نظَّمت حركة "فتح" والمكتب الطلابي الحركي- شعبة عين الحلوة نشاطًا طلابيًا مميزًا بمناسبة ذكرى نكبة فلسطين السادسة والستين، وتضامنًا مع أسرانا البواسل، وذلك في قاعة الشهيد اللواء زياد الأطرش.

وتقدَّم الحضور عضو قيادة إقليم حركة "فتح" في لبنان الدكتور محمد داوود، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وعضو قيادة منطقة صيدا الحاج عبد معروف، وأمين سر شعبة عين الحلوة ناصر ميعاري، وأعضاء قيادة شعبة عين الحلوة، وأعضاء قيادة شعبة عين الحلوة، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلو الاتحادات والمنظمات الشعبية والمكاتب الحركية للمعلمين الأستاذ نعيم عثمان، والمحامي الأستاذ صبحي ظاهر، وممثّل إتحاد الشباب الديمقراطي أشد في منطقة صيدا عاصف موسى، وممثّلون جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، وحشد كبير من طلاب حركة فتح –شعبة عين الحلوة والأخوات وفرقة الكشافة والتنظيم.

استهلّت فعاليات هذا اليوم بالنشيدَين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وبتقديم من عريف الحفل أمين سر المكتب الطلابي الحركي في مخيم عين الحلوة نزيه شما، حيثُ قال: "النكبة، المصيبة، أو الكارثة كلمات تعدّدت، روايات اختلفت تحكي قصصًا عن قرى ومدن اجتاحتها العصابات الصهيونية، النتيجة واحدة اقتلاع وتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه عام 1948، وتهجيره في أصقاع عديدة من دول العالم، فكانت تلك النكبة الأبشع في تاريخ البشرية، هو يوم حُفِر في ذاكرة أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ورجالنا، حتى يومنا هذا.

من ألم النكبة ومن مخيمات اللجوء والحرمان من الأزقة الضيقة ومن بيوت تكاد تقع على قانطيها لا زلنا ننشد لحن العودة، ألم وأمل حنين وشوق للأهل والأحبة والأرض، عكا، حيفا، يافا، الضفة غزة، العودة إلى فلسطين كل فلسطين على هذه الأمنيات يمضي شعبنا موحدًا خلف قيادته الشرعية والمتمثلة بالأخ الرئيس أبو مازن والذي ما زال يكافح ومن خلفه شعبه هذا الاحتلال الغاشم وغطرسته".

ثم كانت كلمة العميد ماهر شبايطة، فعرض لرمزية ذكرى النكبة التي تمثّل ذكرى "اقتلاع شعبنا من فلسطين"، وأضاف "باعتبار أن النكبة ليست احتلالاً عادياً، انفجرت الثورة الفلسطينية المعاصرة، كانت خلية بقيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومعه أخوة أفنوا حياتهم لمسح أثار النكبة وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وعملوا وانبتوا من شقاق الصخر حلمًا اسمه دولة فلسطين المستقلة، فتحوّل اللاجئون الى فدائيين يرتعب منهم العدو والصديق، وسالت الدماء الفلسطينية ليس حباً بالموت إنما طلباً للشهادة. فمجازر الحركة الصهيونية من دير ياسين وقبية وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا كان الرد عليها في ميونخ وسافوي وفي الأرض المحتلة، وكان الشعار ولا زال، الموت للعدو أينما وجد. إنها الثورة حتى النصر، وهي العاصفة التي هدرت، وتهدر حتى تلغي نكبة شعب يحب الحياة"، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني قدّم منذ النكبة وحتى الآن أكثر من نصف مليون شهيد.

وأردف شبايطة "حين اخترنا مبدأ السياسية تجني ما يزرعه العسكريون، كان سلام الشجعان وليس سلام التفريط بذرة تراب من القدس الشريف، ولذلك استشهد قائدنا ومعلمنا أبو عمار بعد أن قال جملته الشهيرة: ليس فينا وليس بيننا وليس منا من يفرط بذرة تراب من القدس. أيها الأخوة.. ستة وستون عاماً واسمنا لاجئون في المخيمات، ان كان في دول الطوق، حتى انه لا يوجد مكان في الكرة الأرضية إلا ووطئه الفلسطيني، والآن لا تغيب الشمس عن الشعب الفلسطيني أبدًا. وبانتظار سطوع شمس الحرية، تحوّل الشتات مع الوقت إلى إرادة بالعودة. وكما قال الرئيس محمود عباس لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، "لقد آن لأطول احتلال في العالم أن ينتهي وآن لقادة "إسرائيل" أن يفهموا أنه لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين". وعليه لا بد ان نؤكد حقنا بالعودة وفقا لقرار الأمم المتحدة 194 القاضي بعودة اللاجئين الى ديارهم والتعويض عليهم. ولا بد ان نصر على ان وطننا هو فلسطين من بحره الى نهره، فمهما طال الزمان او قصر، العودة حق ولا بد من تنفيذها. فالأجيال تسلم الأجيال كما موج البحر لا ينتهي".

ونوّه شبايطة إلى أن المفاوضات ليست الوسيلة الوحيدة لتحرير الأرض، ولفت إلى أن المصالحة كانت خطوة على الطريق الصحيح، مشيرًا إلى أن المصالحة الوطنية تجري على قدم وساق لتنفيذ بنودها وإنتاج حكومة ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، وأملاً أن تنعكس مفاعيلها ايجاباً على وضعنا في المخيمات".

وحول الأحداث الأمنية في المخيمات قال شبايطة: "نحن نشجب وندين ونأسف لهذا الدم الفلسطيني الذي يذهب هدرا في أزقة المخيمات. فجيل العودة لا يريد الاقتتال الداخلي وصراع الزواريب، يريد امنا وأمانًا وعلمًا وتنمية.. فبالله عليكم، هل تنفيذ مشاريع خارجية في مخيمنا من مشاريع الهجرة والعبث في امننا يفيد عودتنا الى ديارنا ام يزيدنا انقساماً وشرخاً وانحلالاً؟! ولماذا يموت أبناء المخيم بالرصاص والقهر والخوف؟! ومن هنا نحي كل من تظاهر سلمياً لرأب الصدع ووقف الاشتباكات الأخيرة"، ودعا لرص الصفوف وتجنيب المخيمات عن الصراعات الخارجية والتمسك بحقوقنا وأمننا عبر اللجنة الأمنية المشتركة، خاتمًا بتوجيه التحية لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير فلسطين، وللأسرى الذين يخوضون حرب الأمعاء الخاوية في وجه السجان.

وألقت الطالبة المبدعة عليا الخطيب قصيدة شعرية حاكت فيها ألم النكبة والتهجير والتشريد واللجوء ومقاومة الشعب الفلسطيني للمحتل.

ومن ثم عُرِض فليم وثائقي مميز يجسد صورا للنكبة الفلسطينية لاقى استحسان الحضور.

وقد وجّه الطالب إبراهيم عبد الهادي رسالة تضامن مع الأسرى باسم طلاب حركة "فتح" في عين الحلوة قائلا: "أمعاء خاوية.. حرية مسلوبة، ومعاناة طويلة، وصمود أسطوري في مواجهة جبروت السجان، ما يزيد عن 4500 أسير بطل، حنين للأهل والأرض والأحبة.. على هذه الأمنيات يمضي أسرانا".

وأضاف "207 أسير شهيد، و100 أسير يعانون أمراضًا وأوضاعًا صحية مريرة، لكن إرادة الصمود والحياة والتحدي أقوى من عتمة السجن والسجان. يا من تسطرون بتضحياتكم وبحريتكم أروع معالم البطولة والفداء والنضال، معكم نمضي وبكم نكبر ونفخر، ونقول لكم لستم وحدكم، ولن نتخلى عنكم ونقول كما قال رئيسنا الأخ أبو مازن" لن يهدأ لنا بال حتى ينعم أسرانا البواسل بالحرية"، وأشار إلى أن قضية الأسرى في صلب وأولويات العمل الفلسطيني، داعيًا لتفعيل كافة النشاطات التضامنية معهم.

 وختم بتوجيه التحية للأسرى وفي مقدَّمهم مروان البرغوثي، وفؤاد الشوبكي، وأحمد سعدات، وللشهداء.