شيعت جماهير محافظة بيت لحم، اليوم الأحد، جثمان المناضل اللواء صلاح التعمري، إلى مثواه الأخير في بلدة زعترة شرق بيت لحم. 

وانطلق موكب التشييع الذي شارك فيه عدد من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة "فتح"، وعدد من المسؤولين، من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي، وصولاً إلى منزله في بلدة زعترة، حيث ألقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة، قبل أن يصلى عليه في مسجد زعترة الكبير، ثم ووري الثرى. 

وقال محافظ بيت لحم كامل حميد: "نودع اليوم قائدًا وطنيًا خاض كل المعارك في الوطن والخارج، وما جرى له من جنازة ووداع دليل على محبة شعبنا لقياداته".

بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، "نودع اليوم قائدًا عرفته كل الساحات فهو أكبر من كل الكلمات، كان على مستوى المسؤولية، وتدرج في مواقع عدة".

من جهته، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفريق جبريل الرجوب، "أن الراحل التعمري كان فارسًا متميزًا واستثنائيًا في كل مراحل الثورة وتميز بمواقفه الثابته أحب الوطن فأحبه أبناء شعبه، وبفقدانه خسرنا قائدًا كبيرًا كان له ارث سياسي واجتماعي".

وأوضح وزير الداخلية زياد هب الريح، أن فلسطين تشيع هذا اليوم قامة وهامة وطنية يشهد لها التاريخ بنضالاته المتواصلة داخل وخارج الوطن". 

والمناضل التعمري واسمه الحقيقي "أسعد سليمان حسن عبد القادر سليمان"، من مواليد بيت لحم عام 1943، والتحق مبكرًا في صفوف حركة "فتح" مع انطلاقتها الأولى، وكان رياضيًا وعسكريًا لا يشق له غبار، وعمل في الاشبال والزهرات بحركة "فتح" في الأردن، وخرج مع قوات الثورة إلى لبنان. 

اعتقل الراحل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في اجتياح لبنان، وأصبح مسؤول الاسرى في معتقل أنصار (1)، وتحرر عام 1983 ضمن صفقة النورس مع أكثر من 5000 اسير لبنان وفلسطيني. 

عاد إلى ارض الوطن مع طلائع قوات الثورة الفلسطينية، وترشح في أول انتخابات تشريعية لعضوية المجلس التشريعي عام 1996، وفاز عن محافظة بيت لحم. 

شغل الراحل منصب وزير الشباب والرياضة في الحكومة الثامنة، ومحافظ سابق لمحافظة بيت لحم، ومستشارًا لسيادة الرئيس محمود عباس لشؤون الاستيطان والجدار، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، وعضو المجلس الاستشاري في الحركة، وعضو المجلس العسكري، وعضو المجلس المركزي الفلسطيني.