غزة – نشرت اسرائيل يوم امس الأربعاء 45وثيقة تتعلق بعملية ميونخ عام 1972 أثناء الألعاب الاولمبية التي احتضنتهاألمانيا، والتي استهدفت الوفد الرياضي الإسرائيلي من قبل منظمة أيلول الأسود وأدتإلى مقتل 11 رياضيا إسرائيليا.

المواقع العبرية نشرت على الفور بعض هذه الوثائق، والتي واكبتالعملية منذ بدئها حتى تشكيل لجنة التحقيق في العملية، ومن ضمن الوثائق اجتماعلجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلية بعد مرور 12 ساعة على العملية، حيثأبلغت اسرائيل منذ ساعات الصباح بعملية اقتحام مجموعة من منظمة أيلول الأسود مقرالبعثة الإسرائيلية في القرية الرياضية، ومقتل 2 من الوفد الرياضي الإسرائيليوالسيطرة على 9 آخرين والمطالبة بالإفراج عن ما يقارب من 200 أسير فلسطيني فيالسجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

وكان الموقف المباشر الذي أعلنته اسرائيل في حينه على لسانوزير الخارجية الإسرائيلي أبا ايبان 'أن اسرائيل لن تخضع للارهابين ولن تجري معهمأي مفاوضات، وتقع المسؤولية المباشرة على سلامة الرياضيين الإسرائيليين علىالحكومة الألمانية'.

وبعد مرور 12 ساعة عقدت لجنة الخارجية والأمن اجتماعها لتحديدموقف اسرائيل، وقد عرض وزير الخارجية موقف الحكومة الألمانية والذي كان ينتظرموقفا رسميا من الحكومة الإسرائيلية في كيفية التعامل مع عملية الخطف، من خلالسؤال مباشر للسفير الإسرائيلي في ألمانيا، وبعد هذا العرض من وزير الخارجية طرحموقفه الشخصي أمام اللجنة، مؤكدا على عدم الرضوخ 'للمخربين' وضرورة اقتحام الموقعحتى لو كان الثمن سقوط ضحايا في صفوف الرهائن الإسرائيليين.

شاركه في هذا الموقف عضو اللجنة مناحيم بيغن، والذي أكد علىضرورة عدم التردد في القضاء على الخاطفين ومهاجمة الموقع حتى لو كان الثمن مقتلالرهائن الإسرائيليين، وطلب ضرورة أن تستخدم القوة التي تنوي تنفيذ عملية الاقتحامكل ما يلزم من مواد وأدوات تمنع الخاطفين من رد فعل سريع.

عضو آخر في اللجنة طرح خطف سفراء لدول عربية من قبل اسرائيلوإجراء مفاوضات لمبادلتهم مع الرهائن الإسرائيليين، مع تأكيده على عدم علمه بتأثيرذلك على الخاطفين الفلسطينيين، هنا تدخلت رئيسة الوزراء جولدا مائير وردت عليه'يوجد أيضا لاسرائيل سفراء ودبلوماسيون في أنحاء العالم، وهذا سيفتح المجال لخطفسفرائنا والدبلوماسيين الاسرائيليين'.

وقد انتهى هذا الاجتماع الهام بضرورة عدم التردد في مهاجمةالخاطفين وعدم الخضوع لمطالبهم، وقد قررت اللجنة ارسال رئيس جهاز 'الموساد'الإسرائيلي تسيبي زامير الى المانيا كي يشرف على العملية ويقوم بالتنسيق معالسلطات الالمانية.

رئيس الموساد يحمل السلطات الالمانية مسؤولية فشل تحرير رهائنميونخ

ووصل رئيس جهاز 'الموساد' الاسرائيلي تسيبي زامير يوم 6 ايلولعام 1972 مساء قادما من المانيا بعد يوم واحد على انتهاء عملية ميونخ، ومباشرةتوجه والتقى رئيسة الوزراء جولدا مائير وعرض أمامها ما جرى في العملية.

ما دار في الاجتماع كان من ضمن الوثائق التي نشرت الاربعاء عنالعملية، وقد حمّل رئيس جهاز 'الموساد' المسؤولية عن الفشل الذي جرى في عمليةتحرير الرهائن للسلطات الالمانية، واتهمها أنها آخر ما كانت تفكر فيه هو سلامةالرهائن وحتى عناصر الشرطة الالمانية، وكانت تفكر بشئ واحد انهاء هذه الازمةوالاستمرار في الالعاب الاولمبية.

وجاء في الوثيقة 'في البداية ولدى وصولنا المانيا وجدنا كافةالامور مرتبة وجرى تعاون مع الشرطة ووزارة الداخلية الالمانية، وطرحت عليهمالتعامل بهدوء مع الخاطفين وأعطائهم الامل لتحقيق مطالبهم لكسب مزيد من الوقت، ومنضمن ذلك موافقة اسرائيل على الافراج عن 200 اسير، ولكن ذلك يتطلب وضع قوائموعمليات فحص لمن سيتم الافراج عنهم'.

ويصل الى النقطة الحساسة اثناء نقل الرهائن الى المطار العسكريالالماني في ميونخ، والذي كان مسرحا لنهاية العملية والتي قتل فيها 9 رهائن وشرطيالماني واصابة آخرين، كذلك اعتقال اثنين من الخاطفين ومقتل باقي الخاطفين، هنا قالرئيس 'الموساد' لم يكن هناك خطة محددة لدى الشرطة ووزارة الداخلية.

وذلك يظهر عدم وجود أي اهتمام بحياة الرهائن ولا حتى الشرطةالالمانية، مؤكدا أن الشرطي الالماني الذي قتل بقي ملقى على الارض بعد اصابته دونأن يصله أي طاقم انقاذ رغم وجود جيبات عسكرية قادرة الوصول إليه، وقد توفي نتيجةلنزف الدم الذي استمر لفترة طويلة.

واتهم عناصر الشرطة الالمانية بأنهم اطلقوا النار من المسدساتوليس من بنادق، وأن القناصة وصلوا الى المطار بعد مرور 40 دقيقة على بدء عملياتاطلاق النار، وهذا ما سمح 'للخاطفين التحرك وقتل الرهائن الاسرائيليين.

وقد حاول رئيس 'الموساد' الاسرائيلي في اللحظات الاخيرة منخلال مقابلة نظيره الالماني الذي بقيت شخصيته سرية في الوثيقة، أن يتحدثالاسرائيليون الى الخاطفين بشكل مباشر في المطار وباللغة العربية، ولكن الجانبالالماني رفض ذلك واكتفى فقط بنقل الرسالة الاخيرة للخاطفين من قبل الجانبالاسرائيلي والتي تضمنت 'صعودهم الى الطائرة المدنية التي حطت في المطار والتوجهالى مصر، دون أن يتعرض لهم احد مقابل ترك الرهائن الاسرائيليين'.

وثيقة أخرى نُشرت اليوم تتعلق بالتحقيق في العملية من قبلاسرائيل، والتي جاءت بشكل أساسي ردا على السؤال المركزي الذي طرحته جولدا مائيرعلى رئيس 'الموساد'، يبدو أنه لم يكن هناك حراسه على الوفد الاسرائيلي، وكيف دخلتالمجموعة الفلسطينية الى مقر البعثة الاسرائيلية؟ وأين كنتم في ذلك الوقت؟.

هنا رد رئيس 'الموساد': 'لم يكن لدينا عناصر أمنية وحراسة داخلالقرية الاولمبية، خاصة أن ممثلنا الامني في السفارة الاسرائيلية في المانيا قدالتقى قبل وصول وفدنا مع نظرائه الالمان، وناقش معهم موضوع الحراسة والامن للوفدالاسرائيلي، فكان الرد الالماني أنه لا يوجد داع للقلق لان الحديث يدور عن العابرياضية تجتمع فيها كل دول العالم، ولا يمكن لاحد أن يفكر بتنفيذ عمليات أثناءالالعاب الاولمبية، وقد أكتفى الجانب الاسرائيلي بذلك واسندت المهمة فقط لممثلالموساد في السفارة'.