طرد جنود إسرائيليون، عائلات فلسطينية من بيوتها في منطقة بلدة رنتيس في الضفة الغربية، فيما ادعى الجيش الإسرائيلي أن هذه "عملية قرصنة" وأن الجنود الذين نفذوا ذلك ليسوا مخولين بطرد العائلات الفلسطينية، حسبما ذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني، يوم أمس الجمعة 2025/02/28.
ووصل الجنود، الأسبوع الماضي، إلى العائلات الفلسطينية لأول مرة، وأمهلوا العائلات مدة أسبوع كي تغادر، وبعد ذلك حضر الجنود عدة مرات وطالبوا العائلات بالرحيل عن مساكنهم وأراضيهم، وصباح الخميس، حضر الجنود مرة أخرى وأمهلوا العائلات الفلسطينية أربع ساعات كي تغادر بيوتها، وقسم من العائلات غادرت المكان.
ونقلت الصحيفة عن أحد السكان الفلسطينيين، يدعى بلال محاريق، قوله: "إننا لا نعرف إلى أين نذهب، ونريد البقاء لكننا نخاف أن يضربنا الجنود، والاعتقاد بين السكان الفلسطينيين هو أن محاولة طردهم مرتبط بالبؤرة الاستيطانية العشوائية "حَفات أفيحاي" التي أقيمت في المنطقة قبل سنتين تقريبًا".
ويصف الجيش الإسرائيلي هذه المنطقة بأنها "منطقة تدريبات بالنيران الحية 203"، أي أن الجيش استولى عليها، ولا تجري فيها تدريبات كهذه منذ فترة، لكن البؤرة الاستيطانية المذكورة أقيمت في هذه المنطقة.
وأفاد الباحث في الاستيطان درور أتكيس، من منظمة "كيرم نيفوت" الحقوقية، بأنه لم تصدر أوامر هدم لأي من المباني الفلسطينية في هذه المنطقة، والصور الجوية تظهر أن العائلات الفلسطينية موجودة في هذه المنطقة منذ العام 2007 على الأقل.
واعتبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تعقيبه، أن "تحقيقًا أوليًا للواقعة أظهر تجاوزًا للتعليمات وسوف يتم الاعتناء بذلك"، لكنه لم يتطرق إلى خطورة ممارسات الجنود، وإنما ادعى أن "هذه بيوت غير قانونية وأقيمت في منطقة إطلاق نار".
إلا أن الباحث أتكيس أكد أن المزرعة ليست موجودة داخل المنطقة التي توصف بأنها منطقة إطلاق نار، وقال: "واضح أن هذه مبادرة ليست عفوية من جانب ضابط قرر من تلقاء نفسه طرد جالية رعاة تسكن في المكان منذ سنوات كثيرة".
وأضاف أتكيس: "محاولة طرد الفلسطينيين مرتبطة بالبؤرة الاستيطانية العشوائية، وهذا مثال فظ آخر على تفكك الجيش وتحول أجزاء منه إلى ميليشيات تعمل وفق أجندة مستقلة في خدمة المستوطنين العنيفين والأكثر تطرفًا".
ووفقًا لمعطيات منظمة "كيرم نيفوت"، فإنه منذ بداية الحرب على غزة طُردت 60 جالية رعاة وتجمعات سكنية فلسطينية من المناطق C، وفي بعض الحالات الطرد شمل عائلة واحدة، وشمل في حالات أخرى جاليات من قرى أكبر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها