نظَّمت "هيئة التوجيه السياسي والمعنوي- مدرسة ياسر عرفات للكوادر" حفل تخريج لأعضاء دورة الشهيد هاني فاخوري "أبو ياسر" في التثقيف والتعبئة والتوجيه السياسي والقانون الدولي والمعايير الإنسانية وذلك اليوم الأحد 2014/5/4، في قاعة الشهيد زياد الأطرش في مخيم عين الحلوة برعاية وحضور أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان رفعت شناعة، وقائد "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب.
وحضر الحفل ، إلى جانب شناعة واللواء أبو عرب، عدد من أعضاء قيادة الإقليم في لبنان، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال قشمر، واللواء منير المقدح، وأمين سر فصائل "م.ت.ف"وحركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، إلى جانب عدد من ممثّلي فصائل "م.ت.ف" و"قوى التحالف الفلسطيني" و"جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية " و"لجنة المتابعة الفلسطينية" والاتحادات والنقابات واللجان الشعبية الفلسطينية وحشد من كوادر فتح وفصائل المنظمة.
و بعد قراءة الفاتحة وعزف النشيدَين الوطنيَين الفلسطيني واللبناني، رحَّب عريف الحفل عضو الدورة عماد بليبل بالحضور لافتًا إلى لأهمية دورات التثقيف والتوجيه المعنوي والسياسي.
ثمَّ كانت كلمة أصقاء الشهيد ألقاها قشمر، فنوَّه إلى مناقبية الشهيد هاني فاخوري ودوره التاريخي في العمل النضالي والوطني الفلسطيني، وفي المجال التنظيمي والإعلامي، مثمّنا إطلاق اسم الشهيد القائد هاني فاخوري على هذه الدورة.
وتحدَّث عدد من الخريجين وهم "عبد أبو صلاح، فليب المقدح، رشا الخطيب"، فثمَّنوا الدور الذي تقوم به هيئة التوجيه والتفويض السياسي ومنظمة "جنيفا كول" من أجل إنجاح هذه الدورات التي أغنت كافة المنتسبين لها بمعلومات جديدة وقيمة.
كما ألقى الشاعر موسى الغوري قصيدة من وحي المناسبة.
أمَّا كلمة مدرسة الكادر فألقاها المفوض السياسي للأمن الوطني في منطقة صيدا جهاد ورد شاكرًا كل الذين ساهموا في إنجاح الدورة، واللواء أبو عرب على رعايته لها.
كذلك كانت كلمة لعضو إقليم فتح في سوريا أبو عماد حمدان أكّد فيها أهمية التثقيف السياسي، لافتًا إلى أن "البندقية المسيّسة صانعة انتصارات، والبندقية غير المسيّسة قاطعة طريق"، مثمّنًا "كافة الجهود التي تُبَذل من اجل تطوير الكادر الفتحاوي وكادر فصائل المنظمة من خلال هذه الدورات التي تشكل أساسًا يجب البناء عليه".
وتلا عضو الدورة يحيى حجير توصيات الخريجين الموجهة إلى أمين سر الساحة اللواء فتحي أبو العردات وقائد الأمن الوطني اللواء صبحي أبو عرب وأمين سر الإقليم رفعت شناعة، حيثُ تضمَّنت: إعطاء الجنسية الفلسطينية لعائلة الشهيد هاني فاخوري تقديرًا لعطائه النضالي والوطني؛ وتكثيف دورات التثقيف السياسي؛ وتثمين مشاركة كوادر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية القادمين من إقليم سوريا، والمطالبة بتسوية رواتبهم وأوضاعهم خاصة أنهم على رأس عملهم.
وبعد ذلك كنت كلمة "م.ت.ف" وحركة "فتح" ألقاها شناعة الذي أثنى على كافة الجهود التي بُذِلت من اجل إنجاح الدورة، وثمَّن الدور الذي قام به الجميع لإنجاحها من رعاية وإدارة ومحاضرين وهيئة التوجيه السياسي والمعنوي ومنظمة "جنيفا كول"، منوّهًا لأهمية هذه الدورات وما تضيفه للكادر من ثقافةٍ على الصعيد العام والوطني وصقلٍ وتنميةٍ لمهاراته ومعارفه.
وشدَّد شناعة على التمسُّك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وفي مقدَّمها حق العودة والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإطلاق سراح الأسرى وكنس الاستيطان.
