يبلغ طول يوم الأرض 24 ساعة فقط، وذلك بفضل التوازن المؤقت بين قوى المد والجزر للجاذبية من القمر والشمس.

فعندما تشكل القمر منذ نحو 4.5 مليار سنة، ربما بفضل اصطدام هائل، كان أقرب بكثير إلى الأرض مما هو عليه الآن، وكان كوكبنا يدور بشكل أسرع بكثير، ويبلغ طول يومه أقل من 10 ساعات.

ومنذ ذلك الحين، يتحرك القمر تدريجيًا نحو الخارج، ويسرق بعض الزخم الزاويّ للأرض (ميل الأرض)، ما أدى إلى تباطؤ دوران كوكبنا. وفي الزمن الحالي، كما نعلم جميعا، يستمر اليوم على الأرض 24 ساعة.

ومع ذلك، بالمعدل الذي يتحرك به القمر بعيدًا عنا، والذي يُقاس بـ3.78 سم (1.49 بوصة) سنويًا عن طريق التجارب باستخدام عاكسات الليزر التي تركها رواد الفضاء من أبولو على القمر، يفترض أن يكون كوكبنا تباطأ إلى درجة وصول طول اليوم إلى 60 ساعة.

وبحسب علماء الفلك من جامعة تورنتو وجامعة بوردو، بقيادة هانبو وو من تورنتو، أن التباطؤ  مرتبط بالتوازن في عزم الدوران الناتج عن المد والجزر الحراري في الغلاف الجوي للأرض والمد والجزر العائدين للجاذبية المنبثقة من القمر.

وكما نعلم، فإن جاذبية القمر تسحب محيطات الأرض، ما يؤدي إلى ارتفاع المد والجزر على جوانب متقابلة من الكوكب حيث يتبع انتفاخُ المحيط القمرَ حول كوكبنا.

وزيادة الكتلة في انتفاخ المد والجزر في المحيط تعني أن جاذبية القمر تسحبها أكثر، وإلى جانب تأثيرات الاحتكاك بين المد والجزر في المحيط وقاع البحر، فإن النتيجة النهائية هي تباطؤ دوران الأرض بنحو 1.7 ميلي ثانية كل قرن.

ونتيجة لذلك، بدأ تباطؤ دوران الأرض بفعل المد والجزر في موازنته من خلال التسريع الناتج عن المد والجزر الحراري.

وخلال تلك الفترة الطويلة بين 2.2 مليار سنة و600 مليون سنة، لم يستمر طول يوم الأرض في التباطؤ، بل ظل عند 19.5 ساعة.

وفي النهاية، خرجت قوّتا المد والجزر عن التزامن، وعلى مدى الـ 600 مليون سنة الماضية بدأ دوران الأرض في التباطؤ مرة أخرى. وبلغ طول اليوم 24 ساعة، بينما يستغرق المد والجزر الحراري 22.8 ساعة للتنقل حول الأرض.