تصادف الأحد، التاسع من مارس آذار، الذكرى الـ 41 لاستشهاد المناضل محمد محمود مصلح الأسود، الذي اشتهر باسم "جيفارا غزة".
وولد محمد محمود مصلح الأسود "جيفارا غزة" في 6 كانون الثاني من العام 1946 في مدينة حيفا وبعد النكبة 1948 نزح إلى مخيمات قطاع غزة، وفي بدايات عام 1963 انضم لحركة القوميين العرب ليصبح ناشطاً فيها، ومن ثم انضم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد انطلاقتها وأصبح أحد أبرز مقاتليها وقياداتها.
وفي الـ 25 من كانون الثاني 1968 اعتقلته قوات الاحتلال، وتعرض لأبشع صنوف التعذيب.
وقال الأسير السابق والباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة في تصريحات إعلامية "قد يكون هذا اليوم، اعتيادياً لملايين البشر في هذا الكون، لكنه ليس عادياً للشعب الفلسطيني وقواه المناضلة والمقاومة عامةً.
واعتبر فروانة أن "جيفارا غزة اسم لقائد فذ وشهيد حي في قلوبنا حفر في سجلات الثورة الفلسطينية، وارتبط بمرحلة نضالية مميزة".
وبين أن هذا الاسم "زرع الرعب في قلوب جنود الاحتلال وقياداته العسكرية والسياسية، فلاحقهم ولاحق عملاءهم، في شوارع المدن وأزقة مخيمات قطاع غزة، وألحق بهم الهزائم تلو الهزائم".
وذكر فروانة أن "جيفارا غزة خلال وجوده في السجن لم يهدأ أو يستكن، ولم تحيّده السلاسل والقضبان أو قساوة السجان عن نهج الثورة قيد أنملة، فبقيّ على علاقة تواصل مع رفاقه خارج الأسر وواصل نضاله وإصدار توجيهاته وتعليماته بشن المزيد من العمليات ضد قوات الاحتلال وإلحاق أفدح الخسائر البشرية بهم"، وفق البيان.
وذكر أن "جيفارا غزة" بعد إطلاق سراحه منتصف العام 1970، حمل مسؤولية قيادة الجهاز العسكري والعمل الفدائي للجبهة الشعبية في قطاع غزة، وحمل اسماً حركياً جديداً هو "جيفارا غزة" تيمناً وتقديراً وإعجاباً بتجربة وشخصية الثائر الأممي "أرنستو تشي جيفارا".
وقال فروانة في البيان إن "الاسود أجاد فنون المطاردة والتخفي وسرعة الحركة والتنقل والاختفاء في الملاجئ وغيرها من أساليب المقاومة الشعبية وحرب الشوارع، فذاع صيته وتردد اسمه بكل فخر على كل ألسنة الناس وافتخر به رفاقه وشعبه وأمته العربية جمعاء، ويخشاه العدو في كل زمان ومكان".
وفي التاسع من آذار عام 1973، تمكنت قوات الاحتلال من تحديد مكان وجود "جيفارا غزة" فحاصرت البيت الذي كان متواجداً به خلف مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، مستعينة بآلاف الجنود والدبابات وبغطاء جوي، إلا أن "جيفارا" ورفيقيه عبد الهادي الحايك وكامل العمصي اشتبكوا مع قوات الاحتلال إلى أن استشهد ثلاثتهم، ما دفع وزير الجيش الاسرائيلي آنذاك موشيه ديان الحضور إلى القطاع شخصيًا للتأكد من استشهاد الاسود.
واعتبر الباحث في شؤون الأسرى فروانة أن " (جيفارا غزة) شخصية فلسطينية ثائرة، هي عنوان لتجربة فلسطينية فدائية جماعية رائعة في العمل الفدائي وفي حرب التحرير الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي امتدت لبضع سنوات، تستحق الاعتزاز والافتخار، وتقودنا إلى المناشدة لتوثيقها والاستفادة منها ومن دروسها وعبرها".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها