فتح ميديا/ لبنان، أحيت مؤسسةالحريري للتنمية المستدامة بالشراكة مع اللجنة اللبنانية الفلسطينية للحواروالتنمية، الذكرى ال "64" للنكبة بإقامة ندوة جماهيرية حاشدة بعنوان منالنكبة إلى الدولة، في قاعة ثانوية الشهيد رفيق الحريري في مدينة صيدا الأربعاء 16/5/2012،

 تحدث فيها كلاَّ من العلامة هاني فحص، وعضواللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، ومسؤول العلاقات الدوليةبحركة "حماس" أسامة حمدان، والنائب بهية الحريري، وحضرها السفيرالفلسطيني أشرف دبور، وأمين سر فصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات، وعضوةالمجلس الثوري آمنة سليمان، ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي، والمفتي محمد سوسان، وممثلتيار المستقبل ناصر حمود، والسيد علي الشريف، وممثلي الفصائل والأحزاب والمؤسساتالنقابية والشعبية والتربوية والصحية والمجتمعية اللبنانية والفلسطينية، والإتحادالعام للمرأة الفلسطينية، وحشد غفير من أبناء المخيمات في منطقة صيدا.

بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني،والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة لأرواح شهداء لبنان وفلسطين، رحب عريف الحفل "محمد رمضان"بالمشاركين وأشادبمناقبية الشهيد رفيق الحريري" الذي أدرك َ مبكراً  أهمية القضية الفلسطينية، فحملها في قلبه وعقله،وعلى دربه تمضي شقيقته النائب بهية الحريري، وتُشكل لجنة مشتركة من الشعبين بإسم "اللجنةاللبنانية الفلسطينية للحوار التنمية"، وقـدم الخطباء.

بداية قدم هانيفحص نصاً أدبياً بمعاني ومدلولات وطنية كفاحية، بدأه بالقول "فلسطين أين هيمن إحنا وصلنا لمطرح ماعدنا بحاجة لحد يعلمنا"، وألتفت مخاطباً الأحمد وحمدانقائلاً "بتختلفوا بتتفقوا هذا شأنكم، بنشجعكم على التنازل، واللي بتنازل أكثربربح أكثر، بس بدنا نظل نحبكم أكثر"، مشيراً للواقع المعاش قبل النكبة وبعدها،والعلاقة بالجوار "جبل عامل" حيث المحبة والصداقة تلف الجميع، فلا تعصبولا مذهبية أو طائفية فالصداقة والمحبة سمة الحال ويكفي أن اليهود يكرهون الجميع.

بدوره، أستذكرعزام الأحمد  قول الفيتناميين لأبو عماروأبو جهاد "أطلقتم الثورة بأخطر منطقة في العالم حيث النفط، ستواجهون مالم تواجههثورتنا، ستتعرضون للسهام من البحر ومن كل الجبهات، فالثورة الفيتنامية كانت تستقبلقطار مساعدات من موسكو كل صباح، وفي المساء قطار مساعدات من الصين، والبلدينينتميان لفكر واحد ويختلفان حول فيتنام"،  ورأى بسياسة الحرب الشعبية طويلة الأمد التيانتهجتها الثورة منفذاً مكن الشعب والثورة الفلسطينية من تحقيق الكثير من الإنجازات ومنها تحويل منظمة التحرير منإطار رسمي لإطار نضالي، وكيان معنوي للفلسطينين في الداخل والخارج، وعنواناً لوحدةالصف الفلسطيني بكافة قواه وفصائله، حتى أن أبواب المنظمة كانت مفتوحة لإستقبال الفصائلالناشئة لسبب  أو لأخر، وثانيها أنالفلسطينيون نجحوا بدفع القوى السياسية في المنطقة العربية لاعتماد إستراتيجية حربالشعب طويلة الأمد والكفاح المسلح، ومنها أيضاً  اعتراف العالم بالشعب الفلسطيني وبالهويةالوطنية، والكثير من المعايير تبدلت لصالح الفلسطينيين، وأشاد بهذا السياق بالدوراللبناني ومشاركتهم بالثورة ومساندتهم لأهل المخيمات.

من جهة أخرىالأحمد بالمتغيرات التي حدثت في العالم وفي المنطقة العربية آنذاك سبباً للقبول باتفاقأوسلو بإيجابياته وسلبياته ومعه انتقل الصراع مع العدو الإسرائيلي إلى داخل الوطن،وحصار الشهيد ياسر عرفات برام الله يشهد على ذلك، وبخصوص الموقف الفلسطيني حيال المفاوضاتقال "لن نقبل بشروط الاستسلام، والقيادة الفلسطينية تتمسك بموقفها لا مفاوضاتبظل الاستمرار بالاستيطان وبدون الإعتراف بقرارات الشرعية الدولية كمرجعيةللمفاوضات وبقيام الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، وعودة اللاجئين وفقاًللقرار 1994، كما رأى بالحكومة الإسرائيلية حكومة تطرف يميني غير معنية بالسلام، وفيمايتعلق بالمستجدات التي أعقبت اتفاقات إنهاء الإنقسام في القاهرة والدوحة قال "لمنعـد بحاجة لجولات جديدة من الحوار، المطلوب الإنتقال لتنفيذ ما أتفق عليه، والإسراعبتشكيل حكومة الوفاق الوطني، واستكمال باقي الخطوات وصولاً لإنهاء الانقسام ، وتفعيلمنظمة التحرير،  مضيفاً "لقد ثمن رئيسالمكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل خطاب الرئيس أبو مازن بتاريخ4/5/2011، والمنسجم تماماً مع برنامج منظمة التحرير إقامة الدولة الفلسطينية علىالأراض المحتله عام 1967 وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين وفق القرار الدولي  194، ويُكمل توافقنا مع "حماس" على اعتبارالمقاومة الشعبية أحـد أشكال الصراع المتاحة، مطلوب تأطيرها وتعزيزها وفقاً للمتغيراتالسياسية، موجهاً التحية  للأسرى الذينأجبروا السجان الإسرائيلي وحكومة الإحتلال بالقبول بشروطهم "إلغاء العزل الإداري،وإطلاق سراح الأسرى الإداريين، والسماح للأهالي بالزيارة بما فيهم أهالي قطاع غزة،وتحسين الظروف المعيشية والحياتية".

وأستهل أسامةحمدان حديثه بالإشارة لثبات العقيدة والدين وتغير السياسة من حين لحين، وأن فلسطينجزءاً من الإيمان والعقيدة، وأتبع ذلك بتقديم دلالات على حقيقة أن اليهود عاشوا فيالقدس كسكان ولم يكونوا يوماً من الأيام أصحاب أراضي، والعهدة العمرية ضمنت لهمفيما بعد بقائهم، كما آمنت للمسيحيين حياتهم وعبادتهم وديارهم، بوقت تراجع فيه عددالمسيحيين عن ذي قبل بسبب السياسات الإحتلالية من 42000 نسمة لما دون العشرة آلافبعد أربعة عقود ونيف، ورأى بأن القضية الفلسطينية قبل العام 1967 كانت قضية كلالعرب وتحولها لقضية تحرر وطني جاء أثر إحتلال غزة والضفة، وبسبب من طبيعةالسياسات الإقليمية بالمنطقة، وحينها غابت شعارات تحرير حيفا وعكا والناصرة، وبدلالتمسك برفع شعار التحرير لإقامة الدولة بات الحديث عن أقامة الدولة َوثم التحرير،مؤكداً على أن التوجه لإنجاز المصالحة أستند لقناعة راسخة بأن وحدة الشعب هيالأساس للإنجاز والنجاح في معركة المقاومة ضد الإحتلال، وأنجازها بات بعهدة الرئيسأبو مازن كرئيس للوزراء وتشكيل الحكومة يعود له، وأضاف لا أرى عائقاً بذلك وأيةقضايا أخرى كالإنتخابات وغيرها تتم بعد تشكيل الحكومة، وحدد مهام الأخيرة بالإعدادللانتخابات، إعمار غزة، واستكمال إجراءات المصالحة، وعاد ليشير إلى أن غياب الأمنهو من يعرقل عملية إنجاز المصالحة، والعبء الأكبر يقع على عاتق المتحاورين منجانبي "حماس" و"فتـح"، كما ونبه إلى أن غلبة التطرف اليمني بالحكومةالإسرائيلية لا يُنذر بالخير، وأن عشرون عاماً من التفاوض دلت على أن حل الدولتينلن يكون، والحل برأيه إقامة الدولة الفلسطينية الواحدة على كامل الأراضالفلسطينينة من النهر للبحر، وكون قضية فلسطين بمنظوره قضية أمة وليست قضية شعب، فربـطبين هذا وبين مجريات المشهد العربي الراهن "الربيع العربي"، ورأى بأنشعوب المنطقة بحالة حراك ضد أنظمة القمع والديكتاتورية طلباً للحرية، ونجاحهابرأيه سيدفع بإتجاه تبنيها لشعار الشعب يريد تحرير فلسطين، شريطة أن تكون الأمةمنسجمة بعملية التحرير والمقاومة مع طموحات الشعب الفلسطيني، وعلى منظمة التحريرأن تعيد صياغة برنامجها السياسي من جديد، ونبه من محاولات الدس الخارجي لحرفها عنمسارها الحقيقي من جهة، وأستغرب حال المتحدثون عن مساندة الشعب الفلسطيني بوقت يمارسونمع اللاجئين ما يتنافى، فاللاجئين جزء أصيل من الشعب الفلسطيني ويتمسكون بحقهم فيالعودة.

واعتبرت النائببهية الحريري وجود الفلسطينيين في أرض ميلاد المسيح ومسرى الرسول عليه السلاممكرمة من الله عز وجل، ورأت بصمودهم وثباتهم ومواجهتهم وتمسكهم بحقوقهم وتقديمهمفي سبيلها التضحيات مدرسـة أيقظت العرب والعالم.

وأضافت، "إنهم يريدون العودة إلى بيوتهم وديارهم ما قبل النكبةليتنشقوا رحيق الحرية وليسيروا على خطى الأجداد والرسل والأنبياء وليزرعوا الأرض حُباًوسلاماً، وحيت كل الطامحين ببناء مجتمعات قائمة على حرية الرأي والإعتقاد وإحترامالرأي والرأي الآخر في إطار دولة قادرة وعادلة تكون نواتها التنفيذية والتشريعيةوالقضائية في خدمة الشعب والدولة لتنتهي معها أياماً كانت الشعوب والدول في خدمةالسلطة، وختمت بالتمني بألا تطول الأيام حتى يحتفل الشعب الفلسطيني وكل الشعوبالعربية بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولتحتضن الدولة شعب فلسطين وجموعالمليارات من البشر المؤمنين بالإسـلام والمسيحية.