أدان مجلس وزراء الصحة العرب، جرائم الحرب والمجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في قطاع غزة، والتي أسفرت عن الآلاف من الشهداء والجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، ومئات المفقودين تحت الأنقاض، وتدمير عشرات آلاف الوحدات السكنية.

وعقد مجلس وزراء الصحة العرب، اليوم الخميس، دورته غير العادية عبر "تقنية الفيديو كونفرانس" برئاسة وزير الصحة الجزائري، رئيس الدورة الحالية للمجلس عبد الحق سايحي، وبمشاركة وزيرة الصحة مي كيلة، بدعوة من قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية والأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب، لبحث الموضوعات الصحية المقرر رفعها إلى القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية القادمة في الجمهورية الموريتانية الإسلامية.

وأكد المجلس ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، محذّرا من التداعيات الإنسانية والصحية الكارثية مع استمرار هذه الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب الإسرائيلية المتكررة وتهديداتها بإخلاء المستشفيات في شمال غزة التي يوجد بها آلاف المرضى، والإجلاء القسري للمرضى والعاملين الصحيين.

وأشار إلى أن هنالك مرضى في وحدات العناية المركّزة، منهم من يعتمد على الأجهزة للبقاء على قيد الحياة ومرضى يخضعون لغسيل كلى ومواليد في الحضانات، والنساء اللواتي يعانين من مضاعفات الحمل وغيرهم، ما يعد انتهاكا صريحا وصارخا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف التابعة للحماية المدنية لعام 1949.

كما حذر مجلس وزراء الصحة العرب، من أن استمرار تلك الهجمات التي تستهدف الفلسطينيين في محيط المراكز العلاجية والمستشفيات، وكذلك الفرق الطبية وأماكن الإيواء التي يلجؤون إليها هربا من القصف الإسرائيلي المتواصل، ودون أي اكتراث بالأرواح التي تُزهق، سوف يفاقم من تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية.

واستنكر استمرار استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمباني السكنية للمدنيين وتدمير البنية التحتية الأساسية وفرض قيود على مقومات وموارد الحياة الأساسية من المياه وإدخال الأدوية والكهرباء والوقود، الذي يؤدي إلى وقوع خسائر كارثية بالأرواح في صفوف المدنيين.

وطالب المجلس، المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لوقف هذه المجازر الوحشية وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لضمان نفاذ وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إعمالا واحتراما لقواعد القانون الدولي الإنساني.

كما طالب المجتمع الدولي بالكف عن الكيل بمكيالين والضغط على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لرفع الحصار عن قطاع غزة، وحماية المدنيين والفرق والمنشآت الصحية ومراكز الإيواء ودور العبادة، والسماح بشكل فوري وعاجل بإدخال الوقود للمستشفيات والمراكز الصحية ومركبات الإسعاف.

وأشاد مجلس وزراء الصحة العرب بما تقدمه الفرق الطبية في قطاع غزة من صمود بطولي في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم والتحديات الكبيرة التي يواجهونها، وأكد دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والتحذير من أي محاولات لتهجيره خارجه، مشيرا إلى توسيع دائرة التواصل مع المنظمات الدولية والإقليمية لحشد الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني.

وكلف المجلس، رئيس الدورة الحالية (الجمهورية الجزائرية) ورئيس المكتب التنفيذي (جمهورية مصر العربية) بمخاطبة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لتكثيف جهوده من أجل تقديم كافة أشكال الدعم الطبي والإنساني إلى وزارة الصحة في دولة فلسطين، والعمل على حماية المستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة.

كما تم تكليف الأمانة الفنية بمتابعة الاحتياجات العاجلة مع وزارة الصحة بدولة فلسطين وإبلاغ وزارات الصحة العربية بها بشكل دائم، والعمل على التوصيل الفوري والآمن للإمدادات الطبية والوقود والمياه النظيفة والأغذية وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى غزة، من خلال معبر رفح.

وكلف المجلس، كذلك، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الطلب من منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، عقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، على هامش المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في مدينة جنيف السويسرية 2024 .

من جانبها، استعرضت الوزيرة كيلة التداعيات الصحية الخطيرة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية كافة، مؤكدة ضرورة فتح ممرات آمنة مستدامة لعبور المساعدات الصحية والإنسانية العاجلة إلى شعبنا، إذ قصف الاحتلال المناطق المجاورة لمستشفيات الشفاء والقدس في مدينة غزة والمستشفى الأندونيسي، ومستشفى الصداقة التركي الفلسطيني وهو الوحيد المخصص لأمراض السرطان في القطاع، في أعقاب دعوات جيش الاحتلال لإخلاء هذه المنشآت على الفور، وأيضا قصف مستشفى المعمداني.

كما أكدت الوزير كيلة، خلال كلمتها عبر الفيديو كونفرس، أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ في قطاع غزة والضفة الغربية هجمات على 118 مرفق رعاية صحية وألحق الضرر بـ 50 مركبة إسعاف، بينها 28 مركبة خرجت عن الخدمة بشكل كامل، وكذلك نفذ 67 هجوما لعرقلة تقديم الرعاية الصحية و61 حالة تتعلق بالعنف الجسدي تجاه الفرق الصحية، و19 حالة تتعلق باحتجاز الطواقم الصحية ومركبات الإسعاف و12 حالة تتضمن التفتيش العسكري للكوادر الصحية.

وأشارت إلى استشهاد 132 فردا من الكوادر الصحية وأكثر من 110 جرحى، وخروج 16 مستشفى من أصل 35 في قطاع غزة و51 مركز رعاية صحية من أصل 72، من الخدمة.

بدورها، قالت الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة، إن مجلس وزراء الصحة العرب بحث في دورته غير العادية التداعيات الصحية الخطيرة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية كافة، والتنسيق حول سبل فتح ممرات آمنة مستدامة لعبور المساعدات الصحية والإنسانية العاجلة إلى الشعب الفلسطيني.

وأوضحت أبو غزالة، في تصريح لها عقب الاجتماع الافتراضي، أن المجلس أصدر بيانا حول الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، تضمن إدانة جرائم الحرب والمجازر الوحشية المستمرة في القطاع، كما حذّر من التداعيات الإنسانية والصحية الكارثية مع استمرار هذه الإبادة الجماعية واستمرار الهجمات التي تستهدف الفلسطينيين في محيط المراكز العلاجية والمستشفيات.