الإهمال الطبي أو القتل التدريجي، الإعدام بلا رصاص أو مقصلة سموه ما شئتم فإن النتيجة واحدة، سياسة ممنهجة منذ عشرات السنين تنتهجها إدارات مصلحة سجون الاحتلال بحق أسرانا الصامدين، الذين يعيشون أبشع مراحل المواجهة مع سجانيهم، هذه المرة بأجساد هزيلة جدًا وأمراض أكلت من أجسامهم، التي تحولت إلى هياكل عظمية بسبب حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال بحقهم عقب السابع من أكتوبر الماضي، وفي هذا التقرير سنعرض لكم عددًا من الأسرى الذين يعانون من الموت البطيء داخل معتقلات الاحتلال، فهم شهداء مع وقف التنفيذ في ظل صمت عارم من المؤسسات الانسانية والقانونية والدولية.

يشكل مسكن "الأكامول" وشرب الماء العلاج الشائع لكافة الأمراض داخل سجون الاحتلال، عدد قليل فقط من الأسرى بعد المماطلة وتفاقم أوضاعهم الصحية ينقلون مكبلين إلى مستشفى الرملة أو لمستشفيات أخرى، ويتلقون خدمات أدنى من احتياجاتهم هذا قبل السابع من أكتوبر، الآن لاحبة مسكنة ولا شربة ماء نظيفة ولا حتى نقل إلى عيادة السجن.

وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها، اليوم الأحد 2024/11/10، أن الأسير محمود عبد العزيز سويطي "50 عامًا"، من بلدة بيت عوا قضاء الخليل، المعتقل منذ عام 2007، يعاني من مرض السكايبوس منذ حوالي 4 أشهر، ولا يقدم له أي نوع من العلاج من عيادة السجن، كما أنه لايملك أي ملابس أو أغطية شتوية، واليوم يقوم الاسرى بإستعارة الملابس فيما بينهم.

اما الأسير رأفت سالم "35 عامًا"، من بلدة دير العسل قضاء دورا الخليل، المعتقل بتاريخ 2023/10/25، يعاني من حساسية بالدم وديسكات في ظهره، بالاضافة الى معاناته من ضغط الدم، ولم يعرض على عيادة سجن "النقب"، ولا يقدم له أي شيء من العلاج، و خسر من وزنه حتى اليوم 25 كيلو غرام تقريبًا، كما أنه لايملك أي ملابس أو أغطية شتوية.

ولا يختلف الامر كثيرا للأسير أحمد رائد عبد الرحيم صوص "24 عامًا"، من بلدة عنبتا قضاء طولكرم، اعتقل بتاريخ 2023/08/29، يعاني من ديسكات بالظهر في الفقرة الأولى والثانية ولا يستطيع السير على قدمه اليسرى، و كان من المفروض أن يخضع لعملية قبل الإعتقال لكن اعتقاله حال دون ذلك.

ويعاني الأسير محمد سليمان أحمد غانم "29 عامًا"، من بلدة عنبتا قضاء طولكرم، معتقل بتاريخ  2023/08/31، من مرض بالأعصاب ويتعرض لدوخة وإغماء لنصف ساعة كاملة أحيانًا، ولديه أوجاع شديدة بركبته اليسرى بسبب الضرب والتنكيل الذي تعرض له خلال الايام الاولى للحرب داخل السجن، وخسر من وزنه ما يقارب 45 كيلو غرام.