لا زالت فاعليات إحياء الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الراحل الكبير ياسر عرفات تتوالى تباعاً في بيروت. فمساء الأربعاء 11/11/2015 وعقب صلاة المغرب، وبدعوة من الشعبة الجنوبية، إنطلقت مسيرة فتحاوية بامتياز، وفصائلية ومؤسساتية وشعبية من أمام مسجد الفرقان في مخيم برج البراجنة، وجابت طرقات وأزقة المخيم وانتهت عند مقبرة المخيم.

شارك في المسيرة أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في بيروت سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، وعضو إقليم "فتح" في لبنان الدكتور سرحان سرحان، وممثلو فصائل الثورة والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وممثلو قوى الأمن الوطني الفلسطيني، واللجان الشعبية، والكشافة والمرشدات الفلسطينية، والفرقة الموسيقية وأشبال وزهرات حركة "فتح"، وفاعليات ووجهاء وكبار السن، وأهالي مخيم برج البراجنة.

عند المقبرة ألقى أمين سر حركة "فتح" سمير أبو عفش كلمة، بدأها بتجديد العهد والوعد بالمضي قدُماً على خطى الرئيس الشهيد أبو عمار. ثم توجّه إلى أبو عمار قائلاً: "أبا عمار لقد استحققت وبجدارة أن تكون رمزاً للشعب الفلسطيني ولأحرار العالم. بداية مسيرتك كانت توحيد الصف الفلسطيني بعد عام 48 وتحديداً عام 57 وقتها كان الشباب الفلسطيني ينتمون إلى أحزاب مختلفة، هنا وهناك. وعندما أطلقت الرصاصة الأولى في مطلع يناير 65 مع أخوانك كانت إيذاناً ببدء تاريخ جديد للشعب الفلسطيني".

وتحدث أبو عفش عن معركة الكرامة التي حدثت في العام 68 أي بعد أقل من سنة على نكسة حزيران والتي أثبتت قدرة الفدائي الفلسطيني على مواجهة العدو الصهيوني، وألحقت به خسائر فادحة بالأرواح والعتاد رغم التفوٌّق الهائل بالعديد والسلاح. وكان تفجير الفدائي "الفوسفوري" نفسه بدبابة اسرائيلية بداية العمل الإستشهادي.

ولم يغفل عن ذكر المؤامرات التي تعرضت لها الثورة الفلسطينية التي كانت تستهدف البندقية الفلسطينية، لتغيير وجهتها عن فلسطين وقتال العدو الإسرائيلي. ومؤامرات مصادرة القرار الفلسطيني المستقل. أما الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 82 فكان هدفه القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وبنيتها العسكرية والسياسية. وفشل العدو بعد صمود 88 يوماً من الصمود الأسطوري لمقاتلي الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية. وخرج مقاتلو منظمة التحرير من لبنان رافعين العلم الفلسطيني وسلاحهم، تنفيذاً لقرار القوى الوطنية اللبنانية لأن بيروت لم تعد تتحمّل.

وتطرق أبو عفش إلى مرحلة هامة في حياة أبو الشهداء أبو عمار هي مرحلة نقل الصراع من محيط دول الطوق إلى داخل الوطن. واعتبر أن الميزة الحسنة الوحيدة لإتفاق أوسلو هي دخول 350 ألف فلسطيني منهم عشرة آلاف مقاتل دخلوا بسلاحهم.

وعن أولئك الذين يقولون عن الإنتفاضة أنها هبة وتزول، قال أبو عفش: "خسئتم .. هي إنتفاضة شعبية مستمرة حتى تحقيق الأهداف المرجوة منها وفي مقدمها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة جميع اللاجئين إلى ديارهم التي هجِّروا منها في العام 48" هذا واعتبر أبو عفش أن هذه الانتفاضة استمدت هذا الزخم والدعم من خطاب الرئيس أبو مازن حامل الأمانة من صاحب الأمانة، الذي ألقاه في الأمم المتحدة.