فاجأ وزير الأشغال العامة تولاس نكسيزي، آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مبنى المكتب التجاري الإسرائيلي، أمس، في مدينة الساندتون المحاذية لجوهانسبرغ، بالانضمام إليهم للمطالبة بقطع علاقات بلاده الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل، وطرد السفير الإسرائيلي من جنوب إفريقيا.
وقال نكسيزي الذي ظهر مرتديا ملابس غير رسمية، ومتوشحا بالكوفية الفلسطينية، "آن الأوان لجنوب إفريقيا أن تضع حدا لعلاقتها مع نظام "الآبارتيد" الإسرائيلي وتطرد السفير الإسرائيلي من بريتوريا الذي يجب أن يدرك أنه غير مرحب به في ظل سيل دماء رفاقنا في فلسطين".
وأشاد نكسيزي بالعلاقات النضالية والتحررية التي جمعت فلسطين مع جنوب إفريقيا، مؤكدا وحدة التاريخ والحاضر والمستقبل بين البلدين، موجها تحياته للشعب الفلسطيني لا سيما وهو يواجه آلة العدوان والقتل الإسرائيلي ببسالة واقتدار.
وكانت الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني قد نظمت بعد ظهر أمس، بمشاركة من حملة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها "BDS"، والائتلاف من أجل فلسطين حرة، الذي يعد أكبر مظلة تضامنية مع القضية الفلسطينية في قارة إفريقيا، وبحضور سفارة دولة فلسطين، وقفة أمام المركز التجاري الإسرائيلي في جنوب إفريقيا.
وطالب المتحدثون من التكتلات الحزبية والدينية والمجتمعية، بضرورة طرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات مع إسرائيل بشكل نهائي، ومنع دخول أي مستوطن للتراب الوطني الجنوب إفريقي، وإرسال المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني، ومحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي، أمام المحاكم المتخصصة حال زيارتهم جنوب إفريقيا.
وعلى صعيد متصل، أصدرت حكومة جنوب إفريقيا اليوم بيانا جديدا شديد اللهجة، تنديدا بالعملية البرية التي يقودها جيش الحرب الإسرائيلي في قطاع غزة، ودعت المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل لوقف المجازر الإسرائيلية فورا.
وحذر البيان إسرائيل من مغبة استخدام عدوانها للقضاء على حكومة التوافق الوطني الفلسطيني، مطالبا قادة الاحتلال بسحب قواتهم إلى خارج حدود قطاع غزة، ووقف الضربات الجوية ورفع الحصار عن قطاع غزة.