لم يجد شباب الريف الشرقي لمدينة بيت لحم سوى رفع أصواتهم لإنهاء المعاناة والتهميش الذي تعاني منه بلداتهم، فعملوا على وضع النواة الأولى لتأسيس برلمان شبابي يمكنهم من خلاله تطوير واقعهم الذي يعيشون فيه.
بدأت الفكرة قبل أكثر من ثلاث سنوات كمبادرة من مجموعة شبابية في منطقة الريف الشرقي، وتبناها "منتدى كرمة الثقافي" ووفر لها التمويل المناسب من مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية.
وتعاني مناطق الريف الشرقي لمدينة بيت لحم رغم جمال طبيعتها، إهمال المؤسسات الرسمية وغيرها وتفتقر للعديد من الخدمات والبنية التحتية، ونقص المؤسسات الشبابية والمجتمع المدني.
ويقول رئيس منتدى الكرمة الثقافي خضر حمدان لـ وطن للأنباء "البرلمان سيكون بمثابة مؤسسة جامعة لشباب الريف الشرقي الذي يبلغ عدد سكانه نحو 66 ألف نسمة موزعين على 12 تجمعًا سكانيًا".
ويجتذب المشروع المئات من الشباب الباحثين عن تغيير إيجابي يوفر الخدمات والاحتياجات العامة لهذه المناطق المهمشة، حيث بلغ عدد المشاركين فيه قرابة 1700 شاب وشابة، وفق حمدان.
ويضيف "يهدف المشروع لخلق قيادات شبابية في المنطقة لتحمل على عاتقها قضايا لها علاقة بتطوير المجتمع المحلي في كثير من القطاعات وتعزيز وتنمية المبادرات من أجل إيجاد مصادر تمويل هذه المبادرات".
ويوضح حمدان أن "ريف بيت لحم ينقصه الكثير من الخدمات، والمؤسسات بالمقارنة مع مدينة بيت لحم، ومهمة البرلمان جسر الهوة بين الريف والمدينة خصوصا في قطاع الشباب".
بدورة يقول الشاب المشارك في المشروع مجد حمدان "بدأنا العمل في المشروع منذ أربعة شهور ولم يتجاوز عددنا في البداية (12) مشاركًا وبدأ العدد بالازدياد من خلال عقد ورشات عمل في كل المناطق لكلا الجنسين لإيضاح فكرة البرلمان وأهدافه وميزاته ومدى أهميته للمنطقة".
ويبين أن المنتسبين يخضعون لسلسلة دورات تدريبية متخصصة تعرفهم مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون وقانون الانتخابات الفلسطيني.
وفي السياق ذاته يؤكد منسق مشروع برلمان الريف الشرقي طارق التميمي أن المشروع يشهد إقبالاً غير متوقع من الشباب المتعطشين لتحقيق ذواتهم وتطوير مناطقهم.
"ونسبة الشباب في الريف الشرقي لبيت لحم وفق إحصاءات المركز نحو (66%) من مجموع السكان البالغ عددهم (66 ألفًا)، لا يجدون مؤسسة شبابية يعملون تحت إطارها في هذه المناطق، يقول التميمي.
ويشير إلى أن المشروع نفذ تسع ورش عمل في تسعة مواقع مختلفة في الريف الشرقي وتم عقد لقاءات جماهيرية ضمت عددًا كبيرًا من المؤسسات والبلديات والمؤسسات المعنية بالمرأة والشباب.
ويذكر أن منطقة الريف الشرقي بحسب تقرير البنك الدولي عام 2011 تعاني من أعلى نسبة بطالة على مستوى الوطن.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها