تتزايد اعتداءات اليمين المتطرف على اللاجئين في المقاطعات التي كانت تتبع لألمانيا الشرقية، سابقا، كما أظهر استطلاع للرأي، نشر يوم أمس الخميس، 'خوفا' في 'ألمانيا الشرقية' من تدفق اللاجئين.
يذكر في هذا السياق أن ألمانيا تواجه، منذ بضعة شهور، تدفقا غير مسبوق لطالبي اللجوء، حيث سجل رقم قياسي وصل إلى نحو 800 ألف خلال العام الحالي.
وأظهر تقرير نشرته 'فرانس برس' تزايد الاعتداءات، من حرائق وتهديدات وضرب، على طالبي اللجوء أو مراكز استقبال اللاجئين، خصوصا في شرق البلاد، في مقاطعات اقليمية كانت تشكل قبل سقوط جدار برلين في تشرين الثاني/نوفمبر 1989، ألمانيا الشرقية، مثل براندبورغ وميكلمبورغ وساكسونيا- انهالت وساكسونيا وتورينغن.
وأدى تزايد اعتداءات اليمين المتطرف على اللاجئين، مؤخرا، إلى تجدد النقاش حول ألمانيا الشرقية السابقة، بشأن احتمال كونها أكثر عنصرية من المناطق الأخرى في البلاد، على خلفية فوارق تاريخية واجتماعية اقتصادية.
ودان رجال السياسة بشدة هذه التصرفات، وتحدث بعضهم عن ألمانيا شيوعية سابقة، بعد 25 عاما على اعادة التوحيد، مشيرين إلى أنها أكثر عنصرية من أنحاء البلاد الأخرى، لأن التخلص من الإرث النازي كان معدوما فيها إلى حد كبير خلال فترة ما بعد الحرب، ولأن 'الأجانب' لم يكونوا إلا قلة قليلة فيها.
وفي تصريح نشرته الاثنين صحيفة 'دي فيلت'، اعتبر وزير الداخلية في رينانيا- بالاتينات، روجر ليفينتس، أن الناس لم يتعرفوا 'خلال عشرات السنين' إبان النظام المنغلق في ألمانيا الشرقية إلى 'ثقافات أخرى'، مضيفا أنه 'يجب أن يتعلموا العيش مع أشخاص دفعت بهم الهجرة إلى هنا'.
وأظهر استطلاع للرأي، نشر الخميس، أن واحدا من كل اثنين (نحو 46%)، في مناطقا ما كانت تعرف بألمانيا الشرقية يقول إنه 'خائف' من تدفق كبير للاجئين.
وأشارت معطيات إلى أن 47% من أعمال العنف العنصرية وقعت في 2014 في ألمانيا الشرقية السابقة التي لا تستقبل مقاطعاتها الخمس إلا 16% من اللاجئين و'حيث لا يعيش إلا 17% من السكان'، كما ذكرت بذلك هذا الأسبوع مجلة 'دير شبيغل' الأسبوعية.
وشهدت مقاطعة ساكسونيا، أبرز بؤر أعمال العنف هذه 42 من 202 اعتداء استهدف في كل أنحاء البلاد مراكز استقبال اللاجئين بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو. وفي هذه المقاطعة أيضا، وقعت صدامات في اواخر آب/اغسطس بين الشرطة وناشطين من اليمين المتطرف.
وشهدت العاصمة الإقليمية أيضا ولادة حركة 'بيغيدا' المعادية للإسلام واللاجئين (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) التي انطلقت الخريف الماضي، وبلغت أوجها في كانون الثاني/يناير، عندما جمعت 25 ألف شخص بعد الاعتداءات على شارلي إيبدو.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها