وصل رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، يوم الخميس، الى مقر الرئاسة في مدينة رام الله، حيث كان في استقباله رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
واستعرض السيد الرئيس، وضيفه الكبير، حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزف السلامان الوطني اليوناني والفلسطيني.
وصافح رئيس الوزراء الضيف، كبار مستقبليه، رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وعدد من اعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة فتح، اضافة إلى عدد من الوزراء ومستشاري السيد الرئيس، وقادة الاجهزة الامنية، وعدد من قناصل الدول المعتمدين لدى دولة فلسطين.
وسيعقد الرئيس، وضيفه رئيس الوزراء اليوناني، جلسة مباحثات تتناول آخر مستجدات الاوضاع في الارض الفلسطينية، والمنطقة، إضافة الى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكان رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس وضع اكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، يرافقه امين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم.
وفيما يأتي نص كلمة الرئيس في المؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء اليونان
دولة رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس،
يسعدني أن أرحب بكم، والوفد المرافق لكم، وأنتم تحلون ضيوفا أعزاء على أرض فلسطين، وإن زيارتكم اليوم، لهي محل تقدير واحترام كبيرين منا ومن شعبنا الفلسطيني، ولدينا الثقة بأنها ستسهم في إرساء وتعزيز أسس علاقات التعاون والصداقة التاريخية بين بلدينا، والتي أمامها مستقبل كبير وواعد.
ولهذه المناسبة، فإنني أتوجه للشعب اليوناني الصديق، بجميع أطيافه السياسية، بالتعبير عن عظيم تقديرنا لمواقفه التاريخية الراسخة في دعم قضية شعبنا، من أجل تمكينه من العيش بكرامة في وطنه ودولته المستقلة الخاصة به.
وقد كانت فرصة مواتية لتناول أهمية إنشاء لجنة حكومية فلسطينية- يونانية مشتركة، لبحث جميع القضايا الثنائية، ومن أجل مزيد من تطوير العلاقات بين البلدين والشعبين.
لقد أطلعت دولة السيد رئيس الوزراء على مجمل تطورات الأوضاع في فلسطين، وما يعيشه شعبنا من ظروف صعبة لا يمكن احتمالها أو القبول بها، جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، وتصاعد ممارسات مستوطنيه العدوانية ضد ممتلكاته ومقدساته المسيحية والإسلامية، خاصة في مدينة القدس الشرقية المحتلة، التي يجري العمل من قبل إسرائيل، على تغيير هويتها وطابعها، وأحذر هنا من مغبة انحراف الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني.
دولة السيد رئيس الوزراء،
إن ما يعيشه شعبنا من ظروف بالغة الصعوبة والخطورة، جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وممارسات مستوطنيه الإجرامية، وعمليات التنكيل والاعتقالات والإعدامات الميدانية لشبابنا، والحصار الاقتصادي الخانق لشعبنا، وغياب الأفق السياسي، كلها أسباب ولدت اليأس والإحباط وانعدام الأمل بالمستقبل، وأوصلت شبابنا إلى ما تشهده بلادنا من ردود أفعال.
من ناحية أخرى، فإن الحكومة الإسرائيلية الحالية قد أفشلت كل فرص تحقيق السلام، ودمرت الأسس التي بنيت عليها الاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية معنا، الأمر الذي يجعلنا غير قادرين وحدنا على تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.
هذا وإننا ندعو دائما إلى دور أوروبي أكبر في إيجاد حل سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي، لأرض دولة فلسطين، وفق حل الدولتين، وعلى أساس حدود العام 1967، وقرارات الشرعية الدولية، وضمن سقف زمني محدد، إذ إننا لا نريد مفاوضات من أجل المفاوضات، ولن نقبل بحلول انتقالية أو جزئية، وسنواصل انضمامنا إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية لصون حقوق شعبنا وترسيخ أسس دولتنا الديمقراطية القادمة. وعلى ضوء ما تقدم، فإننا نؤكد ضرورة أن يستجيب المجتمع الدولي لمطلبنا بتوفير نظام حماية دولية لشعبنا، إلى أن ينال حريته واستقلاله.
ولا يفوتنا هنا أن نثمن عاليا مواقف الاتحاد الأوروبي، خاصة مواقفه تجاه الاستيطان ومنتجاته.
كما نرحب بتوصيات البرلمانات الأوروبية لحكوماتها للاعتراف بدولة فلسطين، وفي هذا الإطار، فإننا ندعو الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين وتؤمن بحل الدولتين، أن تعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة.
هذا وقد استعرضنا مع دولة رئيس الوزراء، ما تعيشه منطقتنا والعالم من أحداث، ونحن إذ ندين الإرهاب بكافة أشكاله، فإننا نعبر عن تضامننا مع الدول الشقيقة والصديقة، التي تتعرض لإرهاب مجموعات متطرفة تتخذ الدين ذريعة لأعمالها الإجرامية.
نجدد ترحيبنا بكم يا دولة الرئيس، والوفد المرافق لكم، متمنين لكم جميعا دوام الصحة والسعادة، ونحن على ثقة بأن اليونان وشعبها العريق الصديق ستحقق المزيد من الرخاء والتقدم، وأهلا وسهلا بكم.
من جانبه، قال رئيس وزراء اليونان، إنه بحث مع الرئيس تطورات الوضع وكيفية تعزيز العلاقات الفلسطينية اليونانية.
وأضاف: 'زيارتي لفلسطين جاءت في أوقات عصيبة يسودها توتر كبير وعنف يمارس ضد المدنيين، وينتابنا القلق حيال ذلك، كما أننا قلقون حيال توسيع سياسة الاستيطان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، ونود التشديد على أهمية حماية واحترام الوضع التاريخي لجميع المقدسات الموجودة في مدينة القدس، بما فيها المسجد الأقصى'.
وأضاف: ' يقلقنا انعدام العملية السياسية وغياب فرص التقدم الواضع فيها لبث الأمل المنشود في الشعب الفلسطيني الذي يستحق أن يكون لديه أمل بالحرية، بالتزامن مع تزايد الصراعات، وإن جرح القضية الفلسطينية النازف هو أحد أسباب زيادة حدة التوترات في المنطقة'.
وتابع: 'إنه حانت اللحظة لاتخاذ خطوات شجاعة تجاه القضية الفلسطينية ودعم أي مبادرة دولية في هذا الاتجاه، ونرحب بجهود الرئيس عباس الذي يحظى بدعمنا الكامل، وستواصل اليونان دعم القيادة الفلسطينية في المحافل الدولية، وهي تدعم الحاجة لحل الدولتين لقيام دولة فلسطينية فعلية، ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية'.
وقال إن موقف اليونان من القضية الفلسطينية ثابت ومنفصل عن تطور علاقتنا الثنائية مع إسرائيل، وهي العلاقات التي ناقشتها مع القيادة الإسرائيلية أمس.
وبين أنه 'ضمن إطار الاتحاد الأوروبي سنقوم بأقصى ما بوسعنا لخلق مناخ إيجابي لاستئناف محادثات السلام'.
الرئيس أبو مازن : اليأس والإحباط بعد الإجراءات الاسرائيلية سبب "الهبة الشعبية"
27-11-2015
مشاهدة: 616
إعلام حركة فتح - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها