بدأت مراسم زواج لـ37 عريساً من الأسرى المحررين الذين تم الإفراج عنهم في صفقة التبادل الأخيرة التي خرج بموجبها 1050 أسيراً فلسطينياً مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.

وتجمّع آلاف المواطنين يتقدمهم نواب كتلة حركة فتح البرلمانية وقياديون من التنظيمات الأخرى في مدينة رفح (جنوبي قطاع غزة) بعد عصر اليوم الخميس لحضور حفل زفاف لـ37 عريساً من مختلفة مناطق قطاع غزة كانوا داخل السجون الإسرائيلية.

وأكد الدكتور فيصل أبوشهلا، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح، أن الاحتفال جاء عرفاناً من حركة فتح لما قدمه هؤلاء الأبطال فداءً للوطن. وقال أبوشهلا لـ'العربية.نت': 'هؤلاء الشباب ضحوا بسنين حياتهم من أجل الحرية، ولزاماً علينا أن نكافئهم بأقل واجب، وتوفير مستلزمات فرحهم من قبل رجال الخير شخصيات وطنية فاعلة'.

واعتقلت إسرائيل آلاف الشباب الفلسطينيين غير المتزوجين، بدعوى القيام بنشاطات ضدها، وحكمت على عدد كبير منهم بالسجن عشرات السنين، ومنهم من وصل محكوميته أكثر من 5 مؤبدات.

وكشف أبوشهلا أن الرئيس محمود عباس خلال زيارته الأخيرة لتركيا جهز لأكبر حفل زواج جماعي سيكون في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح: 'تبرعت إحدى المؤسسات الخيرية في تركيا بتوفير متطلبات زواج 500 أسير فلسطيني من الذين أفرج عنهم في صفقة التبادل الأخيرة التي أبرمتها حماس مع إسرائيل برعاية مصرية'.

وتحتفل جمعيات وتنظيمات فلسطينية سنوياً بتزويج عشرات الفلسطينيين في حفل جماعي، ويجهّز هؤلاء كافة متطلبات العرس، بما في ذلك دفع المهور، في بعض الأحيان.

وقال وليد العوض، قيادي فلسطيني في حزب الشعب، إن الأفراح الفلسطينية الجماعية 'تعالج الكثير من المشاكل التي يعاني منها العريس، خاصة غلاء المهور وتجهيز الأثاث المنزلي للبدء في تكوين أسرة جديدة'.

وأضاف العوض': 'الشباب الفلسطيني بحاجة ماسة للوقوف إلى جنبه في ظل ازدياد البطالة وقلة العمل بسبب الحصار الإسرائيلي الذي لازال مستمراً على الأراضي الفلسطينية للسنة الخامسة على التوالي'.

وتعتبر فكرة الزواج الجماعي حديثة في الأراضي الفلسطينية، لكن وتيرتها زادت بشكل كبير في السنوات الأربع الأخيرة، حتى إن أكثر من جمعية تشكلت لتيسير الزواج، ودفع الشباب نحو إكمال نصف دينهم.

ويشير النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور أشرف جمعة إلى أن هذا الزواج 'بداية مجموعة نشاطات ستقوم بها كتلة فتح البرلمانية نحو النهوض بالشباب الفلسطيني'.

وأكد جمعة أن كتلته ستتحضر لأكبر عرس جماعي برعاية الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية وغزة. وقال لـ'العربية نت 'الأسرى المفرج عنهم بذلوا الغالي والنفيس وضحوا بحياتهم، وكادت أرواحهم تزهق في سبيل الوطن والحرية، وأقل الواجب أن نعيد إليهم البسمة ولو بأقل الإمكانات وأحد أهم الواجبات، وهو الزواج'.