تقرير: أمل حرب

سارة دعاجنة امرأة وناشطة اجتماعية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، تمردت على الدور الاجتماعي في البلدة وأخذت على عاتقها مع ناشطات أخريات إحداث تأثير على واقع البلدة القديمة وتعزيز صمود العائلات وتمكين النساء، وايصال صوتهن إلى صناع القرار لتعزيز ثباتهن.

وانطلقت دعاجنة بنشاطها وتفاعلها مع مجتمعها في البلدة القديمة منذ عام 2000، عندما أقدم الاحتلال على تركيب بوابات حديدية على مداخل البلدة القديمة وأزقتها، وفصل الأحياء عن بعضها، واعلان البلدة القديمة منطقة عسكرية مغلقة لتصبح البلدة القديمة سجون بلا أقفلة كما وصفتها.

وتؤكد دعاجنة مدى أهمية دور المراة في صمود العائلة بشكل عام خاصة في البلدة القديمة المحاطة بالمستوطنات، وذلك لما يعانيه الأهالي من سياسات الاحتلال التعسفية بحقهم، من السيطرة على أسطح المنازل وتواجد المستوطنين في الشوارع، والاعتداء على الاطفال وطلبة المدارس والنساء وغيرها الكثير.

وتضيف: "استهدفنا النساء بحملات توعية وتثقيف من خلال برامج تعزيز صمود البلدة القديمة، لتمكين المرأة  اقتصاديا من خلال برامج تأهيل مع وزارة العمل، وتوأمة مع الجمعية الخيرية الإسلامية لتعليمهن المهن والحرف المدرة للدخل".

وتقول دعاجنة: "حاولنا جلب المؤسسات الى البلدة القديمة،  وكنا داعمين لصمود المواطنين من خلال التعاون مع لجنة اعمار الخليل التي رممت العديد من منازل المواطنين وأعادت تأهيلها للسكن، وترميم المحلات التجارية، وكنا حلقة الوصل بين الناس وصناع القرار".

اختارت دعاجنة العمل الاجتماعي التطوعي خلال 16 عاما، وحصلت على وظيفة في مديرية وزارة العمل إلى جانب عملها الميداني التطوعي.. وصولا إلى مسؤولة العلاقات العامة في مكتب العمل بالبلدة القديمة.. وتوجت مجهوداتها ونشاطها باستلام رئاسة وحدة البلدة القديمة في محافظة الخليل منذ عامين لدورها وعلاقاتها ومعرفتها باحتياجات البلدة القديمة.

وتقول: "واجهتني صعوبات جمة عندي استلامي منصب مدير وحدة البلدة القديمة بمحافظة الخليل، بسبب كثرة المنافسين من الذكور، إلا أن ثقتي بنفسي وتاريخ عائلتي النضالي والثقة التي أسستها مع المجتمع في البلدة القديمة ساعدتني في إدارة هذه الوحدة بجدارة، خلال فترة عملي مع طاقم الوحدة الذين حاولوا خدمة البلدة القديمة بكل طاقاتهم".

وأسست دعاجنة جمعية سيدات الحرم الابراهيمي الخيرية، التي ضمت في عضويتها سيدات متعلمات ومهنيات من كافة أحياء وحارات البلدة القديمة، لتمكين النساء والمساهمة في احياء البلدة القديمة وتعزيز صمود المواطنين.

وانتقلت دعاجنة إلى منصب مدير عام شؤون اللاجئين في جنوب الضفة الغربية عن محافظتي بيت لحم والخليل، لتكمل عملها الوطني والاجتماعي والنضالي في خدمة هذه الشريحة المهمة من شعبنا الفلسطيني.