وفيما يتعلَّق بالمصالحة قال شناعة: "المصالحة الفلسطينية انجاز كبير قُمنا به ونتابعُ خطواته من أجل إتمامها لأن الخاسر من هذه المصالحة هو الاحتلال الإسرائيلي الذي جنّ جنُونه عندما توجَّه وفد "فتح" من الضفة إلى غزة من أجل المصالحة، فنحن قد خطونا الخطوة الأولى والمهمة من المصالحة وما زال أمامنا الكثير من أجل انجازه وسنتغلّب على كافة العقبات لنصِل إلى ما نريده جميعًا ويريده شعبنا".
وأضاف شناعة "نحن اليوم تحت الاحتلال ولكن سياسيًا نحن دولة معترف بها وحدودها مرسومة وهي حدود الرابع من حزيران من العام 1967 وهذا مكسب سياسي يمكن أن يعتمَد عليه في نضالنا السياسي والقانوني الدولي في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وخاصةً بما يتعلَّق بالقدس لأنها تعتبر في القانون الدولي أراضٍ محتلةً وكذلك الاستيطان يقع على أرضنا المحتلة".
وتابع "نحن اليوم لنا وجود سياسي على الصعيد الدولي معترف به، والتحقنا بما يزيد على عشرين هيئة دولية معنية بالأسرى والأطفال والمجتمع المدني تحت الاحتلال، وهذا ما يجعلنا اليوم وجهًا لوجه في مواجهة الكيان الإسرائيلي الغاصب في هذه المؤسسات، ولنبدأ الصراع من الناحية القانونية والسياسية وسوف نحقّق الانتصار تلو الانتصار بإذن الله على هذا العدو الذي لم يعد أمامه سوى العنف والإرهاب والبطش والمجازر، لكنَّ هذه المفاهيم والمصطلحات عمرها قصير لأن شعبنا الفلسطيني عندما يحقق مصالحته ويضع برنامجه وإستراتيجيته بكافة النواحي عندئذ الاحتلال سوف يعرف حجمه، لكن طالما الانقسام قائم، فالاحتلال الإسرائيلي منتصر علينا لأنه كان يعرف كيف يدمر قوانا الذاتية".
كما شدَّد شناعة على وحدة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس والشتات، وأكَّد أن الشعب الفلسطيني "شعب واحد لا يستطيع أحد أن يمزّق نسيجنا الوطني أو وحدتنا وأننا نكمل بعضنا البعض أينما كنا، وكان هذا واضحًا عندما طالبَ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى وخاصة الـ 14 أسيرًا الذين هم من أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، والذين رفض الرئيس أبو مازن أن يتم الإفراج عنهم على قاعدة إبعادهم وطردهم خارج بيوتهم وقراهم إلا أنه أصرَّ على أن يعودوا إلى قراهم وبيوتهم، مؤكّدا بذلك أن سياسة الإبعاد لم تعد قائمة بعد الآن وهذا عنوان للتصدي والصمود في وجه الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية.
وعن المفاوضات قال شناعة: "من الآن وصاعدًا تكون معركة المواجهة والتحدي في وجه العدو الإسرائيلي وليفهم العدو الإسرائيلي أن المفاوضات لن نقبل بها مفاوضات عبثية، شروطنا واضحة وهي، الإفراج عن الأسرى وتحديد حدود الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولن نقبل بأي استيطان داخل حدود الدولة الفلسطينية المستقلة ومرفوض أي شكل من أشكال الاستيطان".
وأشار شناعة إلى أن "العملية السياسية تنطلق من جديد بشكل أفضل معزّزة بإرادة شعبنا الفلسطيني وبالمصالحة الوطنية، ودعا كافة أبناء شعبنا في المخيمات في لبنان إلى مزيد من التآخي والعمل المشترك كي ندفع الفتنة عن مخيماتنا وان يكون لنا موقف موحّد في مواجهة التحديات التي تحيط بنا، مؤكّدًا الوقوف خلف القيادة الفلسطينية وخلف الرئيس أبو مازن الذي يسير على خطى الرئيس الشهيد ياسر عرفات في التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية.
وفي ختام الحفل قام العميد بلال أصلان وهيئة التوجيه بتقديم دروع تكريمية لكل من اللواء أبو عرب وشناعة وقشمر، ثمَّ وزعّ قشمر واللواء أبو عرب وشناعة وممثلو الفصائل والقوى الفلسطينية الشهادات على الخريجين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها