مع تصاعد موجة الاحتجاجات ضد السياسة الاسرائيلية، في اوساط طلبة الجامعات البريطانية، احبطت مجموعة من طلبة جامعة بالقرب من لندن، الاسبوع الماضي، محاضرة لنائب السفير الاسرائيلي في بريطانيا الون شنير، بالإضافة الى إلغاء محاضرة كان يعتزم السفير الاسرائيلي في بريطانيا دانيال تاوب عقدها في إحدى الجامعات شمال ايرلندا.

وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت التي اوردت الخبر، أن محاضرة نائب السفير كانت مقررة بناء على دعوة تلقاها لإلقاء محاضرة في جامعة إسيكس القريبة من لندن، الا انه وقبل ان يتمكن من البدء في محاضرته اندفعت مجموعة من طلبة الجامعة المناصرين للفلسطينيين الى القاعة ومنعوه من البدء بالحديث.

وعند محاولته مرة اخرى الحديث بدأ حوالي 30 طالبا بترديد هتافات معادية لإسرائيل والتي وصفوها بدولة الفصل العنصري المجرمة، متجاهلين دعوات مجلس العمداء لهم بالسماح له بإلقاء محاضرته، وكان من بين المطالبين له بالسماح بالحديث طلاب مناصرون للفلسطينيين، الذين قالوا 'إنه يجب السماح له بالحديث حتى ولو كانت اقواله غير مقبولة لدينا'.

وفي محاولة من قبل إدارة الجامعة لإفساح المجال امام شنير لإلقاء محاضرته تم نقله مع مجموعة من الطلبة الى قاعة جانبية، الا ان الطلبة اندفعوا نحو هذه القاعة ايضاً وبدؤوا بالطرق على الابواب وإحداث فوضى في المكان، وهددوا باقتحام القاعة إذا لم يتم إلغاء المحاضرة، ما اضطر إدارة الجامعة، تخوفاً من فقدان السيطرة على الموقف، بإلغائها وانسحب نائب السفير وغادر الحرم الجامعي.

وفي التزامن مع هذه الحادثة كان السفير الاسرائيلي في بريطانيا دانيال تاوب في زيارة الى شمال ايرلندا، حيث كان يعتزم إلقاء محاضرة امام طلاب جامعة كوينز، الا انه وبسبب التهديد بالتشويش على المحاضرة من قبل الطلاب غيّرت إدارة الجامعة في اللحظة الاخيرة طبيعة المحاضرة، حيث اكتفى السفير بإلقاء كلمة قصيرة امام حوالي 10 من محاضري الجامعة.

واشارت الصحيفة إلى أن هذين الحدثين ينضما الى سلسلة من النشاطات المعادية لإسرائيل التي وقعت مؤخراً في حرم بعض الجامعات البريطانية.

وأوردت الصحيفة أن 'من ضمن هذه الحوادث مغادرة عضو البرلمان البريطاني جورج غالاوي نقاش حول المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية في جامعة اوكسفورد بسبب وجود طالب اسرائيلي مشارك في هذا النقاش وقال 'أنا لا اعترف بإسرائيل ولست على استعداد للمشاركة في مقابلة مع اي اسرائيلي'، وترك القاعة بشكل تظاهري.

وعلّقت مصادر في الجالية اليهودية في بريطانيا على هذين الحادثين بقولها إن 'المشكلة ليست في التحريض الدعائي، ومحاولات إسكات الدبلوماسيين الاسرائيليين، بل بخنوع إدارات الجامعات، وان في ذلك شهادة على منع حرية التعبير في الجامعات البريطانية'.

وقال السفير الاسرائيلي 'إذا كانت الجامعة عاجزة عن الوقوف امام قلة من الطلبة فإن في ذلك مشكلة كبيرة'، مؤكداً على انه لا يمكن ان تمنع حادثة واحدة نشاط الدبلوماسيين الاسرائيليي في حرم الجامعات البريطانية.