أكد الإعلامي والباحث في الشأن الدولي محمد سليم حمادي، أن الإعلام الفلسطيني أثبت بجدارة أنه إعلام قادر على إيصال الحقيقة والتصدي لاستراتيجية الاحتلال القائمة على التضليل والادعاءات الكاذبة.

وقال حمادي: "إن الإعلام الفلسطيني وضع الاحتلال الإسرائيلي في حجمه الحقيقي، وفضح جرائمه أمام العالم وأثبت زيف ادعاءاته عبر تلك العدسة".

وأضاف: "نحن نضع الصحفي الفلسطيني في كفة وبقية صحفي العالم في كفة أخرى، فهو شاهد وشهيد وهو ابن القضية الفلسطينية الذي يناضل عبر الكلمة والعدسة لنقل الحقيقة إلى العالم"، لافتا إلى أن الإعلام الفلسطيني والعربي نجح في كسر ظهر السردية الصهيونية منذ اليوم الأول للعدوان على الشعب الفلسطيني، رغم قيام بعض وسائل الاعلام الغربية بتأييد الرواية الإسرائيلية المزيفة.

ودعا حمادي العالم أجمع لنصرة الصحفي الفلسطيني والرواية الفلسطينية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في سياق نشر الحقائق وتفنيد الرواية الإسرائيلية، قائلا: "الصورة أصبحت متاحة للجميع وعلينا نشر الصورة التي تثبت للعالم حقيقة ما يجري في الاراضي الفلسطينية".

ووجه نقدا لبعض وسائل إعلامية اقليمية تتساوق مع الإعلام الإسرائيلي عبر نشر سرديات كاذبة وتقديم محتوى يثير التساؤلات، داعيا تلك الجهات للابتعاد عن التدخل بالشأن الداخلي الفلسطيني وعدم دق الأسافين بين أبناء الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على العدوان الإسرائيلي.

وشدد حمادي على ضرورة أن يضع كل مؤتمر أو مهرجان إعلامي عربي أو دولي القضية الفلسطينية على سلم أولوياته، كما حدث في مهرجان الأردن للإعلام العربي.

وفي سياق متصل، حمل الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية الكاملة حول استمرار حكومة الاحتلال في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني وعدم التزامها بالقوانين والأعراف الدولية، لافتا إلى أن هذه الإدارة قادرة على وقف الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني إذا ما أرادت ذلك، إلا أنها توفر الغطاء لإسرائيل في المحافل الدولية وتشكل داعما لها من أجل استمرارها في جرائمها وسياستها العنصرية.

وأشار حمادي إلى الازدواجية في المعايير الدولية، وقال: "العالم لا يحرك ساكنا حيال ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، مقارنة مع التحركات المكثفة والسريعة لإنهاء أزمات دولية أخرى"، مؤكدا أن المؤسسات الدولية بحاجة إلى مراجعة تثبت من خلالها دورها في حماية السلم الدولي.

وحول مشاهد القتل ونهش الكلاب جثامين الشهداء في قطاع غزة، قال: "هذه الصور تعبر عن سقوط إنساني ولا نجد أية عبارات تصف هذا المشهد الذي لم يحدث عبر التاريخ، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني المناضل قمة في الإجرام وهذا يستدعي أن يتحرك العالم أجمع من أجل وقف هذه الوحشية الإسرائيلية ومحاسبة المجرمين الإسرائيليين في المحافل الدولية".

ولفت إلى أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لكافة أشكال العنف والعذاب والقتل البطيء، وسرقة الأعضاء والإهمال الطبي، وهذا يستدعي وقفة دولية من أجل إنقاذهم ومحاسبة حكومة الاحتلال على جرائمها.

وأشار حمادي إلى أن ملف الأسرى يتعرض لمحاولات طمس أو تضليل من قبل وسائل إعلام دولية، مشددا على دور الإعلامي والصحفي العربي في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني من خلال فضح جرائم الاحتلال ونشرها على أوسع نطاق.

وقال حماد إن حكومة الاحتلال تتعمد في كل المناسبات والأعياد الدينية ارتكاب الجرائم ومنع المصليين من الوصول إلى الأماكن المقدسة، مضيفا: "إسرائيل لا تفرق بين مسلم ومسيحي وتستهدف الكل الفلسطيني بهدف إخراجهم من أرضهم".