تقرير: عنان شحادة
وجدت أسرة المواطن جريس قمصية من مدينة بيت ساحور غرب بيت لحم، نفسها محرومة من المشاركة في احتفالات عيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي، بعد أن أصاب أفرادها فيروس "كورونا"، فخضعت للحجر الصحي.
"في مثل هذا اليوم وبحكم عملي في وزارة السياحة والآثار منذ 18 عاما، كنت حريصا على التواجد منذ الصباح الباكر في ساحة المهد، للمشاركة في تنظيم الأمور المتعلقة بالاحتفالات، لكن هذا العام أجبرتني إصابتي بالفيروس على البقاء في الحجر بالمنزل رفقة اسرتي" قال قمصيه.
وأضاف أنه "سيغيب أيضا للمرة الأولى عن قيادة الفرقة الكشفية المشاركة، التابعة لمجموعة النادي الأرثوذكسي العربي، التي تسبق دخول موكب غبطة البطريرك".
يقول قمصية إن زوجته وجدت نفسها غير قادرة على مشاركة بناتها الثلاث غير المصابات في تحضيرات الأجواء الخاصة بالمناسبة من تزيين شجرة الميلاد، وصنع الحلوى، لكن هذا لم يمنعهم من إضاءتها، لإدخال أجواء البهجة والفرحة الى قلوبهن، كورونا حرمتنا أيضا من ان نذهب الى ساحة المهد والتقاط الصور التذكارية كذلك التسوق وشراء احتياجات العيد".
وخيم على ساحة المهد، التي عاد ما تكون فيها ذروة الاحتفالات بعيد الميلاد، الحزن والخوف، فغاب عنها الحجيج والسياح والزوار، بينما حضر عدد قليل من المواطنين، فيما الغيت كافة الفعاليات الاحتفالية من فقرات غنائية ومسرحية.
وعلى جنبات ساحة المهد، وقف أصحاب المحلات لبيع التحف الشرقية والمطاعم خارجها ينتظرون فدوم الزبائن، هؤلاء يعتمدون في دخلهم على الزوار والسياح بالدرجة الأولى.
وبمحاذاة كنيسة المهد، جلس رجا قمصية أمام محله لبيع التحف، وقال إن "كورونا" قتلت فينا الفرحة كما ألحقت بنا خسائر جمة بعد غياب الحجيج والزوار حتى من داخل الوطن.
وتابع قمصية ان دخله تراجع كثيرا، وساءت الأحوال المادية لديه، انعكاسا للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعانيها بيت لحم وعموم فلسطين، حيث تعاني كافة المرافق السياحية من وضع صعب.
والداخل الى كنيسة المهد يقف أمام مشهد مؤلم ومحزن، حيث الرواق الواصل الى ساحة الكنيسة فوق مغارة الميلاد، ومكان إضاءة السموع والايقونات وصولا الى المغارة فارغة، الا من بعض رجال الدين، وهي التي كانت في مثل هذه الأوقات تعج بالمحتفلين والمؤمنين.
وحرص صليبا رشماوي الذي حضر برفقة زوجته وطفليه على إضاءة شمعة أمل، قائلا "جئت اليوم للمشاركة في أجواء العيد المنقوصة، مع أخذ الحيطة والحذر واتخاذ كافة الاجراءات الوقائية.
وقرب شجرة الميلاد وسط ساحة المهد، اخذت الطفلة سيلينا صبابا (14 عاما)، بالتقاط صور تذكارية، وبسؤال وكالة وفا لها عن الأجواء أجابت: "اليوم تختلف كثيرا عن السابق، لم أشعر بالفرحة، حضرت وأنا مترددة خوفا من كورونا رغم وضعي كمامة وتعقيم اليدين، وبيت لحم حزينة جدا هذا العام".
وكانت وزيرة السياحة والأثار رولا معايعة قالت ان الأضرار التي تكبدها قطاع السياحة الفلسطيني جراء جائحة كورونا جسيمة وكبيرة، حيث ومع نهاية العام الجاري سيكون القطاع قد تكبد خسائر تفوق مليار ونصف دولار.
وبحسب مدير صحة بيت لحم شادي عيسى، فإن محافظة بيت لحم فيها (890) إصابة نشطة، من إجمالي الإصابات منذ بداية الجائحة والتي وصلت الى (8580) إصابة.
واضاف عيسى ان عدد الوفيات بلغت (91) وفاة وان نسبة التعافي بلغت 83%، مع التأكيد على انتشار الوباء في كافة أرجاء المحافظة.
واشار الى أن غرف العناية المكثفة في مستشفى بيت جالا الحكومي والمركز الوطني، جميعها ممتلئة بنسبة 100% وفي الغرف الفائقة 70%.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها