التقى وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، اليوم الإثنين، مع رئيس تيار الحكمة العراقي عمار الحكيم، في مقره ببغداد، وجرى التباحث بالعموم بالوضعين الفلسطيني والعربي في ظل التطورات الأخيرة في فلسطين بداية من هبة القدس التي شملت كل فلسطين وانتهاء بالعدوان الإجرامي الإسرائيلي على قطاع غزة.

كما جرى مناقشة دور العراق في المرحلة القادمة على الصعيدين العربي والعالمي، لبلورة تحرك جماعي لإسناد ودعم فلسطين على كافة الصعد.

وأكد الحكيم أن حكومة الوحدة الوطنية التي دعا لها سيادة الرئيس محمود عباس تشكل خطوة مهمه للوحدة الوطنية والتي تسمح للبناء عليها لاستثمار الفرصة التي أتاحها التصدي الفلسطيني الموحد للاحتلال، وصولاً لبلورة موقف عربي-اسلامي-عالمي موحد يهيئ الأرضية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، كواحدة من حقوق الشعب الفلسطيني.

بدوره، وضع الوزير المالكي، الحكيم في صورة التطورات الأخيرة ومواقف مختلف الأطراف الداخلية والعربية والعالمية، ورؤية دولة فلسطين لما جرى وتداعياته والفرصة التي أتاحتها المواجهة، لوضع القضية الفلسطينية على سلم الأولويات العالمية. وقد كان هناك توافقا كبيرا بين الجانبين في هذا الاجتماع.

كذلك، التقى المالكي زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي وأركان ائتلافه، ووضعهم في صورة المواجهة مع دولة الاحتلال في القدس وغزة والضفة وشعبنا داخل الـ48، والجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال في غزة والدمار الشامل الذي أحدثه.

كما أوضح المالكي الخطوات التي بدأت فيها دولة فلسطين لإعادة الإعمار والدعوة لحكومة وفاق وطني والتحرك عربياً وعالمياً لإعادة القضية الفلسطينية على سلم الأولويات العالمية، وصولا لتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والدولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

بدروه، أكد علاوي دعم العراق الموحد لفلسطين وللشرعية الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس كعنوان واحد لفلسطين، ودعا إلى سرعة عقد مؤتمر عربي لجمع أموال إعادة الإعمار في غزة وفلسطين.

كما اجتمع الوزير المالكي مع رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني النائبة آلاء الطالباني، وعدد من نواب الكتلة، حيث جرى التأكيد على عمق وقوة العلاقة التي تربط الاتحاد الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية، ودولة فلسطين.

 وجدد الاتحاد دعمه ودعم وجماهير كردستان الشقيقة لشعبنا، كما جرى تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في فلسطين، وضرورة حشد أوسع دعم ممكن لفلسطين على مختلف الصعد السياسية والدبلوماسية والمادية.

واجتمع الوزير المالكي، أيضا، مع القوى والأحزاب الديمقراطية العراقية بما فيها الحزب الشيوعي العراقي وحزب الأمة وآخرون، حيث كان هناك تطابق في وجهات نظر الطرفين إزاء الوضع الفلسطيني وتحرك القيادة الفلسطينية لوقف العدوان وإعادة الإعمار وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتأخير الدعم العربي والإسلامي والعالمي لعقد مؤتمر دولي للسلام يتمخض عنه قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، كواحدة من حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

 كما التقى المالكي مع نقيب الصحفيين العراقيين ضياء السعدي، ووفد من الكتاب والسياسيين المستقلين، الذين أكدوا أن العراق يقف قلبا وقالبا مع فلسطين.

وقد تم بحث مشاركة نقابة المحامين العراقيين بتجهيز قضايا جرائم الحرب الإسرائيلية التي سترفع لمحكمة الجنايات الدولية، التي ارتكبت في العدوان الأخير على قطاع غزة، وفي القدس، والمستوطنات.

وفي نهاية اللقاءات الرسمية مع أركان الدولة العراقية، اجتمع الوزير المالكي مع زعيم تحالف الفتح البرلماني الحاج هادي العامري، الذي أكد أن العراق وتحالف الفتح موحد تجاه دعم فلسطين شعبا وقيادة.

وشدد العامري على إيمانهم بأن وحدة الشعب الفلسطيني التي برزت في الأحداث الاخيرة هي مسألة في غاية الأهمية، وأبدى استعدادهم لكل ما يطلب منهم للمساهمة بتمتين هذه الوحدة، و"أن قلوبهم وسيوفهم ومالهم جاهزة لفلسطين ولشعبها".

 وأكد إيمانهم التام بحتمية نصر الشعب الفلسطيني في ظل وحدته الوطنية، كما طلب نقل تحياته لسيادة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية.