أكدت الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال ومخطط الضم (A.A.A) رفضها القاطع للاتفاق السياسي الثلاثي بين دولة الامارات العربية ودولة الاحتلال برعاية الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضحت الحملة الأكاديمية، في بيان، صدر عنها اليوم السبت، أن هذا الاتفاق يأتي في سياق التطبيق العملي لما يعرف بـ"صفقة القرن".
وقالت: في الوقت الذي تقوم به اسرائيل يوميا بالاستيلاء على أراضي الضفة الغربية، واقتلاع سكان القدس من بيوتهم، واعداد مخططات وخرائط الضم لأراضيها، يأتي هذا الاتفاق في سياق التطبيع العربي مع الكيان الاسرائيلي مشكلا ضربة للصمود الفلسطيني على أرضه، وموجها أيضا ضربة للجدار العربي الموحد ضد اسرائيل، بسبب تماديها في استمرار احتلالها للاراضي الفلسطينية.
وشددت على أن قيام دولة الامارات العربية بتوقيع اتفاق سلام مع دولة الاحتلال يعتبر خرقا للمبادرة العربية للسلام، التي تم الاعلان عنها في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، كما تعد هذه الاتفاقية التفافا على حقوق الشعب الفلسطيني الراسخة في المواثيق والاتفاقات الدولية وأهمها قرار 242 "الارض مقابل السلام".
وأكدت الحملة الاكاديمية الدولية أن الاتفاق الثلاثي يشكل خطرا على الأمن القومي الفلسطيني وعلى فرص التسوية، وسيشكل ايضا خطرا مستقبليا على استقرار وتماسك ولحمة الدول العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، وربما سيشجع دولا عربية وأجنبية أخرى للمضي قدما باتجاه التطبيع مع الكيان الاسرائيلي المحتل.
ونوهت إلى أن محاولة دولة الاحتلال استخدام الدبلوماسية القصرية في اجبار الفلسطينيين على التخلي عن حقوقهم ستبوء بالفشل، وأن هذه المحاولات التي تتمثل في أحد جوانبها بالاتفاق الثلاثي تعتبر مخالفة صريحة لقانون المعاهدات الدولية للعام 1969، ومخالفتها لمبادئ التعاقد الدولي الاساسية مثل الرضا والمشروعية وقواعد القانون الدولي الاخرى بما فيها اتفاقية فينا.
كما أكدت أن "اتفاقية السلام" هذه ما هي الا مكافأة ثمينة لاسرائيل وحكامها الفاشيين القتلة، وخيانة لا تقبل الجدل فى ثبوت إجرامها بحق أعدل قضايا الانسانية وأعدل القضايا القومية والانسانية؛ واستنكارا لكل قيم العروبة والعقيدة والمقدسات.
وأدانت هذا الاتفاق، داعية الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الاسلامى وكافة المنظمات الاقليمية والدولية إلى إدانة هذا الاتفاق، المخالف لكافة الشرائع الدولية، ولمقررات القمم العربية، ولمبادرة السلام العربية، ولكافة قرارات القمم الاسلامية المتتالية.
كما دعت الدول العربية والاسلامية لعدم المضي قدما في اتفاقية التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، وإدانة هذا الاتفاق الذي سيؤدى إلى انهاء حل الدولتين ولن يؤدي إلى أي تقدم في مسيرة السلام.
وفي السياق، ثمنت موقف القيادة الفلسطينية الواضح المندد بالاتفاق والرافض له، والذي اعتبره خيانة وطعنة فى الظهر لمسيرة النضال الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، داعية كافة الفصائل الفلسطينية للاتفاف حول موقف القيادة الواضح والذي لا يقبل التأويل.
كما دعت إلى انهاء الانقسام الفلسطيني والتوحد في مواجهة هذه الهجمة التي تشنها دولة الاحتلال الاسرائيلي، وبمشاركة الولايات المتحدة الاميركية وبعض القوى الاقليمية.
وتابعت: هذا الاتفاق المسخ هو أول الخطا في فرض الوصاية على القرار الفلسطينى وهو الامر الذي يرفضه الفلسطينيون قيادة وشعبا، مشيرة إلى أنه هذا الاتفاق ما هو الا امتداد صريح لوعد بلفور المشؤوم، قد تضمن "زيارة المسلمين للصلاة في المسجد الاقصى"، ما يعني قبولا إماراتيًا بالسيادة الاسرائيلية على القدس.
وجاء في بيانها: في الوقت الذي دعا اليه الاتفاق الثلاثي الى التعاون الأمني الاقليمي في المنطقة، والدعوة الى التعاون الاقليمي دعما لصفقة القرن التي يرفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلا، فقد أشاع مؤيدو الاتفاق بأنه أوقف عملية الضم الاسرائيلي للاغوار، وعمليا، فإن تعليق الضم تضمن الجانب القانوني فقط، ولم يتضمن وقف عملية الضم المادية الواقعية التي تقوم بها اسرائيل يوميا في الاغوار والقدس.
من جانب آخر، فقد أكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد أقل من ساعة من توقيع الاتفاق بأنه ما زال ملتزما بخطة الضم في خطوة صريحة منه لكشف زيف ادعاءات صانعي هذا الاتفاق، حول "انجازهم الدبلوماسي التاريخي في وقف الضم".
وأهابت في ختام بيانها بكافة القطاعات الاكاديمية والنخب العلمية في الوطن والاقليم والعالم بأسره برفض هذا الاتفاق والعمل على كشف مخططاته التصفوية ضد القضية الفلسطينية، قائلة "معا نحن الاكاديميون لاسقاط صفقة القرن واسقاط الاتفاق الثلاثي".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها