خلال القرون الوسطى، حمل الصليبيون هذا الصابون معهم من سوريا إلى أوروبا، وقد انتشر استعماله بعد ذلك في الشرق والغرب بدءاً من القرن الخامس عشر.

ولا تتمتع الأنواع الجيّدة من هذا الصابون بصيغة دهنيّة، أما لونه فيميل إلى البني من الخارج والأخضر من الداخل، فيما تختلط في رائحته نفحات زيت الزيتون وزيت الغار.

ويتميّز صابون الغار بمكوناته الطبيعيّة 100%، وما زالت صناعته تتمّ حتى اليوم بالطريقة نفسها التي تمّ تطويرها منذ أكثر من 2000 عام. إذ يستخدم صانعوه المحترفون الأساليب الحرفيّة نفسها التي كان يستعملها أسلافهم.

أما مكونات وصفته الأصليّة فهي: زيت الزيتون، الماء، الصودا النباتيّة، وزيت الغار.

وتبدأ صناعة هذا الصابون من خلال تسخين الماء والصودا في وعاء نحاسيّ، ثم إضافة زيت الزيتون وترك الخليط على النار لمدة 12ساعة قبل تركه ليرتاح.

في اليوم التالي يتمّ تسخين الخليط من جديد على حرارة تتراوح بين 80 و100 درجة مئوية مع التحريك ثم إضافة زيت الغار.

وعندما يتحوّل الخليط إلى معجون صابون يتمّ شطفه عدة مرات بالماء المملح لإزالة أي أثر للصودا.

جميع هذه الخطوات هي جزء من صناعة هذا الصابون عبر تفاعل كيميائي طبيعي بين الزيت والصودا الذي يحوّل الخليط إلى جزيئات صابون، حيث يتمّ فرد معجون الصابون على الأرض في الهواء الطلق ويترك ليجف قبل تقطيعه يدوياً على شكل مكعبات بحجم يؤمن سهولة الاستعمال.

ويشار إلى أن صابون الغار يتمتع بخصائص مفيدة للشعر والوجه أيضاً، إذ يعمل على ترطيبهما وتنعيمهما، كما أنه يتوفر بصيغة شامبو يسهل استعماله على الشعر الطويل ولكن يمكن بكل سهولة استعمال مكعّب الصابون التقليدي لغسل الشعر من خلال ركه على الشعر الرطب.