تستحوذ جرائم الإنترنت على الحصة الأكبر في أعداد حالات الاحتيال اليوم، إذ إن هناك سبعة من أصل عشرة جرائم احتيال حاليًا تتم عن طريق الإنترنت، وفقا لـ “مكتب تحقيقات الاحتيال الوطني” National Fraud Intelligence Bureau– NFIB البريطاني.

ومع ذلك، فإن الطبيعة المعقدة وغير المألوفة لمثل هذه الجرائم تدل على أنه ليس من السهل مكافحتها أو اكتشافها أو حتى فهمها. ومن أجل المساعدة في التصدي لظاهرة ارتفاع حالات جرائم الإنترنت، جنّدت شرطة مدينة لندن عددًا من الخبراء المختصين في أمن الإنترنت من “كاسبرسكي لاب” لتدريب ضباط الشرطة من مختلف المستويات على هذه التهديدات المتقاقمة.

ومن شأن هذا البرنامج التدريبي، الذي يعد الأول من نوعه المدعوم بقوانين المملكة المتحدة النافذة، أن يزود منتسبيه بالمهارات والمعرفة اللازمة للتعرف على هذه الجرائم وحلها، ابتداءً من مستوى الأفراد من الضحايا الذين يواجهون جريمة احتيال خلال تسوقهم على الإنترنت إلى الشركات التي تخسر الآف الجنيهات نتيجة لتلك الهجمات.

والجدير بالذكر أن البرنامج سيتطور أكثر ليشمل مزيدًا من الخدمات والشركات الضخمة في جميع أنحاء المملكة المتحدة بهدف تثقيف الأطراف المعنيين في القطاع داخل المملكة المتحدة بطرق الحماية من الهجمات الالكترونية.

وسيوفر هذا البرنامج التدريبي، المدعوم بالمعرفة النظرية ويستمر لمدة أسبوع، خبرة عملية حقيقية من خلال التدريب على المهارات الأساسية مثل رصد حركة المرور في الشبكة، وتحليل الصور في سواقة القرص الصلب وفك رموز تشفير البرامج الخبيثة باستخدام وسائل تدريبية متخصصة وطرق منهجية مطورة من قبل “كاسبرسكي لاب”.

وسيتناول البرنامج التدريبي أيضا حاجة الشركات إلى تحسين مهارات الإبلاغ عن حالات الاحتيال بما يتيح تكوين رؤية واضحة حول تلك الحالات لدى كل من مراكز الشرطة والأجهزة الأمنية.

يذكر أن البرنامج التدريبي الأول من هذه السلسلة كان قد شهد حضور ممثلين عن NFIBواختتمت فعالياته بنجاح في شهر شباط/فبراير من العام الجاري.

وخلال البرنامج تم تسليط الضوء على التهديدات التي تستهدف المؤسسات المالية والهيئات الحكومية والتي تأتي على قائمة أولويات المحتالين عبر الإنترنت في المملكة المتحدة، وقد حظي الحضور أيضًا بفرصة تعلم المهارات التي من شأنها تقديم العون لهم عند مكافحة التهديدات الإلكترونية التي يتعرض لها عامة الناس.

وقال ديفيد كلارك، نائب رئيس مساعد في مديرية مكافحة الجرائم الاقتصادية في شرطة مدينة لندن في هذا الصدد، “بالنظر إلى التعقيدات المتزايدة التي تشهدها جرائم الإنترنت بشكل مستمر، أصبح من الأهمية رفع مستوى وعي مقدمي الخدمات بمثل هذه التهديدات بالوتيرة ذاتها.”

وأضاف كلارك قائلًا، “مع وجود أكثر من 21000 جريمة سوء استخدام للحاسوب في المملكة المتحدة خلال الربع الأول من عام 2014، بات من الواضح أن الناس والشركات عمومًا يتعرضون لخطر مرتقب ويحتاجون إلى حماية. والأمر يتطلب من الشرطة البريطانية أن تكون على أهبة الاستعداد للتعرف على هذه الجرائم وبأن تتسلح بالمعرفة اللازمة التي تمكّنها من تتبّع تلك الجرائم قبل وقوعها. ومن شأن هذه الشراكة مع “كاسبرسكي لاب” أن تعزز دورنا كقوة شرطية وطنية رادعة للجرائم الاقتصادية وتحسّن قدرتنا في مجال مكافحة الاحتيال وجرائم الإنترنت على مستوى المملكة.”