نجح مجموعة من الأطباء مؤخراً بابتكار طريقة لمراقبة مرض الزرق ( المياه الزرقاء في العين أو الماء الأزرق ” الجلوكوما”) Glaucoma بالاعتماد على جهاز صغير يتم زرعه داخل العين حيث يمكن رصد القراءات من هذا الجهاز عن طريق الهاتف الذكي.
هذه التقنية يمكن أن تساعد بعض الأشخاص للوقاية من العمى .
يوصف الزرق بمجموعة من أمراض العين التي يحدث من خلالها ضرر تدريجي للعصب البصري ، هذا العصب يربط شبكة العين بالدماغ و الحاق الضرر به يعني فقدان الشخص لرؤية كل ما يحيط به .
ما هو السبب الذي يجعل من مرض الزرق ” الجلوكوما ” مرضاً خطيراً ؟
هذا المرض هو نوع من فقدان الرؤية الغير متناظر و بالتالي فان هناك الكثير من الناس في أغلب الأحيان لا يعلمون أنهم يعانون من فقدان الرؤية المحيطية سيما أن الدماغ يقوم بعمل لا يمكن تصديقه و ذلك بملىء فراغ الرؤية الحاصل نتيجة المرض كما أن عين واحدة يمكنها أن تعوض الضرر الناجم عن العين الأخرى .
للأسف الشديد مع تفاقم حالة المرض فان آلية التبصر التعويضية التي يقدمها الدماغ سوف تؤدي الى فقدان البصر بشكل ملحوظ ، ضعف البصر و في بعض الحالات تؤدي الى العمى عندها نحن أمام حالة مرضية لا رجعة فيها .
هذا المرض المرتبط بالشريحة العمرية يؤثر على أكثر من 65 مليون شخص في جميع انحاء العالم ، حوالي نصف مليون شخص في المملكة المتحدة هم دون تشخيص و بشكل تقريبي واحد من كل عشرة أشخاص تسجيلات الاصابة بالعمى في المملكة المتحده سببه مرض الزرق .
يكمن ضرر هذا المرض عند ارتفاع ضغط العين فان السوائل الموجودة داخل العين سوف تجعل من مقلة العين تتضخم و عندها يجب تبديل سائل العين بشكل مستمر بالاعتماد على نظام متطور يشبه الى حد ما السباكة و في أسوء الحالات فان ضغط العين يمكن أن يرتفع بشكل غير طبيعي مما يؤدي الى الحاق الضرر بالعصب البصري .
ان افضل طريقة لقياس ضغط باطن العين IOP هي معيار جولدمان Goldmann بالتسطيح أو بمعنى آخر قياس توتر العين بالتسطيح و تتم عن طريق قياس القوة المطلوبة لشد منطقة محددة مسبقا من القرنية ( الجزء الأمامي الشفاف من العين) مع جهاز سطح صلب ، على الرغم من أن هذه الطريقة قد استخدمت لأكثر من 60 عاماً الا ان نتائجها متغايرة حتى بأيدي الخبراء و بالتالي فان هذه القياسات لا تفي بالغرض للتحكم بهذا المرض .
عمل جديد و مثير قام به اسماعيل أراكي Ismail Araci مع زملائه من جامعة ستانفورد Stanford و نشر مؤخرأ في Nature Medicine يُوصف بوجود حساس يمكنه قياس IOP بشكل أكثر دقة و ما يجعل هذا العمل مثيراً هو أن طول الحساس ليس الا بضعة ميليمترات و يمكن زرعه داخل العين هذا بدوره يوفر للطبيب مراقبة مستمرة للعين .
هذا الحساس الصغير جداً الذي يبلغ عرضه بضعة ميليمترات مضمن في عدسة صناعية و هي التي توضع بدلاً من العدسة الطبيعية للأشخاص الذين يعانون من اعتام عدسة العين ، يعمل هذا الحساس بشكل شبيه جداً لمقياس بارومتر صغير .
ارتفاع الضغط يؤدي الى حركة السائل داخل الحساس و بالتالي حركة السائل هذه يمكن تتبعها عن طريق كاميرا لهاتف ذكي التي تحتوي على موائم بصري خاص.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها