قالت شخصيات حزبية ووطنية أردنية، إن الرسائل التي وجهها الرئيس محمود عبَّاس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعطت رؤية شاملة للموقف الفلسطيني الموحد خلف قيادة منظمة التحرير، بما تمثله من شجاعة في تحدي تحالف نتنياهو ترمب.
ورغم اعتراف البعض بصعوبة المرحلة، خصوصًا انسياق بعض الدول العربية وانجرارها للتطبيع، والتعنت الإسرائيلي الأميركي، إلا أن المراهنة الحقيقية تكمن بصمود الشعب الفلسطيني الذي كان وما زال المدافع الأول عن حقوقه وحقوق الأمة العربية، مع اصراره على أن منظمة التحرير لم تفوض أحدًا للحديث أو التفاوض باسم شعبنا الفلسطيني.
ويرى المحلل السياسي فوزي السمهوري: "إن حكمة الرئيس عبَّاس وشجاعته جاءتا في رفضه لتقديم أي تنازلات للحقوق الفلسطينية التي كفلتها الشرعية الدولية، ورضي بها الشعب الفلسطيني كحد أدنى لمطالبه المحقة، وهي دولة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس".
وهذا يعني وفق السمهوري تحميل المجتمع الدولي مسؤولية تخليه عن واجباته في حماية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في الاستقلال والحرية، إضافة إلى أن الخطاب كان بمثابة صفعة لترمب وللعنجهية والعنصرية الصهيونية، التي مارست كافة أشكال الضغوط السياسية والاقتصادية على القيادة الفلسطينية.
وأوضح أن دعوة الرئيس عبَّاس لعقد مؤتمر دولي بمشاركة الأطراف المعنية كافة ابتداء من مطلع العام المقبل، بهدف الانخراط في عملية سلام حقيقية على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة، هي الكفيلة بإنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس على حدود عام 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها قضية اللاجئين استنادا للقرار 194.
وأشار إلى أن أحد أهم الرسائل التي وجهها الرئيس تمثلت بأن الدولة الفلسطينية دولة قائمة على الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان، حيث أشار إلى الانتخابات التشريعية التي سيشارك فيها الفلسطينيون بكل فصائلهم وأحزابهم دون إقصاء لأحد، والتفافهم حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
من جانبه، لم يخفِ الأمين العام للحزب الدستوري الأردني أحمد الشناق، صعوبة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية والضغوط الهائلة التي تتعرض لها القيادتان الأردنية والفلسطينية.
وأكد الشناق "إن خطاب الرئيس محمود عباس كان دقيقا بحيث وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية، والتي غابت خلال السنوات الماضية نتيجة تحكم قوى إقليمية بالقرار الدولي".
وقال الشناق إن المراهنة الرئيسية تتمثل بصمود الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن تعزيز هذا الصمود يتم من خلال الوحدة وتلاقي المواقف وتوحيد الجهود في خدمة القضية الرئيسية، مؤكدًا تماهي المواقف الأردنية والفلسطينية على المستويين الشعبي والرسمي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها