يفرط بالقضية الفلسطينية، ما كانوا يعرفون أنه كان يريد أن يحمي القضية الفلسطينية، وأن يحمي حقوق الشعب الفلسطيني، استبانوا الأمر في وقت لاحق في وقت متأخر، ولكن نتمنى أن لا يكون متأخرا".

وأكد الرئيس: "ما قاله بورقيبة في الـ65 نحن نسعى إليه، نعمل من أجله، لنصل الى دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف، إذا بورقيبة منذ عام 56 قال كلامه، وهو يستشرف المستقبل، بخبرة رجل محنك ذكي، يعرف بالضبط ما ينوي، ولذلك استطاع أن يحقق استقلال بلاده تونس، وأن يبقى فيها حاكما عقودا طويلة إلى أن اختاره الله الى جواره".

وأشار الرئيس "لن ننسى، أننا في العام 1982 وعندما ضاقت بنا السبل، وحوصرنا من كل جانب، ونحن لا نعرف إلى أين نذهب، والجيش الإسرائيلي يدفعنا إلى البحر، وجاءنا حبل الإنقاذ، من الحبيب بورقيبة شخصيا، ليقول تونس ترحب بكم جميعا دون استثناء، في البداية لم نصدق ما سمعنا هل صحيح سنذهب إلى تونس، هل صحيح سيستقبلنا الشعب التونسي وزعيمه، نعم صحيح. وجاءت الطائرة إلى أثينا، لتقل المرحوم الشهيد ياسر عرفات ورفاقه إلى أرض تونس، ثم البواخر تنقل الفلسطينيين المقاتلين إلى ميناء بنزرت، وتستقبلهم المرحومة المناضلة الوسيلة بورقيبة الماجدة، علينا أن نعطي لكل ذي حق حقه، نعم وكانت تونس الأرض التي رحبت بنا أرضا وشعبنا وحكومة".

وقال: "منذ عام 82 لم نسمع كلمة واحدة تقول ماذا تفعلون عندنا، ولم نسمع كلمة تقول ماذا تريدون أيها الفلسطينيين؟ وماهي سياستكم؟ وما هي مواقفكم؟ ولماذا لا تستمعون الينا؟ ولماذا لا تسمعون كلامنا؟ هذا الأمر لم يحصل من أي إنسان، بل كل ما كنا نسمعه أهلا وسهلا، أنتم على أرضكم بكل ترحاب، افعلوا ما تريدون، فكروا ما تريدون، افعلوا ما تريدون لقضيتكم ونحن معكم"

وأردف: "لم نسمع مرة أي زعيم أو مسؤول يسأل ماذا يحصل عندنا"؟ كنا نأتي بضيوف سياسيين من كل أطياف الدنيا، ونقول هناك ضيوف، لا يسألونا من هم وإنما تفتح الأبواب لاستقبالهم، لم يسألوا من هذا الذي يأتي إليكم، ماذا يريد؟ هؤلاء أناس لا نعرفهم من دول لا نعرفها من بلاد لا نعترف بها، بل قالوا أهلا وسهلا، هذا يفيدكم إذا نحن معكم، لا نريد أن نسأل، هذه هي تونس، التي عاملتنا منذ عام 82 وأقول تونس قبل ذلك كانت ترحب بنا دائما وأقول تونس وبورقيبة، الحبيب بورقيبة الذي كان أجرأ الزعماء العرب، وقال كلمة حق قد يكونون يؤمنون بها ولكن لا يجرؤون أيا ..."

وقال الرئيس: "بقينا في تونس، ومن تونس إلى فلسطين وهذا أهم ما حصل معنا في تاريخنا، أننا من المنافي من تونس، ولم نكن نعيش منفى إطلاقا إلى فلسطين، وهنا لا بد لنا أن نذكر بكل الاحترام والتقدير زعيم تونس الرئيس الباجي قائد السبسي، هذا الرجل العاقل الذي عرفته منذ أكثر من 40 عاما، وكان وزيرا لخارجية تونس، الرجل العاقل، الرجل الحكيم، الرجل سديد الرأي والرؤية، الرجل الذي أنقذ تونس من الظلامية، حمى تونس من الظلامية، ورفعها من الحضيض، وحماها ويحميها من العنف والارهاب والارهابيين والظلاميين، هذا الرجل يجب أن تكرمه الأمة العربية، التي مرت بظروف قاسية وصعبة، كما مر هو ومرت تونس، لكن بحكمته وبعقله، استطاع أن يجنب تونس هذه الكوارث جميعها، فكل التحية لهذا الرجل العظيم، لهذا القائد الفذ، الذي نعرف أنه يسير بين الأشواك وبين الألغام، ونعرف الصعوبات التي تعانيها بلده من اقتصاد، من سياحة وعنف، وأمن واضطراب وقلق، لكنه صامد، يعرف ماذا يريد ويسير بباخرته ليصل، ووصل بإذن الله لشاطئ السلام، وها هي تونس تصارع ولكنها تسير في الطريق الصحيح، تقاتل ولكنها تسير في الطريق الديمقراطي الصحيح، ولا تخرج عن الديمقراطية، رغم كل ما تعانيه من صعوبات ومن تدخلات هنا وهناك، لكنها صامدة أعطتنا المثل الحي، كيف يمكن أن تخرج من مآسيها من صعابها من الظلامية التي يريدون أن يضعوها بها، الى شاطئ الأمان وإن شاء الله هي في شاطئ الأمان لتقود المسيرة العربية مرة أخرى، وتقف كما وقفت إلى جانبنا الي جانب الشعب الفلسطيني، حتى يحقق انجازه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس".

وأضاف: "ورغم كل الظروف التي تعيشها فإنها إلى الآن كما فعلت في الماضي، تقدم كل الدعم والمساعدة والبعثات التعليمية، التي أشار إليها السفير، أنا لا أقول عشرات الألوف بل ألوفا من الفلسطينيين هنا، تعلموا في تونس، وتربوا في تونس، وتزوجوا من تونس، وهذا شيء عظيم، وهذا الاحتكاك، وهذا الاندماج، هذا الامتزاج، بين الشعب التونسي والشعب الفلسطيني، يذكرنا بمئات السنين الماضية، عندما جاء الوف التونسيين الى بلادنا، ليناضلوا، ليقاتلوا، ليحجوا، ويقيموا هنا، وما زالوا مقيمين هنا تحت اسم المغاربة، في كل بلد تراهم، ولذلك هذا التمازج التاريخي مستمر بين الشعب الفلسطيني والشعب التونسي، نحن نحمل كل الاحترام وكل التقدير، هذا الحب لا نريد أن نشفى منه، سنستمر فيه إلى الأبد".

من جانبه، قال سفير الجمهورية التونسية لدى دولة فلسطين الحبيب بن فرح بمناسبة الاحتفال بذكرى استقلال تونس: "نحيي اليوم من هنا من أرض الرباط الذكرى الستين لاستقلال تونس مع ما يعني كل ذلك للتونسيين من استرجاع لحرية الوطن، وانطلاق حلم بناء الدولة، فكان بحق حدثا وطنيا هذ الوجدان وأذكى مشاعر حب تونس".

وشدد في كلمته على الشرف الكبير الذي ينال تونس وهي تتقاسم مع أشقائها العرب والمسلمين وفي طلعتهم الأشقاء في فلسطين كل تتويج تناله تجربة الانتقال الديمقراطي التي تخوضها باعتبار ذلك اعترافا من العالم بأن زهرة الديمقراطية يمكن أن تزرع وتترعرع في تربة عربية وإسلامية.

وقال: إن تونس التي تضع مكافحة الارهاب أولوية مطلقة، تدعو أيضا لمعالجة هذه الآفة على الصعيد الخارجي وإلى التعجيل في القضاء على بؤر التوتر في كل أنحاء العالم وحل القضية الفلسطينية لتمكين الشعب الفلسطيني الشقيق كسائر شعوب الأرض من تقرير مصيره على أرضه المحتلة عام 1967 وبناء دولته المستقلة وعاصتها القدس الشريف.

وشدد على أن القضية الفلسطينية ستبقى بوصلة النظام الإقليمي العربي باعتبارها مفتاح الأمن والسلم في المنطقة والعالم من خلال الالتزام بدعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني واستغلال زخم الاجتماع الدولي حول حل الدولتين وتزايد الاعتراف بدولة فلسطين للدفع بهذه القضية إلى واجهة الاهتمامات الدولية وإيجاد حل لها.

بدوره، جدد ممثل الجالية التونسية في فلسطين وليد النحال، شكره لفلسطين وشعبها على هذا الحب والمشاركة في هذه المناسبة المجيدة وهي استقلال تونس، مضيفا أن بداية فرحة تونس كان في 20 آذار/مارس 1956، حيث كانت بداية الحياة الديمقراطية وبناء الوطن.

وأكد أن تونس لكل التونسيين، ويجب حمايتها من الإرهاب، مجددا دعمه للقضية الفلسطينية حتى تحقيق دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وفي نهاية الحفل قدِم للرئيس درع تقديري باسم الجالية التونسية في فلسطين