تسارع شركات تصميم الدوائر المتكاملة الصينية لزيادة طلباتها من شركة TSMC التايوانية لتصنيع الرقائق باستخدام تقنيات متقدمة، تحسباً لفرْض الولايات المتحدة سياسات رقابة وعقوبات أكثر صرامة.
وفي الوقت نفسه، بدأت هذه الشركات في إعداد خطة احتياطية عن طريق تحويل طلباتها إلى شركة سامسونج لتصنيع الرقائق باستخدام تقنيات متقدمة، لتفادي حظر محتمل من الولايات المتحدة على الشركات الصينية التي تستخدم شرائح العملاق التايواني.
وأصبحت سامسونج مستفيدة من تصاعد الحرب التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، ما أثار جولة جديدة من المنافسة على الطلبات مع TSMC.
وارتفعت حصة الصين من إيرادات الشركة التايوانية بشكل ملحوظ من 9% في الربع الأول إلى 16% في الربع الثاني، ما يجعل بكين ثاني أكبر مصدر للإيرادات بعد أميركا الشمالية، التي تشكل 65%، وفقاً لنتائج TSMC المالية.
وتعود الزيادة في نسبة الإيرادات من الصين خلال الربع الأخير على الأرجح إلى تخوّف شركات تصميم الدوائر المتكاملة الصينية من ضغط أميركي محتمل قد يحرمها من رقائق TSMC بشكل كامل.
لذا قامت هذه الشركات بإجراء طلبات شراء مسبقة لتخزين الرقائق، وهو وضْع مشابه لما حدث سابقاً عندما تقدمت شركة هواوي من خلال قطاعها للرقائق HiSilicon بطلبات ضخمة لدى الشركة التايوانية، سعياً لتخزينها قبل إدراجها على القائمة السوداء الأميركية للحظر التجاري.
وقد لا تستخدم الشركات الصينية ذات الصلة التقنيات الأكثر تقدماً، لكنها تستخدم عمليات متطورة نسبياً تم تطويرها على مدى عدة سنوات وتطبيقها في مجالات مثل أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS) والهواتف المحمولة والحوسبة عالية السرعة.
وفي الفترة الأخيرة، استمرت هذه الشركات في وضْع الطلبات لدى TSMC، وبدأت أيضاً في تقييم خطة احتياطية تتضمن تحويل الطلبات إلى سامسونج.
وترغب شركات تصنيع الرقائق الصينية في تنويع الخيارات المتاحة أمامها من حيث مصادر رقائق معالجاتها، لتتمكن من تأمين مخزون يتيح لها الاستمرار في العمل والإنتاج.
وفي الوقت الذي تُعد فيه TSMC الخيار الأمثل والأول للجميع، فإن سامسونج تأتي كخيار ثاني في حال إقرار الحظر المحتمل، خاصة وأن الشركات الصينية محظورة بالفعل من شراء رقائق من العملاق الأميركي إنتل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها