أرجأت شركة أبل إطلاق ميزات ذكاء اصطناعي جديدة لمساعدها الصوتي "سيري"، مما أدى إلى تقويض جهودها للتنافس مع الميزات المقدمة من منافسيها "غوغل" و"أمازون".

أكدت الشركة صناعة الآيفون، في بيان يوم الجمعة، أن الأمر سيستغرق "وقتًا أطول مما كنا نعتقد" لتقديم القدرات التي تم الترويج لها العام الماضي عندما كشفت الشركة عن "Apple Intelligence"، وهي ميزات بالذكاء الاصطناعي التوليدي لمنتجاتها.

وفي حدث المطورين الرئيسي في يونيو الماضي، قالت "أبل" إن السمات الجديدة لـ"سيري" ستجعله أكثر ذكاءً، وأكثر تكاملًا مع الهاتف وأكثر تخصيصًا للمستخدم، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، اطلعت عليه "العربية Business".

واتخذت "أبل" بالفعل خطوات لدمج "سيري" مع روبوت الدردشة "شات جي بي تي" من شركة أوبن إيه آي ولبناء بنية تحتية سحابية مخصصة لمعالجة طلبات المستخدم المتعلقة بالخصوصية والأمان.

ما الميزات المتأخرة؟

لكن الميزات الأخرى التي وعدت بها الشركة في البداية تأخرت منذ ذلك الحين. وتشمل هذه "on-screen awareness " أي "الوعي لما يحدث على الشاشة"، مثل تحديد "سيري" لعنوان في سلسلة رسائل وإضافته إلى جهات اتصال المستخدم عند الطلب.

والهدف الذي تسعى إليه "أبل" هو الانتقال إلى تفاعل قائم على الصوت بدلًا من النقر اليدوي على شاشة الجهاز.

ميزة أخرى متأخرة هي قدرة "سيري" على اتخاذ إجراءات داخل التطبيقات.

وقالت الشركة، يوم الجمعة، إنها تتوقع الآن طرح هذه الميزات "في العام المقبل"، مما يشير إلى أنه قد يتم تأجيلها حتى عام 2026. ولم توضح "أبل" سبب تأخير الميزات.

نكسات وسط منافسة محتدمة

يمثل هذا أحدث حلقة في سلسلة من النكسات في خطط برامج الشركة. اضطرت "أبل" مؤخرًا إلى سحب ملخصات إشعارات الأخبار بالذكاء الاصطناعي بسبب الأخطاء.

وأيضًا، تلقت الشركة ردود فعل عنيفة الأسبوع الماضي بسبب خلل في ميزة تحويل الصوت إلى نص.

وتعتمد صناعة الأجهزة الاستهلاكية بشكل كبير على "وكلاء" الذكاء الاصطناعي، على أمل أن يتمكنوا من تقديم ميزة تنافسية في جعل منتجاتهم جذابة للمستهلكين.

على سبيل المثال، تم دمج المساعد الذكي "Gemini" من "غوغل" في أحدث خط هواتف ذكية من شركة سامسونغ المنافسة لشركة أبل، مع حملة إعلانية تلفزيونية حديثة تُظهر قدرات هاتف "Galaxy S25 Ultra" الذي تم إطلاقه في يناير.

كما دفعت شركة أوبن إيه آي بميزات صوتية خاصة بها لروبوت الدردشة الذي طورته "شات جي بي تي".

وفي الأسبوع الماضي، كشفت "أمازون" عن نسخة "تحاورية" طال انتظارها من مساعدها الصوتي الخاص "أليكسا"، ووعدت بأن تكون المحادثات طبيعية أكثر وأسلس معه.

وصف محللون خطوة "أبل" لإعادة تصميم مساعدها الصوتي الذي مر عليه 14 عامًا "سيري" بأنها ميزة محتملة "قاتلة"، قد تقنع المستخدمين بالترقية إلى أجهزة جديدة.

ولا تزال ميزات "Apple Intelligence" متاحة فقط باللغة الإنجليزية والمتغيرات المحلية، مما يحد من نطاقها بين قاعدة المستخدمين العالمية الضخمة للشركة.

ومن المقرر إصدار المزيد من اللغات الشهر المقبل، وهو التحديث الذي لا تزال الشركة تتوقع تسليمه في الوقت المحدد.

ولم ير المحللون الذين يتتبعون مبيعات "آيفون 16" أي دليل على أن قدرات الذكاء الاصطناعي الجديدة قد عززت المبيعات.

وفي الصين، حيث خسرت "أبل" مؤخرًا حصة سوقية لصالح المنافسين، كان عليها أن تتنقل بين المتطلبات التنظيمية بينما تسعى إلى الشراكة مع مزودي الذكاء الاصطناعي المحليين.

وقد اعتُبرت الشراكة مع شركة التكنولوجيا الصينية "علي بابا" التي أُعلن عنها الشهر الماضي بمثابة اختراق محتمل لتعطل طرح ميزات الذكاء الاصطناعي من "أبل" في الصين.