قررت اللجنة التنفيذية تشكيل لجنة من أعضائها للاتصال مع كافة الفصائل للتشاور، للوصول إلى حكومة وحدة وطنية خلال فترة أسبوع من تاريخه.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الليلة، وذلك لبحث الوضع الحكومي والتطورات السياسية الراهنة.
وتوجهت اللجنة في مستهل اجتماعها بالتهنئة والتبريك للشعب الفلسطيني وشعوب امتنا العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، وعبرت عن أملها بان يكون الشهر المبارك مناسبة للتسامح والتكافل والتراحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ودعت في الوقت نفسه جماهير الشعب الفلسطيني إلى شد الرحال لمدينة القدس والمسجد الأقصى الشريف دفاعا عن المدينة المقدسة العاصمة الأبدية لشعب دولة فلسطين، وعن هويتها العربية والإسلامية ودفاعا عن المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وبحثت اللجنة التنفيذية في اجتماعها التطورات والتحركات السياسية الجارية في ضوء العرض الذي قدمه السيد الرئيس، وأكدت ترحيبها بكل الجهود الدولية الهادفة إلى دفع جهود التسوية السياسية إلى الأمام على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
ودعت إلى دعم التوجه الفلسطيني في المحافل الدولية، خاصة في مجلس الأمن الدولي والاعتراف بدولة فلسطين على جميع الأرض الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 والقدس عاصمة لها، وتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي كأساس لاستئناف عملية سياسية جادة ومسؤولة برعاية دولية تقضي الى تسوية سياسية توفر الأمن والاستقرار لشعوب ودول المنطقة وفي المقدمة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وتصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وفق القرار الأممي 194.
ودعت إلى إنفاذ ميثاق جنيف الرابع الصادر في 1949 على أراضي دولة فلسطين التي تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
وناقشت اللجنة التنفيذية، الوضع الحكومي والعراقيل التي تضعها حركة حماس في طريقها، وتحول دون تمكنها من أداء دورها والنهوض بمسؤولياتها في توحيد عمل المؤسسات والإدارات الرسمية، ومواصلة عملها من اجل تخفيف المعاناة التي تعيشها الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة نتيجة سياسة الحصار والخنق الاقتصادي وسياسة العقوبات الجماعية التي تفرضها دولة الاحتلال على القطاع الصابر الصامد، وتمكينها كذلك من النهوض بمسؤولياتها نحو إعادة إعمار ما دمرته الحروب العدوانية التي شنتها إسرائيل على القطاع.
وحذرت اللجنة التنفيذية من محاولات حركة حماس إبرام أي اتفاق منفرد مع دولة الاحتلال بحجة التهدئة لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر الانزلاق نحو حلولاً تقضي إلى دولة ذات حدود مؤقتة لتحويل قطاع غزة إلى كيان منفصل ومواصلة الاستفراد بالضفة الغربية باعتبارها المجال الحيوي لمشاريع التهويد والضم والتوسع الاستيطانية الإسرائيلية.
وتوقفت اللجنة التنفيذية أمام التطورات تشهدها الأرض الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967، خاصة الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون، واعتداءاتهم المتواصلة على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية، وأمام إرهاب الدولة التي تقوم به دولة الاحتلال واستسهالها الضغط على الزناد، وما يترتب على ذلك من ضحايا شبه يومية في صفوف المواطنين الفلسطينيين.
وأكدت اللجنة التنفيذية إدانتها لهذه الأعمال الإرهابية، وأعمال القتل شبه اليومية، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل وممارسة الضغط على دولة الاحتلال ودفعها إلى وقف هذه الأعمال الإرهابية شبه اليومية التي يتعرض لها المواطنون الفلسطينيون تحت الاحتلال.
وثمنت اللجنة التنفيذية ما قامت به اللجنة الوطنية العليا لمتابعة المحكمة الجنائية الدولية، لتقديم كل ما طلبته المحكمة من دولة فلسطين من ملفات الاستيطان والعدوان على قطاع غزة والأسرى.
وناقشت اللجنة، سياسة التقليصات التي أعلنت عنها وكالة 'الاونروا' مؤخرا، والمتمثلة بتخفيض خدماتها التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين، والتي تمس عصب حياتهم في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات والإغاثة وبرنامج الطوارئ، وتمس بالوقت نفسه بدور الوكالة ومكانتها والغاية من إنشائها والتي بدأت تثير موجة من الغضب والتوتر وردود الفعل في صفوف فئات اجتماعية واسعة، ووجهت الدعوة إلى الدول المانحة والدول العربية وطالبتها بسرعة التحرك والبحث في توفير الحلول الفورية اللازمة المالية التي تشهدها وكالة الغوث وتمكينها من الوفاء بالتزاماتها.
وحيت اللجنة التنفيذية، الأسرى الفلسطينيين البواسل، ودانت استمرار حكومة إسرائيل في اعتقال أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وسياسة الاعتقالات الجماعية التي تمارسها سلطات وقوات الاحتلال، والممارسات التعسفية غير الإنسانية لسلطات السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، وحملت حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى المضربين عن الطعام في سجونها، وفي مقدمتهم الأسير 'خضر عدنان'، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التدخل لوقف هذه الممارسات التعسفية غير الإنسانية، وتأمين الإفراج الفوري عن أعضاء المجلس التشريعي واسري ما قبل اتفاقيات أوسلو 1993، والأسرى من الأطفال والمرضى وغلق ملف الاعتقال الإداري الذي تنفرد فيه دولة إسرائيل بين جميع دول العالم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها