غزة- شيعت جماهير شعبنا، اليوم السبت، جثمان الشهيد طلعت رامية، الذي استشهد  خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لبلدة الرام شمال القدس المحتلة.

وانطلق موكب التشييع من أمام مجمع فلسطين الطبي برام الله، باتجاه مسقط رأس الشهيد، في بلدة الرام شمال القدس، بعد أن لف الجثمان بالعلم الفلسطيني، ووسط هتافات منددة بجرائم الاحتلال، واعتداءه على المسجد الأقصى.

وحمل المشاركون جثمان شهيد 'نداء الأقصى' على الأكتاف، في مسيرة انطلقت من أمام دوار الشهداء في بلدة الرام، وسط غضب عارم بين المواطنين، وإضراب عام شل الحركة التجارية في البلدة حدادا على روح الشهيد رامية.

وندد المشاركون بسياسة الاحتلال وممارساته الهادفة إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم، والاستيلاء على أراضيهم، والنيل من عزيمتهم وإرادتهم، مشددين على ضرورة مواصلة النضال والجهاد في سبيل تحرير فلسطين.

وكانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نعت الشهيد رامية، مؤكدة أنه سقط على درب المقاومة الشعبية في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.

 وكان رامية استشهد مساء أمس الجمعة، جراء أصابته بعيار ناري في الصدر، أطلقه عليه جنود الاحتلال خلال مواجهات اندلعت بين الشبان والجنود، عقب مسيرة خرجت احتجاجا على أحداث المسجد الأقصى المبارك.

من ناحيته أدان رئيس الوزراء سلام فياض، اليوم السبت، بشدة إمعان إسرائيل في استخدام العنف ضد الاحتجاجات السلمية لأبناء شعبنا، وإقدامها يوم أمس على جريمة قتل الشاب طلعت رامية من بلدة الرام شمال القدس المحتلة.

وحمل فياض الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، واعتبر أن صمت المجتمع الدولي، وعدم قيامه بالجهد المطلوب لإلزام إسرائيل بوقف سياسة العنف التي تمارسها ضد شعبنا والتصدي لمخاطرها، ساهما في مزيد من الاستهتار الإسرائيلي بحياة أبناء شعبنا وارتكابها لهذه الجريمة، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية مباشرة عن استمرار مثل هذه الاعتداءات، وقال: 'سبق وأن حذرنا، وفي أكثر من مناسبة، مكونات المجتمع الدولي كافة وعلى جميع المستويات، وخاصة اللجنة الرباعية، من مخاطر الصمت على سياسة إسرائيل المتمثلة في استمرار استخدام العنف ضد الاحتجاجات اللاعنفية التي يقوم بها أبناء شعبنـا، وقد أكدت دوما إدانتنا الشديدة ورفضنا المطلق لهذه الاعتداءات، ولطالما طالبنا المجتمع الدولي بالتدخل وبذل جهود جدية لإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف هذه الاعتداءات المتكررة التي كان آخرها، قبل هذه الجريمة، استشهاد الشاب مصطفى التميمي من قرية النبي صالح'.

وعبر فياض عن استنكاره لعدم تعامل المجتمع الدولي، وخاصة اللجنة الرباعية، مع هذه المخاطر بالجدية المطلوبة، ولعدم تدخله الفعلي والجدي لإجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها، وبدلا من ذلك، استمر تركيز هذه اللجنة على محاولات إحياء العملية السياسية، رغم إدراكها بعدم جدوى هذه المحاولات، سيما في ظل عدم توفر عناصر نجاحها، وكذلك استمرت اللجنة الرباعية في تجاهل دعواتنا لإلزام إسرائيل بوقف هذه الاعتداءات، كما أيضا إرهاب المستوطنين، ومساءلتها عليها.

وأدان العجز الدولي وعدم بذل أي جهد فعلي لوقف الممارسات العنصرية الإسرائيلية، التي تتعامل مع الاحتجاجات السلمية في شوارع وميادين تل أبيب دون أي عنف، في حين تمعن حكومة إسرائيل في استخدام العنف القاتل ضد أبناء شعبنا في القدس الشرقية ومحيطها وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة، وكأن قتلهم مباح.

وقال فياض: 'إن عدم مساءلة إسرائيل هو الذي أدى إلى استمرارها في هذه السياسية، وعدم التوقف عن التعامل مع نفسها كدولة فوق القانون وفوق المساءلة'.

وأضاف: 'في ظل ما لا يبدو أنه تجاوزَ بيانات الشجب والاستنكار من قبل المجتمع الدولي ولجنته الرباعية، يستمر مسلسل القتل والاستيطان ومصادرة الأراضي والممتلكات، وهدم المنازل، وإرهاب المستوطنين، وغيرها من الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي، لا بد لنا من التأكيد على ضرورة تحرك دولي فاعل لإلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي وباتفاقية جنيف الرابعة قبل فوات الأوان'.

كما عبر رئيس الوزراء عن ثقته بوعي شعبنا، وبالتفافه حول خيار الصمود والمقاومة الشعبية السلمية، وعن ثقته بأن شعبنا لن ينجر إلى ردات فعل تخرجه عن هذا الخيار الذي يثبت يوميً مدى جدواه، ومدى القوة الهائلة الكامنة فيه في مواجهة ظلم الاحتلال وطغيانه وإرهاب مستوطينه.