عادت قرية "داريبوكو"، المعروفة بـ"القرية الغارقة" في ولاية إسبرطة التركية، إلى الظهور بعد أكثر من 10 سنوات من غمرها بمياه سد "قاسملار"، وقد أجلت السلطات سكان القرية عام 2012 إلى منازل جديدة خلال تشييد السد، الذي اكتمل بناؤه عام 2016.

ومع انخفاض منسوب المياه نتيجة قلة الأمطار وتراجع مستوى مياه النهر مؤخرا، ظهرت معالم القرية القديمة، بما في ذلك المنازل الحجرية، والمسجد، وخطوط الكهرباء، وبعض الشوارع في مشهد جذب اهتمام عشاق الطبيعة ورحلات السفاري وهواة التصوير الفوتوغرافية.
وليست داريبوكو التركية الأولى من نوعها، ففي منطقة غاليسيا الإسبانية، عادت قرية "أسيريدو" المنسية إلى السطح بعد انخفاض منسوب الحوض المائي الذي غمرها منذ عام 1992.

ورغم عقود من الغمر، لا تزال القرية تحتفظ ببعض الهياكل القائمة، مثل المنازل والجدران وحتى سيارات قديمة متهالكة. وهذه القرية أصبحت رمزا للتغيرات المناخية وتأثير الجفاف.
وفي إيطاليا، تستعد قرية "فابريتش دي كاريجين" في مقاطعة لوكا للظهور مجددا، وكانت القرية قد غُمرت عام 1946 لبناء سد كهرومائي وبحيرة "فاجلي" الاصطناعية، وتظهر القرية عند تفريغ السد للصيانة، وتضم القرية المهجورة منازل حجرية، وجسرا، ومقبرة، وكنيسة "سان تيودورو"، التي ظلت سليمة تحت المياه طيلة عقود.

تجذب القرى الغارقة مثل "داريبوكو" و"أسيريدو" و"فابريتش دي كاريجين" اهتمام السياح والباحثين عن تجارب فريدة، حيث تسرد هذه المواقع قصصا تاريخية عن الحياة قبل غمرها، وتبرز تأثيرات التغير المناخي وتراجع منسوب المياه في إعادة تشكيل جغرافيا المنطقة.