قالت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين فارسين أغابيكيان شاهين: إن استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المتعمد والواسع النطاق للمؤسسات التعليمية والثقافية في قطاع غزة، هو مظهر آخر من مظاهر جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهرا.
جاء ذلك خلال مشاركتها، باسم دولة فلسطين، اليوم الاثنين، في مؤتمر اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، تحت رعاية الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة مجلس أمناء مؤسسة التعليم فوق الجميع ومشاركتها.
وتستضيف دولة قطر الاحتفاء الخامس بهذا اليوم تحت عنوان: "التعليم في خطر التكلفة البشرية للحرب"، بمشاركة عدد من القادة العالميين وكبار الشخصيات من الأمم المتحدة والخبراء والمدافعين عن حقوق الشباب.
ودعت شاهين إلى أهمية اتخاذ إجراءات ملموسة تعزز دعم أطفال فلسطين، لضمان سلامة مدارسهم، واستمرار تعليمهم نحو مستقبل مزدهر.
وأعربت عن شكرها وامتنانها العميقين لدولة قطر على الدعوة واستضافة هذا المؤتمر المهم، مثمنة الجهود التي بذلتها قطر الشقيقة وقادت من خلالها مبادرة الاعتراف باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، إذ اعترفت به الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا واعتُبر يوم 9 سبتمبر/ أيلول من كل عام اليوم الدولي للأمم المتحدة لحماية التعليم من الهجمات.
وأشارت إلى أن هذا اليوم يكتسب أهمية خاصة لأنه يتماشى مع المبادئ المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2601، الداعي إلى حماية التعليم في مناطق النزاع وإدانة الهجمات على المدارس والطلبة والمعلمين، ويشكل القرار تذكيرا قويا بأن التعليم ليس حقا من حقوق الإنسان فحسب، بل إنه أيضا ركيزة أساسية للسلام والاستقرار والتنمية.
وأكدت أن الحق في التعليم إلى جانب حقوق الإنسان الأخرى، لا يزال يتعرض للانتهاك الصارخ في العديد من أنحاء العالم، ففي دولة فلسطين، لا يزال المواطنون وخاصة الأطفال منهم، يعانون بشدة مع استمرار إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، في احتلالها الاستعماري وتدابيرها وإجراءاتها العقابية غير القانونية، وعلى مدى خمسة عقود من هذا الاحتلال، ارتكبت إسرائيل جرائم حرب تشكل انتهاكا جسيما لاتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وتشمل هذه الجرائم التدمير واسع النطاق والمتعمد للمباني المخصصة للأغراض التعليمية والفنية والعلمية والدينية، وكذلك المعالم التاريخية.
واستعرضت شاهين التقارير والإحصائيات التي تُظهر ما تعرض له قطاع التعليم في فلسطين جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي وارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات، خاصة حرب الإبادة المستمرة ضد شعبنا في قطاع غزة.
وأشارت وفقا لوزارة التربية والتعليم العالي إلى أن 9839 طالبا و522 من كوادر التعليم استُشهدوا في قطاع غزة، بسبب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة، بينما أصيب الآلاف غيرهم، وأصيب العديد منهم بإعاقات تغير حياتهم، وصدمات نفسية عميقة، إضافة إلى ذلك، استُشهد 105 أساتذة، وقُصفت جميع الجامعات الـ12، ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل أو جزئي، وعلاوة على ذلك، مُنع 620 ألف طالب في مدارس غزة من مواصلة تعليمهم، بينما استُشهد في الضفة الغربية 76 طالبا مدرسيا و34 طالبا جامعيا وموظفان من كوادر الجامعات.
وطالبت وزيرة الدولة بتوفير الحماية لحقوق الأطفال في فلسطين التي يجب أن تكون على سلم الأولويات، ووضع حد لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية التي سببها الاحتلال بحق شعبنا، كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل قولا وفعلا، والوفاء بالتزاماته القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية.
ورافق الوزيرة خلال المؤتمر، سفير دولة فلسطين لدى قطر فايز أبو الرب، رئيس إدارة المراسم والتشريفات في الوزارة السفيرة عبير الرمحي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها