استقبل الرئيس محمود عباس، مساء امس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزير الخارجية الإسباني الأسبق ميغيل انخيل موراتينوس. واستقبل الرئيس ايضا المبعوث الصيني الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جونغ شياوشنغ، وأكد أهمية دعم الصين للخطوة السياسية الفلسطينية المقبلة الهادفة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 وفق سقف زمني محدد.
وشدد الرئيس على أن القيادة الفلسطينية تبذل جهودا كبيرة لإعادة إعمار قطاع غزة والتخفيف من معاناة الآلاف من أبناء شعبنا التي هدمت بيوتهم جراء العدوان، وذلك بالتنسيق مع الأمم المتحدة وبدعم من المجتمع الدولي. وثمن مواقف الصين الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، والدعم الكبير الذي تقدمه في المجالات كافة، مؤكدا حرص القيادة على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين. وأطلع الضيف، على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ومعاناة أبناء شعبنا في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الخطير.
بدوره، أكد المبعوث الصيني، وقوف بلاده إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وتحقيق آماله في الحرية والاستقلال. وشدد على دعم بلاده للشعب الفلسطيني في جميع المحافل الدولية واستمرار التنسيق والتشاور المكثف على مستوى العلاقات الثنائية أو الإقليمية لما فيه مصلحة البلدين. ونقل شياوشنغ، تحيات الرئيس الصيني، وأشار إلى أنه يتابع الأوضاع في المنطقة خاصة في فلسطين، وأن الصين ستستمر في تقديم مساعداتها الاقتصادية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
وقال الرئيس عباس امس، إننا "ما زلنا وسنظل حركة تحرر وطني حتى نقيم دولتنا، نمارس نضالنا بكل الطرق المشروعة والتي تكفلها لنا جميع القوانين والأعراف الدولية، نكسب من خلالها الأصدقاء ونعزل قوى الاحتلال والبغي والغطرسة". وأكد الرئيس خلال كلمة هاتفية ألقاها أمام مهرجان تأييد له ولمناسبة الذكرى 32 لمذبحة صبرا وشاتيلا، نظم في مدينة جنين، امس، "أن الشعب الفلسطيني وقيادته واجهوا تحديات جسيمة ولكننا صممنا على مواجهتها بكل كبرياء وعنفوان وشهامة رجال ولن تزيدنا هذه التحديات الا صلابة وصمودا وإصرارا على المضي في طريقنا التي لن نحيد عنه.. وعاهدنا شهداءنا وجرحانا ومعتقلينا على المضي فيه قدما، ولن تلين لنا قناة، ولن تنكسر لنا إرادة".
وقال مخاطبا جمهور المهرجان: "يا أهلنا في جنين الصمود، يا أهلنا في مخيم جنين الصمود نساء وشيوخا وشبابا وأطفالا، التحية لكم وأنتم تحتفلون في كل المدن والقرى والمخيمات في جنين، تدعمون وتقفون إلى جانب القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى مجلس الأمن لعرض قضيتنا هناك على المجتمع الدولي، كشعب يريد استقلاله وحريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف الرئيس: "إنكم بوقفتكم وحشدكم هنا تؤكدون أن الشعب الفلسطيني خلف قيادته ملتف حول هذا الهدف النبيل الذي يعترف العالم به ويؤيده ويسانده لأنه حق ثابت وعادل. إن شعبنا العظيم يستحق أن يكون له مكان تحت الشمس ولقد أثبت جدارته لنيل هذا الحق وأن يكون له حق في دولته وحصوله على الأمن الإقليمي والدولي.. كل يوم يزداد التأكيد لنا في مطالبنا الحقة والمشروعة ولن نحيد عن هذه المطالب مهما كانت التضحيات وعزت التكاليف".
وتابع: "يا أحبتي في جنين القسام، لقد سطّر شعبكم في غزة آيات الصمود والعطاء، وهي تحديات تفرض علينا أن نكون موحدين جميعا لكي نرفع المعاناة عن شعبنا في غزة وفي كل الوطن، وبقائنا في هذه الأرض الطيبة التي باركها الله في المسجد الأقصى وفي كنيسة القيامة وبارك الله في ما حولهما من البشر والشجر والحجر".
وقال الرئيس: "إنها تحديات جسيمة ولكننا صممنا على مواجهتها بكل كبرياء وعنفوان وشهامة رجال ولن تزيدنا هذه التحديات الا صلابة وصمودا وإصرارا على المضي في طريقنا التي لن نحيد عنه.. وعاهدنا شهداءنا وجرحانا ومعتقلينا على المضي فيه قدما، ولن تلين لنا قناة، ولن تنكسر لنا إرادة، ما زلنا وسنظل حركة تحرر وطني حتى نقيم دولتنا، نمارس نضالنا بكل الطرق المشروعة والتي تكفلها لنا جميع القوانين والأعراف الدولية، نكسب من خلالها الأصدقاء ونعزل قوى الاحتلال والبغي والغطرسة، ونؤكد من خلالكم ولكم ان أجيالنا على مر تاريخنا الكفاحي تسير على نفس الدرب والنهج".
وأضاف الرئيس عباس: "يا أحبتي في جنين الباسلة، لقد حاول الاحتلال مرات ومرات أن يجرنا الى المربع الذي يريد، مربع العنف والعنف المضاد، لكننا كنا واعين لسياسته وأفشلناها بالحكمة والمسؤولية، أفشلناها لأننا كنا نعرف أنه يريد تدمير منجزاتنا وما بنيناه على طريق إقامة الدولة، وخضنا معركة المقاومة الشعبية التي أكدت على أن الشعب كله يرفض احتلاله مهما استخدم من أدوات البطش والقتل والتدمير". وتابع "يا أحبتي في جنين الصمود والبسالة، علينا ان نتمسك بوحدتنا والالتفاف حول قرارنا الوطني الشجاع والمستقل، علينا ان نكون على قلب رجل واحد لنسقط كل رهانات الاحتلال على فرقتنا وتفرقنا، والثوابت الوطنية هي منارنا نجمع عليها ونعض عليها بالنواجذ، وحدتنا للخلاص طريقنا للوصول الى هدفنا الغالي والنفيس".
وقال الرئيس: "إننا نتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا، ونتمسك بأهدافنا الوطنية في اقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. نتمسك بوحدتنا والقواسم المشتركة، نتمسك بالعهد الذي أقسمنا لدماء شهدائنا بأن نظل على العهد أوفياء لهم، نتمسك بالعهد لكل جرحانا البواسل.. نتمسك بالعهد لكل معتقلينا الذين لا بد أن ينالوا حريتهم".
وأضاف: "يا أحبتي في جنين وفي مخيم جنين وفي كل مكان يتواجد به شعب فلسطين، نذهب الى الأمم المتحدة وكلنا أمل بوقوف عالم الحق والعدل إلى جانبنا، نذهب إلى الأمم المتحدة بسبب تمسكنا بوسائل كفاحنا لتحقيق أهدافنا، صحيح أن هناك من سيقف أمامنا ويتعنت في طريق تحقيقنا لأهدافنا، وفي هذه الحالة سنذهب إلى كل المنظمات الدولية لطلب الحماية لشعبنا، وسنعاقب الجريمة والمجرمين".
واختتم الرئيس بالقول: "لا بد أن تظل معنوياتكم عالية، واثقين بالنصر، واثقين بتحقيق الهدف، هدف الاستقلال والحرية، لا بد أن نكون واثقين بأنفسنا وبأن تضحياتنا لا يمكن أن تذهب سدى. تحية لكم وتحية لأرواح شهدائنا البواسل، والتحية لجرحانا البواسل والتحية لمعتقلينا أسرى الحرية والكرامة، والى أن نلتقي لكم مني كل الحب والامتنان".
الرئيس: لن تلين لنا قناة، ولن تنكسر لنا إرادة

16-09-2014
مشاهدة: 1066
إعلام حركة فتح - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها